منوعات

في اليوم العالمي للبيض .. ما هو العدد الذي يمكنك تناوله يوميًا؟

في كل عام، يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للبيض، في الجمعة الثانية من شهر أكتوبر، لكن خلف هذا المنتج البسيط الذي يزين موائدنا منذ الطفولة، تختبئ واحدة من أطول المعارك الغذائية بين “الأسطورة والحقيقة”.

لسنوات، اتُهم البيض بأنه عدو القلب الصامت، وارتبط اسمه بارتفاع الكوليسترول وأمراض الشرايين. لكن المفاجأة أن العلم الحديث قلب الموازين تمامًا، ليعيد للبيض سمعته “الذهبية” ويمنحه مكانته بين الأطعمة الأكثر فائدة للجسم والعقل.

فبحسب اللجنة الدولية للبيض (IEC)، فإن صفار البيض – رغم احتوائه على دهون صحية وكوليسترول غذائي – لا يرفع كوليسترول الدم كما كان يُعتقد سابقًا. بل على العكس، تشير الأبحاث إلى أن تناوله المنتظم يساعد في زيادة البروتين الدهني الجيد (Apolipoprotein A1)، الذي يطهر الشرايين من الترسبات الدهنية ويحمي القلب من الأمراض.

كم بيضة يمكنك تناولها في اليوم؟

يؤكد أخصائي السمنة الدكتور ألبرتو كورميلوت أن “البيض لا يرفع الكوليسترول بشكل خطير، وتناوله يوميًا مفيد طالما كان ضمن نظام غذائي متوازن ولا توجد موانع طبية”.

وتوصي جمعية القلب الأمريكية وجمعية التغذية الأرجنتينية (SAN) بتناول بيضة واحدة يوميًا بأمان للأشخاص الأصحاء، بينما يمكن لمن يفتقرون إلى مصادر بروتين أخرى تناول بيضتين يوميًا تحت إشراف الطبيب.

أما من يعانون من ارتفاع الكوليسترول أو أمراض القلب، فيُنصح لهم بتناول أربع إلى خمس بيضات أسبوعيًا فقط، مع المتابعة الطبية الدورية.

البيض.. غذاء كامل بـ13 عنصرًا حيويًا

يُعد البيض من الأغذية القليلة التي تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية التسعة، إضافة إلى 13 عنصرًا غذائيًا مهمًا تشمل فيتامينات (A، D، E، B12) والمعادن مثل الحديد، الكالسيوم، الفوسفور، والزنك.

كما يحتوي الصفار على مضادات أكسدة قوية مثل اللوتين وزياكسانثين، اللتين تحميان العين والدماغ، بينما توفر كل بيضة متوسطة نحو 6 جرامات من البروتين و75 سعرة حرارية فقط.

 الطريقة المثالية لتناوله

يشدد خبراء التغذية على أن طريقة التحضير هي المفتاح الأساسي لفوائده.

ويُفضل تناول البيض مسلوقًا أو مطهوًا على البخار أو مشويًا بقليل من الزيت، لأنها طرق تقلل من الدهون المشبعة وتُسهل امتصاص البروتين.

أما البيض المقلي، فيُضيف دهونًا غير مفيدة ويُنصح بتجنبه خصوصًا لمرضى القلب.

ويُفضل طهيه حتى تصل حرارته إلى 65 درجة مئوية على الأقل لتجنّب خطر الإصابة بالبكتيريا مثل السالمونيلا.

 مواصفات البيض الصحي

اختيار بيض طازج بقشرة سليمة أساسي، ويُفضل عدم غسله قبل التخزين للحفاظ على طبقته الواقية.

ويجب دمجه ضمن نظام غذائي متوازن يحتوي على مصادر متعددة للبروتين، مع استشارة الطبيب في حال وجود مشاكل بالكوليسترول أو القلب.

 البيض والسيطرة على الوزن

لا تقتصر فوائد البيض على تغذية العضلات فحسب، بل يُعد أيضًا سلاحًا فعّالًا في برامج إنقاص الوزن.

فقد أظهرت الدراسات أنه يُسرّع عملية الأيض بنسبة تصل إلى 30% ويُعزز الإحساس بالشبع، مما يقلل من تناول السعرات الحرارية اليومية.

لكن الخبراء يحذرون من اتباع “حمية البيض” القاسية دون إشراف طبي، لما قد تسببه من نقص غذائي على المدى الطويل.

 الحقيقة وراء الأسطورة

خلصت مراجعات علمية من جامعة كاستيا لا مانشا واللجنة الدولية للبيض وجمعية القلب الأمريكية إلى أن تناول بيضة أو اثنتين يوميًا لا يزيد خطر أمراض القلب لدى الأصحاء، بل يُعزز الصحة العامة بفضل قيمته الغذائية العالية وسعره المنخفض.

ويبقى المبدأ الأهم: الاعتدال هو السر، والطبيب هو المرجع لتحديد الكمية الأنسب لكل شخص.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى