من البداوة إلى التحضر.. التعليم يرسم ملامح المستقبل في الشلاتين
في خطوة تعكس رؤية الدولة المصرية لتعزيز التنمية في المجتمعات الحدودية، نظم مجمع إعلام شلاتين ندوة بعنوان “التعليم في الشلاتين: من البداوة إلى التحضر”، وذلك في إطار استراتيجية قطاع الإعلام الداخلي (2025 – 2030).
استهل اللقاء أحمد البشاري، مدير مجمع إعلام شلاتين، بالتأكيد على أن التعليم هو الجسر الذي يعبر به أبناء المجتمعات البدوية من حياة الترحال والبساطة إلى حياة الاستقرار والتحضر، باعتباره أداة لصناعة الوعي والمشاركة في التنمية مع الحفاظ على القيم الأصيلة والانفتاح على العصر.
من جانبها، أكدت هبة الملاخ ممثلة الوحدة المحلية لمدينة الشلاتين أن الدولة تولي التعليم اهتمامًا خاصًا باعتباره ركيزة أساسية للتنمية، مشيرة إلى أن المدارس التي تُبنى في عمق الصحراء ليست مجرد جدران، بل رمز لحضور الدولة ورسالة أمل لأبناء المنطقة. وأوضحت أن الحكومة لم تكتف بإنشاء المدارس، بل دعمت الطلاب بوسائل النقل والمنح التعليمية، لإدماج الشلاتين في خطط التنمية المستدامة.
وفي كلمته، أوضح ممدوح عبد العليم، مدير إدارة الشلاتين التعليمية، أن وزارة التربية والتعليم ترجمت سياسات الدولة إلى واقع ملموس عبر إنشاء أكثر من 16 مدرسة بمختلف المراحل التعليمية داخل المدينة وقراها، بما في ذلك المدارس التجريبية وفصول التربية الخاصة ومدارس الفصل الواحد، وصولاً إلى عمق الصحراء.
وأضاف أن الوزارة وفرت الكوادر التعليمية وقدمت لهم الحوافز اللازمة لضمان استقرارهم، إيمانًا بأن المعلم هو حجر الزاوية في نجاح العملية التعليمية.
أما ممثل إدارة التعليم الأزهري بالشلاتين، فأكد أن الأزهر الشريف يلعب دورًا محوريًا في نشر التعليم والوعي الديني الوسطي منذ أكثر من 35 عامًا، حيث توسعت شبكة المعاهد الأزهرية لتشمل أكثر من خمس معاهد داخل المدينة وعمق الصحراء. وأشار إلى أن التعليم الأزهري لم يقتصر على الأولاد، بل شمل البنات أيضًا، إيمانًا بأن تعليم الفتاة هو تعليم لأسرة بأكملها، فضلًا عن دوره كحصن ضد الأفكار المتطرفة ومصدر لترسيخ قيم الاعتدال والرحمة.
وفي ختام الندوة، أجمع المشاركون على أن التعليم، العام والأزهري معًا، يشكل الركيزة الأساسية التي مكنت مجتمع الشلاتين من الانتقال من حياة البداوة إلى مجتمع أكثر وعيًا وتحضرًا، بفضل جهود الدولة المستمرة لتسخير كافة الإمكانيات لصالح أبناء هذه المنطقة الواعدة.
