الرئيس الإيراني يتعهد بإعادة بناء المنشآت النووية
أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزيشكيان أن بلاده ماضية في إعادة بناء منشآتها النووية وتعزيز قدراتها في هذا المجال بعد الأضرار التي لحقت ببعض المواقع، مؤكدًا أن إيران تمتلك المعرفة والخبرة اللازمة لاستعادة قوتها النووية من جديد، وأن العلم لا يمكن تدميره لأنه يعيش في عقول العلماء الإيرانيين.
وخلال زيارته لمقر منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في العاصمة طهران، شدد بزيشكيان على أن تطوير الصناعة النووية الإيرانية يهدف بالأساس إلى خدمة الشعب وتحسين مستوى المعيشة والرفاه الوطني، موضحًا أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي كما يروّج البعض، وإنما تهدف إلى استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية فقط مثل إنتاج الطاقة والبحث العلمي والتطبيقات الطبية.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن تدمير بعض المباني والمنشآت لن يكون عقبة أمام إعادة الإعمار والتطوير، موضحًا أن بلاده تمتلك القدرة والإرادة على تجاوز التحديات، وأن مسار التقدم لن يتوقف. كما أكد أن طهران ستواصل المضي قدمًا في تطوير برامجها النووية بما يتماشى مع القوانين الدولية، مشيرًا إلى أن الشعب الإيراني يدعم هذا التوجه باعتباره جزءًا من سيادة البلاد واستقلالها العلمي.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت في وقت سابق أن إيران وصلت إلى مستوى تخصيب يورانيوم يبلغ نحو 60%، وهي نسبة تقترب من العتبة المطلوبة لإنتاج سلاح نووي، إلا أن السلطات الإيرانية نفت أي نية عسكرية وراء هذا التطور، مؤكدة أن برنامجها مخصص للاستخدامات المدنية فقط.
وفي المقابل، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي في مقابلة مع وكالة “أسوشييتد برس” إن إيران لا تقوم حاليًا بتخصيب اليورانيوم بشكل نشط، رغم وجود بعض التحركات في مواقعها النووية، موضحًا أن الوكالة تتابع الوضع عن كثب من خلال صور الأقمار الصناعية والتقارير الميدانية.
وأضاف غروسي أن المفتشين لم يرصدوا أي مؤشرات تدل على تسريع إنتاج اليورانيوم المخصب في المرحلة الحالية، لكنه أشار إلى أن مصير المواد المخصبة بنسبة 60% داخل إيران ما زال غير واضح بشكل كامل.
ويأتي هذا التصريح في ظل توترات متجددة بين طهران وعدد من القوى الغربية بشأن ملفها النووي، فيما تؤكد الحكومة الإيرانية أن برنامجها مشروع بالكامل ويهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة والبحوث العلمية، رغم العقوبات والضغوط المستمرة المفروضة عليها.
