عاممقالات

الصراع الدموى .. من أجل بقاء الجدار … !!!

الطاووس ” ترامب” … رجل الأعمال ..
نجح في الإنتخابات من أجل إستعادة مكانة أمريكا «الشيكا بيكا» المتدهورة إقتصادياً …
وإسقاط مشروع عالم جديد بأقطاب جدد والتخلى عن الدولار المهيمن على إقتصاديات العالم
وتفتيت وكسر التكتلات الإقتصادية للأقطاب الجدد المنتهجين لمشروع نظام جديد مثل ” بريكس ” ..
ولقد بدأها بمحاولات الشد والجذب لتحييد القطب الروسى ..
مرة بالجزرة لإغرائه بصفقات متبادلة ..
مثل سوريا مقابل الإعتراف بسيادتها على الأراضى الأوكرانية المقتطعة مع إنهاء الحرب الدائرة …
ومرة بالعصا لتهديدها بإغراء أوكرانيا بصفقة المعادن مقابل إستمرار دعمها لإستنزاف روسيا …
ثم محاولات الشد والجذب لإنصياع القطب المصرى بنفس طريقة الجزرة والعصا والصفقات …
وعرض سداد ديونها بالإضافة لمليارات تدعمها مقابل التهجير وإنهاء قضية الصراع العربى الإسرائيلى، وتهديدها بإنسداد شرايين قناة السويس وحرمانها من دخلها القومى لزيادة أعبائها الإقتصادية ..!!!

ثم جاء تصريحه الأخير والعجيب مؤخرًا بوجوب مرور السفن الأمريكية التجارية أو العسكرية مجانًا من القناة …!!؟؟
وهذا التصريح – من وجهة نظري المتواضعة – لا ينبغي قراءته على أنه تهديد مباشر لمصر أو إنه انتهاك للقانون الدولي فقط …
فهو يعكس اضطراباً شديداً وخللاً رهيباً في موازين القوى الاقتصادية وصراعاً عالمياً لإمتلاك الممرات الحيوية دون وجه حق وبالمخالفة للقوانين والمواثيق والأعراف والاتفاقات الدولية ومحاولة أمريكية للتمسك بمفاتيح النفوذ في مواجهة صعود قوى أخرى وأهمها التنين الصينى خاصة بعد تعاظم نفوذه من خلال مشروع « الحزام والطريق » والذي يهدف لربط الصين بالعالم كله عبر مسارات برية وبحرية .. وتعتبر قناة السويس نقطةَ ارتكاز حيوية في المسار البحري لهذا المشروع حيث تختصر آلاف الكيلومترات من طرق الشحن مما يجعلها لا غنى عنها لنجاح المشروع ..
ولهذا ضخّت ” بكين ” استثمارات ضخمة في المنطقة الاقتصادية للقناة لضمان نفوذ دائم وفعّال ..

وعلى نفس المنوال وفى أبريل الماضى بعد تصريحات ترامب عن زيادة الرسوم الجمركية، زارت رئيسة الوزراء الإيطالية ” جورجيا ميلوني ” واشنطن لجعل الغرب عظيماً مرة أخرى ليخرج بيان مشترك من الإدارة الأمريكية غداة قمة البيت الأبيض بين ” ترامب ” و ” ميلونى ” مؤكداً العمل معًا لتطوير الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا المعروف اختصارا بطريق القطن (Cotton Route) للربط بين أوروبا وإفريقيا وآسيا بعيداً عن النفوذ الصيني والذى يمتد من الهند إلى دول الخليج ثم إلى إسرائيل إلى إيطاليا ومنها إلى الولايات المتحدة، ويربط الشركاء بالموانئ والسكك الحديدية والكابلات البحرية ويحفز التنمية الاقتصادية بينهم لصناعة ممر إقتصادى أمريكى بديل كمنافس لدود ضد مشروع الحزام والطريق الصيني …

وتخرج إيطاليا بقرار مفاجئ وقد اعتبرت مصر وقناة السويس محورًا لا يمكن تجاوزه أبداً في هذه الخطة وهو ما يعكس حجمَ التنافس الدولي على الموقع الجغرافي المصري المتميز واعتراف الغرب الذى يحاول الخروج من العباءة الأمريكية الممزقة بعد ظهور وجهها القبيح بأهمية القطب المصرى في صياغة خريطة التجارة العالمية الجديدة رغم أنف أمريكا وإسرائيل، لتفرض الجغرافيا المصرية من جديد كلمتها أنه لا ممر تجاري آمنًا ومستدامًا بين آسيا وأوروبا دون قناة السويس سواء عبر مشروع الحزام والطريق الصيني أو عن طريق القطن الأوروبي
لتظل قناة السويس نقطةَ ربط حاسمة تعيد لمصر زخمَها الدولي وترسّخ دورها كقوة جيوسياسية فاعلة
واستطاعت مصر بحكمة بعد تطوير القناة وتوسيعها وإقامة المنطقة الإقتصادية الإستثمارية حصار مشروع الشرق الأوسط الجديد دون صدام مباشر وها هي تكشف عن قوتها الحقيقية وخصوصًا قوتها العسكرية التي أربكت واضعي المخطط وأدخلتهم في ارتباك وسعار جنوني أمام صعود مصري متزن يعيد رسم معادلات النفوذ في المنطقة كقطب بارز رغم أنف الجميع ….

واليوم نجد صراعاً آخر من أجل تلجيم القطب الصينى ومشروعه ونفوذه الإقتصادى العالمى، بإشعال البركان الكامن بين الهند وباكستان على إقليم كشمير المنقسم بين البلدين النوويتين …
وها هى أمريكا تجر الهند لإستقطاع الجزء الكشميرى من باكستان لإستكمال الحرب التجارية ….
فعن طريق فصل ” كشمير ” عن باكستان ستنفصل الحدود الواصلة بين الصين وحليفتها باكستان
وبخاصة مينائها “جوادر ” المحطة الرئيسية على طريق الحرير ومبادرة الحزام والطريق وتظل الهند حليف أمريكا وبخاصة مينائها ” بومباى ” نقطة انطلاق طريق القطن الأمريكى …
وهكذا تتداخل وتتشابك لوغاريتمات المصالح على نحو مثير لتحصد أرواح الشعوب وأمانها.
وتظل الأيام حبلى بمفاجآت صراع دموى لقطب عجوز بلطجى يقاتل بضراوة ليبقى بلا منازع جداراَ حامياً تختبئ وراءه أحلام الصهيونية العالمية لصناعة دولة يهودية كبرى تتزعم المنطقة ومؤامرات الماسونية العالمية بإستمرار الصراعات لحصاد الأرواح وتفكيك الجيوش العظمى ليبقى فقط المليار الذهبى قابعاً تحت إمرة حكومة واحدة عالمية يتزعمها دجال إبليسى واحد.

وتبقى ” مصر المحروسة ” بفضل خالقها رمانة ميزان الأرض لتخترق كل الجدر الشيطانية الحامية ويبقى جند الله المختار جبال الأرض الرواسى حافظاً لدين الله فيها حتى تُطوى صحائفها …
حفظ الله مصر …

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى