التعليم

جامعة الأزهر تمنح الماجستير لباحثة متوفاة..وتؤكد: الرسالة قيمة علمية كبيرة

مرة ثانية وفى أقل من شهر.. تضرب جامعة الأزهر مثالاً فى الإنسانية ومراعاة وتقدير أصحاب الرسائل العلمية..وتمنح باحثة متوفاة درجة الماجستير ما يعكس تقدير الجامعة لعلمائها وحرصها على حفظ إنتاجهم العلمي والإنسانى.

وصاحبة الرسالة التى فارقت الحياة قبل أن تجلس أمام لجنة الإشراف والمناقشة لتتوج بالحصول على الماجستير هى الدكتورة أميرة محمد حسن، المعيدة بكلية البنات بالعاشر من رمضان..وقد جسّدت بصبرها وإصرارها مثالًا حقيقياً لقوة الإرادة في وجه الألم .. واجهت المرض الخبيث بقوة إيمانية ورضا بالقضاء والقدر وأبت أن يوقف حلمها العلمي، وواصلت البحث وهي تخوض معركة مزدوجة مع السرطان والحمل، حتى أعدّت رسالتها كاملة رغم المعاناة، لتقرر الجامعة عقد المناقشة بعد وفاتها، والذي لم يكن مجرد إجراء أكاديمي، بل لفتة إنسانية راقية تحفظ حقها وتكرم نضالها.

ماجستير شرفى

عقدت لجنة المناقشة لرسالة تحت عنوان “جهود مفكري الإسلام في الرد على الملحدين في الفكر الحديث والمعاصر عرض ونقد”، بحضور أساتذة الكلية والدكتور رمضان عبدالله الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، التي قررت منحها درجة ماجستير شرفيا بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف وطبع الرسالة بمكتبة الكلية.

الرحلة مع الماجستير

وبدأت الدكتورة أميرة محمد حسن.. بدأت رحلتها مع الماجستير بعد حصولها على تقدير امتياز في التمهيدي، واستمرت في البحث على مدى أربع سنوات، وفي عام 2024، وأثناء حملها، اكتشفت إصابتها بالسرطان، رفضت التوقف، وواصلت العمل على الرسالة رغم العلاج، حتى وضعت طفلتها “منة الله”، قبل أشهر قليلة من وفاتها في يناير 2025.

التحية لرئاسة الجامعة

وبنبرة يملؤها الرضا والشكر، وجه والدها، محمد حسن بنبرة التحية لرئاسة جامعة الأزهر وعميدة الكلية، والأساتذة على هذا القرار الإنساني، وقال إن أميرة كانت تنتظر يوم المناقشة بفارغ الصبر، بعدما وافق مجلس الجامعة في نوفمبر 2024 على تشكيل لجنة المناقشة، وحدد موعدها في ديسمبر، لكن تدهور حالتها الصحية حال دون حضورها، دخلت العناية المركزة وظلت بها حتى وفاتها في يناير الماضي.

قيمة علمية كبيرة

وأكدت الدكتورة أماني هاشم، عميدة كلية البنات بالعاشر من رمضان أن موضوع الرسالة يحمل قيمة علمية كبيرة، ويتناول جهود مفكري الإسلام في الرد على الإلحاد المعاصر، وأوضحت أن الباحثة ظلت على تواصل مع لجنة الإشراف حتى أيامها الأخيرة، وأن قرار مناقشة الرسالة جاء حفاظًا على حقوقها الفكرية وتكريمًا لإصرارها وتفانيها.

أما عضو لجنة المناقشة الدكتور محمد صلاح عبده، وصفها بأنها نموذج مشرف في الأخلاق والاجتهاد، مؤكدًا أن رسالتها تستحق التقدير لما تحمله من عمق علمي وجِدية في الطرح.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى