اخبار عالمية

بشائر اتفاقية وقف الحرب في غزة.. انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي (صور)

تستعد إسرائيل خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة لتنفيذ أحد أوسع عمليات الانسحاب العسكري منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، في خطوة تُعد تمهيدًا لبدء تنفيذ اتفاق تبادل المختطفين بين إسرائيل وحركة حماس، وفق التفاهمات التي تم التوصل إليها مؤخرًا بوساطة مصرية وأمريكية.

انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي في غزة

ووفق ما نقلته صحيفة Ynet News الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي يخطط لبدء انسحاب تدريجي من مناطق واسعة داخل قطاع غزة، يشمل أحياء في مدينة غزة وخان يونس، وصولًا إلى ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” المعدل، الذي سيُشكل الحد الفاصل الجديد لتمركز القوات بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

الانسحاب، الذي وصفته الصحيفة بأنه “الأوسع منذ بدء الحرب”، يشمل تحريك مئات الدبابات والمركبات المدرعة، إلى جانب تدمير البنى التحتية العسكرية التي أقامها الجيش الإسرائيلي خلال عملياته البرية السابقة. ووفقًا للتقرير، من المقرر نقل التحصينات العسكرية إلى مسافة تتراوح بين كيلومتر واحد واثنين شرقًا باتجاه الحدود، مع استمرار السيطرة الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا الحدودي مع مصر، بالإضافة إلى بعض الجيوب الصغيرة في بيت حانون ورفح.

تفكيك المواقع العسكرية الإسرائيلية

وفي مدينة خان يونس، سيبدأ تفكيك المواقع العسكرية الإسرائيلية خلال ساعات الليل، لتجنّب إعادة استخدامها من قبل عناصر حركة حماس. وتشير تقديرات عسكرية إلى أن هذا الانسحاب سيكون أعمق من المنطقة العازلة الحالية، لكنه لن يصل إلى “الخط الأصفر” المقترح في المفاوضات الأخيرة برعاية أمريكية.

بالتوازي مع التحركات الميدانية، تُجري إسرائيل استعدادات مكثفة لتسلّم المختطفين عبر الصليب الأحمر، حيث تنص الخطة على أن تقوم حركة حماس بتسليم المختطفين إلى وحدة إسرائيلية خاصة داخل قطاع غزة، قبل نقلهم إلى مركز استقبال طبي بالقرب من قاعدة رييم العسكرية. ومن هناك، سيتم نقل الحالات المستقرة جواً عبر طائرات عسكرية من طراز “ياسور” أو “يانشوف” إلى المستشفيات داخل إسرائيل، بينما تُرسل الحالات الحرجة مباشرة إلى المرافق الطبية دون المرور بالمركز الوسيط.

أما في ما يخص جثامين الأسرى، فمن المقرر أن يتم تسليمها بالطريقة ذاتها داخل القطاع، على أن تُنقل لاحقًا إلى داخل إسرائيل لإجراء عمليات التعرف واستكمال الإجراءات الرسمية.

ورغم التنسيق القائم بين الأطراف عبر الصليب الأحمر، أبدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مخاوف من احتمال قيام مجموعات من سكان غزة بمحاولة اعتراض قوافل الأسرى أو تعطيل عملية التسليم. وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش أعدّ خططًا طارئة تشمل استخدام وسائل تفريق وغطاء جوي لتأمين العملية، مع إبقاء خيار التدخل البري قائمًا في حال وقوع أي هجوم أو محاولة لعرقلة تنفيذ الاتفاق.

ويُعد هذا الانسحاب بداية فعلية للمرحلة التنفيذية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يتضمن تبادل الأسرى والمختطفين بين إسرائيل وحركة حماس، إلى جانب إعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج مراكز المدن داخل القطاع.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل نقطة تحول في مسار الحرب المستمرة منذ عام كامل، وتمهّد لمرحلة جديدة تتجه نحو إنهاء العمليات العسكرية الكبرى، وبدء تطبيق بنود الاتفاق الإنساني الذي تم التوصل إليه في القاهرة برعاية مصرية وبضمانات أمريكية.

إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت، فجر الجمعة، موافقتها على اتفاق يهدف إلى إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة، سواء الأحياء منهم أو من لقوا حتفهم، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية على الإطار المقترح.

من جانبه، أوضح توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن الأمم المتحدة وشركاءها لم يتمكنوا خلال الأشهر الماضية من إيصال سوى 20% فقط من المساعدات المطلوبة لمعالجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، مؤكدًا أن الجهود تتواصل لزيادة حجم الإمدادات خلال الفترة المقبلة.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى