في ذكرى رحيله.. حكاية الشيخ عبد الباسط عبد الصمد صوت مكة وعميد مدرسة التلاوة

تحل اليوم الذكرى السابعة والثلاثون لرحيل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، أحد أبرز أعلام التلاوة في العالم الإسلامي، وصاحب الصوت الذي أسر القلوب وأصبح علامة فارقة في تاريخ القراء، فقد رحل الشيخ في مثل هذا اليوم 30 نوفمبر عام 1988، تاركًا خلفه إرثًا يفيض بالخشوع والعذوبة، وإعجابًا عالميًّا امتد عبر القارات.
وُلد الشيخ عبد الباسط في قرية المراعزة بمدينة أرمنت بمحافظة قنا – الأقصر حاليًا – يوم 1 يناير عام 1927. نشأ في بيت يسبق اسمه القرآن؛ فجده من جهة الأب كان من حفظة كتاب الله، وجده من جهة الأم من أهل العلم والصلاح، والتحق بكتّاب القرية وهو في السادسة من عمره، وتمكن من إتمام حفظ القرآن كاملًا قبل أن يبلغ العاشرة.
وبرز نبوغه مبكرًا حين تعلم القراءات على يد الشيخ الأزهري محمد سليم حمادة، الذي كان يصطحبه للقراءة في السهرات والاحتفالات، حتى ذاع صيته في محافظات الصعيد كافة، وأصبح اسمه حاضرًا في كل مجلس تُتلى فيه آيات الله.
وفي السابعة والعشرين من عمره شدّ الشيخ عبد الباسط رحاله إلى القاهرة، والتحق بإذاعة القرآن الكريم عام 1951، ليبدأ مرحلة جديدة من مسيرته التي وصلت بصوته إلى الملايين حول العالم، عُيّن قارئًا لمسجد الإمام الشافعي ثم لمسجد الإمام الحسين، كما أصبح أول نقيب لقراء مصر عام 1984.
جابت تلاواته أنحاء العالم؛ من السعودية وفلسطين وسوريا والعراق والمغرب ولبنان، إلى فرنسا والولايات المتحدة والهند وجنوب أفريقيا وغيرها. وقرأ في الحرمين الشريفين، لذا اشتهر بلقب “صوت مكة”. وكان موضع تقدير الملوك والرؤساء، الذين استقبلوه بحفاوة تكريمًا لصوته الفريد.
وتلقى الشيخ العديد من الأوسمة الرفيعة، من بينها وسام الأرز اللبناني، والوسام الذهبي من باكستان، ووسام العلماء من الرئيس ضياء الحق، وأوسمة من سوريا والسنغال وماليزيا، إضافة إلى وسام الاستحقاق المصري.
ورغم رحيله، ما زال صوته يملأ المساجد والمنازل وقلوب محبيه، وما زال يُدرّس كمدرسة متفردة في الأداء القرآني تهدي السامعين إلى السكينة والخشوع.






