عاممقالات

أصل الحكاية .. حكاية وطن

قبل ما كانوا يطلقون عليه الربيع العربى وهو بالقطع وفي الحقيقة لم يكن سوى خريفا عربيا، كانت الشعوب العربية المقصودة مهمومة حتى ضحكتها وما اشتهرت به من ” افيهات ” عرفت بها هذه الضحكات قلت بل واضمحلت …
واعتقدت تلك الشعوب أنها بعدما نجحت في إزاحة الفاسد والنازى ستتحول حياتها إلى أفراح …
لكن العكس هو ما حصل حتى الضحكات ماتت وانعدمت وحل محلها الاكتئاب والهموم ..
إيه السبب !!؟؟
وهنا نتذكر مشهدا من ضمن مشاهد الفيلم السينمائي ( طيور الظلام ) وفيه يدور حوار بين ” فتحى وعلى ” عن إمكانية اتحادهم وتحالفهم معا …
لكن ” فتحى ” رفض وقال ل ” على ” :
( الديابة ما ينفعش تتحط ف قفص واحد ….تقطع بعضها ياعلى )
المعروف طبعا أن” فتحى” كان رمزا يمثل الحزب الحاكم الفاسد بينما ” على” كان يمثل رمزا من رموز حركة الإخوان النازية …

لكن في الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ تم خلع الحزب وركبت حركة الإخوان ودانت لها الأمور وتصاعدت الأحداث لمدة عام كامل وفي اليوم الثلاثين من شهر يونيو عام ٢٠١٣ تم عزل الحركة وتم تحريرالشعب بإرادة وتفويض منه لقواته المسلحة الباسلة …
صحيح أنهم سقطوا وتم حل المنظمات والتنظيمات التى تحوى كل طيور الظلام ..
لكن ظلت الغربان باقية ..
النتيجة أن ما كان لا يصلح قبل يناير اصبح نافعا بعد يونيو واتحدت طيور الظلام لتقطيع الشعب …

المصيبة أن منظمة الغربان التى اتحدت على الشعب لم تقتصر على حزب مخلوع أو حركة معزولة
رغم أن كلنا نعلم أن أعضاء الحزب مازالت ” أيديهم طايلة ” والحركة ما زال ذيلها النجس ممتد …
لكنها ضمت كل أطياف أهل الشر في الداخل والخارج ( فاسدون على مرتزقة على متاجرين على بلطجية )
هم وكل كل من يجرى في دمائهم النجسة المال الحرام ولكن قلت أرصدتهم واضمحلت حينما تم خنق طرق الحرام وبالتالي ( السبوبة ) قلت . أن لم تكن قد انعدمت …
مما اتاح لكل الهليبة والفتوات أصحاب الأدراج المفتوحة لتحصيل الإتاوات في كل مؤسسات الدولة
لتعوض كل من ينل جزءا من تورتة مصر بعد يونيو وكل الباشاوات اللى ضاع نفوذهم وهيبتهم
كل التجار ومافيا الحرام من مخدرات وآثار وسلاح وأعضاء بشرية وهجرة ورشوة وواسطة
وغيره كتير ليس فقط في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها لكن أيضا بين الطبقة الفقيرة وحتى الطبقة الوسطى التي كانت حامية للمجتمع …
ومن أجل ألا يشعر الشعب بأن الدولة تخنقهم وان الحال على ماهو عليه .. فقد طفح الفساد واستشرى وانتشر في كل مكان ..
وبدأت تظهر جرائم فساد لأسماء ومناصب كبيرة ..
( هل نسيتم أن الحزب له ناس ايدهم طايلة ..!؟ )
هذا غير الجرائم العجيبة التى لم نتعود عليها ولم نشاهدها مع انتشار الإباحية الفجة وتمكن الفن المشوه وظاهرة ( التريند ) بكل فضائحه …

لكن الأسوأ من كل هذا أن أعضاء إتحاد الشر الذى تكون ضدكم لم يكونوا يلعبون ” الجيم ” بمفردهم …
ولم يكتفوا بفتح فروع لهم في الخارج …
فلقد استمدوا قوتهم وتمويلاتهم وخططهم من القوى الخارجية …
أمريكا ماشى … بريطانيا أكيد … كل دولة عربية أو غربية لها ثأر مع مصر ونهضتها تاعباهم ومؤرقاهم … وماله !!؟
لكن نيرانهم المشتعلة المستعرة التى دفعتهم كي يحاربوا بلدهم وأهلهم بكل قوة تعدت أيضا كل هذه التحالفات …
لأنهم وجدوا ضالتهم في إطفاء نارهم حينما حدث الطوفان …
فاتحدت الأهداف مع اهداف العدو الإسرائيلى …
وهذا معناه أنهم لم ينغصوا علينا عيشتنا بعد أن أماتوا وقتلوا ضحكتنا وأرعبونا على مستقبل أولادنا
ليس فقط أنهم ضيقوا علينا وخنقونا واشعلوا الخلافات بينا من جديد وبعثرونا بعدما تجمعنا والتففنا تحت راية واحدة …
ليس فقط أنهم قسمونا لوطنى يتوارى خوفا من أن يتم وصفه ب ( المطبلاتى ) والخائن والعميل الذي يعلو صوته بكل بجاحة ووقاحة ..
ليس فقط أنهم أرادوا قتل الأمل الوليد الذي بدأ ينبِّت في قلوبنا أن مصر غدا ستكون أحلى وأعظم وأقوى …
لقد تعدوا المعنى الحرفى للخيانة والعمالة وأهدافهم لم تفرق عن أهداف الجندى الإسرائيلى المتحفز على الحدود …

بدأوها بثأر مع الشعب الذى حرمهم من الحكم ..
لثأر مع الجيش المصرى الذى لبى نداء الشعب وساعده على الانتصار على تلك الفئة الضالة المضللة ..
لثأر مع القيادة المصرية الوطنية الشريفة التى ليس عليها غبار وليس على رأسها بطحة وليس لها له ميول مع حزب أو طائفة …
لثأر مع الدولة المصرية نفسها ..
وأصبح تعطيل نهضتها وتقدمها واجب من أجل يعاقبونكم على صبركم …

هى دي الحكاية التى لخصناها خطأ بأنها معركة حزب وحركة مع شعب انتفض من أجل أن يصلح احواله …
وحينما قرر أن ينتفض على نفسه وقام ليبنى بلده ويعبر بها من كهوف ظلام الفساد والتطرف والعوز
تكالبت عليهم كل شياطين الأرض …. وبعد أن كان لكل منهم هدفه الخاص ومصلحته الضيقة فيها
أصبح لهم في الوقت الحالى هدف أكبر يتعدى المصالح الفرعية ” مناصب أو أرصدة ومكاسب ” !!

مصر لابد تعود لتغرق في سبات آخر .. ولا تتعدى المحظور وتصبح عبدا مطيعا خانعا .. دائما محتاج لكل من يعطيه ويحميه …

مصر لابد ألا يكون لها كلمة ولا موقف ولا جيش قوى ولا يجب أن يسمح لها أن تفكر في استرداد مكانتها وأمجادها لأن فى إستقرارها ونهضتها ووعى شعبها وقوة جيشها نهضة للدين والعلم والخلق والإنسانية
وظهور قطب صلب قادر بالله أن يقف يوماً ما لعله قريب نداً بند ضد أعوان الدجال وأفاعيهم …
ضد سارقى الحضارات ومحاربى الأديان وصانعى الإرهاب وناشرى الإنحلال وذابحى الإنسانية …

لكن بوعي الشعب وقوة الجيش وبحفظ الله القوي القادر قبل أي شيء … ستظل مصر باقية … شامخة صامدة … ستظل هي الحصن المنيع الذي يدافع عن شرف الأمة في زمن صعب …
هنا القاهرة … القادرة …

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى