قامت الدنيا ولم تقعد بعد أن صدر بيان وزارة الشباب والرياضة بإيقاف المسؤولين عن إدارة الصالة الدولية المغطاة (صالة الدكتور حسن مصطفى) التي استضافت بطولة كأس العالم في كرة اليد، وذلك بسبب قيام هؤلاء المسؤولين بتأجير الصالة لأحد أباطرة الدروس الخصوصية الملقب بـ (وحش الجيولوجيا ) ليراجع لمن يرغب من الطلاب مراجعة نهائية قبل انطلاق امتحانات الثانوية العامة …. !!؟؟
عدد الطلاب تجاوز الأربعة آلاف طالب يدفعون مقابلا ماديا قيمته ثلاثمائة وخمسين جنيها لكل طالب … بما يعني أن (( المعلم )) العبقري تحصل على ما يقترب من المليون وربع المليون جنيه في أقل من ثلاث ساعات !!؟؟
العجيب في الأمر أن هذا ( المعلم ) … يدعو إلى هذه المراجعات عن طريق وسائل الاتصال الاجتماعي …
ويتم تجهيز المكان بالشاشات العملاقة وأجهزة الصوت الحديثة وتفرش أرض الصالة بالسجاد ويتم استقبال المعلم استقبالا أسطوريا تصاحبه المؤثرات الصوتية والأغاني ( آه والله ) والصفير و التهليل … ويسجل ويوثق الحفل – أقصد الدرس – بالصوت و الصورة …
( المعلم ) يحضر إلى الصالة بزفة سيارات تحوط سيارته الفارهة في المقدمة .. مرتديا أفخر وأغلى الملابس والإكسسوارات .. مستعينا بسائق خاص ومحاطا بمجموعة من «البودي جاردات» بأجسادهم المرعبة وأزيائهم الغريبة وأيضا أسلحتهم …
الأعجب والأغرب أن يحدث هذا الأمر تحت سمع وبصر الأجهزة المعنية …
يحدث تقريبا في كل مدينة مصرية … يحدث في قاعات الأفراح … وبعض الساحات داخل الأندية ومراكز الشباب ويتم أحيانا الاستعانة بفقرات فلكلورية لتضفي على المراجعات بهجة وسرورا … فنرى عروضا للدي جي الحديث … وفرق المزمار البلدي والفنون الشعبية والفقرة الرئيسية راقص التنورة …!!؟؟
وتمر علينا تلك المناظر والأحداث وكأنها أمور طبيعية …
لكن هذه المرة ونظرا لما تمثله الصالة المغطاة الدولية الحديثة من قيمة وما تم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي، تحركت وزارة الشباب لتصدر بيانا يعلنون فيه استنكارهم لما حدث، ويقرر السيد الأستاذ الدكتور وزير الشباب والرياضة – جزاه الله خيرا وأكثر من أمثاله – إيقاف المسؤولين عن إدارة الصالة مع إحالتهم إلى المحاكمة التأديبة بعد الإيقاف عن العمل ….
المدير التنفيذي الضحية يخرج مصرحا ومبررا فعلته الشنعاء بأنه فعل ذلك من أجل تنمية الموارد وفق السياسة العامة المتبعة … !!؟؟
اللافت للنظر أنه لم يصدر بيان من الجهة المسؤولة عن التعليم في مصر وكأنما الأمر لا يعنيها … وهو فعلا وحقا لا يعنيها …
القصة مؤلمة حزينة … والوضع محرج ومخز … والتعليم في أزمة حقيقية …
أيضا أصبحت أماكن ممارسة الرياضة التي أنفقت عليها الدولة المليارات تستخدم في غير الغرض المنشأة من أجله … وتحت دعاوى الإستثمار وتنمية الموارد ضاعت القيم و الأخلاق …
لقد حولوا مراكز الشباب والأندية إلى أماكن هدفها الوحيد هو جلب الأموال … ومن يدفع يستفيد … حتى من يريد أن يتدرب عليه دفع مبالغ طائلة للاشتراك في اكاديميات وهمية يديرها عاطلون غير مؤهلين يستعينون ببعض النجوم المعتزلين لإضفاء صفة شرعية وجذب المتعطشين من أولياء الأمور المساكين الذين يدفعون مبالغ طائلة كي يلتحق أبناؤهم بتلك الأكاديميات الوهمية التي تدر الملايين بعيدا عن نظر الدولة … ودون سداد ضرائب … يدفعون مبالغ زهيدة مقابل استئجار الملاعب التي بنتها الدولة من أجل النهوض بالرياضة .. تحت شعار الرياضة للجميع … !!؟؟
القضية شائكة … وتحتاج إلى ضوابط وإجراءات صارمة حازمة … وعقوبات رادعة لكل من خالف أو تكاسل وتهاون ….
افتحوا هذا الملف وراجعوا ما يحدث
فما خفي كان أعظم و أخطر …
ألا هل بلغت …
اللهم فاشهد ….