عاممقالات

أسماء آدم .. تكتب: بين التسول .. والاستثمار

دعوني أحكي لكم قصة ولد صغير تخلي عنه أبويه وتبنته عائلة أخري وبدأ كفاحه منذ كان طالباً جامعياً لكنه تركها بعد فصل واحد وأسس شركة صغيرة داخل مرآب سيارات واستمر حتي نجحت شركتة لكنه طُرد منها واستمر في المحاولات 12 عامًا حتي عاد لها وظل يحاول حتي ظهر واشتهر .. إنه «ستيف جوبز» مؤسس شركة آبل الشهيرة.
قصص كفاح كبيرة كللت بالنجاح بالمقارنة بشاب يجمع كل ما يستطيع من أموال عائلتة للسفر للخارج أو لدفعها للالتحاق بوظيفة ثابتة تدر دخلاً شهرياً ثابتاً بغض النظر عن أحلامه وطموحه، أو لرب أسرة يجري لجمع كل ما يملك ليضعها شهادة بنكية بربح شهري ثابت يساعده علي المعيشة .. هذا الاختلاف الشاسع مدعاة للتساؤل والدهشة، فالقدرة علي الكفاح والطموح .. هل تعود لضعف قدرات الشباب أم لركود الاستثمار وانعدام الأمل فيه أم لظروف الأقتصاد والأزمات العالمية ؟
لتبين الأسباب يجب أن نبحث ونتعرف علي التجارب التنموية الناجحة التي نجحت في ظل احلك الظروف.
المثال الأول، هو بروفيسور “محمد يونس” الذي حصل علي جائزة نوبل للسلام عام (2006)، وأُطلق عليه لقب مصرفي الفقراء في العالم ورفع شعار “يمكن للمتسولين الإقتراض” أي الذين لم يتمكنوا من تقديم أي شكل من أشكال الضمانات ورغم كم الهجمات المدبرة والعدوانية عليه، لكن لا يوجد جدال أنه قام بتغيير إجتماعي وضخ الاستثمار والتنمية في بنجلاديش وحصل علي أعتراف دولي ببرنامجه للحد من الفقر والذي تبنته العديد من الدول الغربية.

المثال الثاني ورغم كل الانتقادات والتحفظات علي سياساته وانتمائه دعونا نستعرض تجربته.. هو طبيب الاقتصاد الماليزي “مهاتير محمد ” الذي أعلنها وقال: سأنتقل من علاج أمراض الماليزيين إلي علاج أمراض بلدهم، وأطلق مجموعة من البرامج تحت مسمى (مشروع رفاهية الشعب) ليحول بشكل سلس وسحري الاقتصاد الماليزي من اقتصاد زراعي إلي إقتصاد صناعي بتحسين المستوى المعيشي والتعليمي وإكساب الشباب كافة المهارات الازمة لسوق العمل وتقديم التسهيلات والحوافز للمستثمرين ونقل الاقتصاد الماليزي من الركود والفقر لتصبح حاليًا ثالث أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا.

أما عن الأزمات المالية العالمية، فقال مهاجمًا: عندما يقرضوننا المال فإنهم ينتظرون غالبًا أن تكون لهم يد في إدارة أقتصاد البلاد ومواردها المالية.
وهنا قرر تثبيت سعر العملة ووضع ضوابط علي رؤوس الأموال وتقديم المساعدات للشركات المتعثرة لتستعيد ماليزيا بعد عدة قرارات مشوارها التنموي الجديد.
من المهم الاستفادة من هذه التجارب بما يتناسب مع ظروفنا ومواردنا البشرية الهائلة وتضافر جهود الجهات المعنية بالعمل التنموي، وهي جهات متعدده بدلا من تقديم المساعدات للحد من الكفاف (من أغذية وأغطية)، وكم المبادرات والفعاليات المقامة من أجل ذلك قدم المساعدات لتنمي الأفراد نفسهم لتحويل المتسول إلى مستثمر.
Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى