الفُخار طين وميَّه ونار .. و«ناس شُطَّار»
– عم سعيد: «القُلل» اختفت مش زي زمان .. وموسم الشغل في رمضان
تقرير – ثناء القطيفى:
لا زالت الأواني الفخارية تحتفظ بمكانتها لدى كافة الأجيال، إن لم يكن من أجل قيمتها الصحية، فكونها باتت لدى الأجيال الجديدة قطعة ديكور تزين المنزل.
في أحد معارض الفخار، يبدو المنظر مبهجاً للغاية .. أشكال والوان مختلفة من الفخار تم رصها على أسوار ورفوف لتخطف النظر من اللحظة الأولى حيث الحرفية الكبيرة والدقة المتناهية.
صناعة الفخار، مافيهاش مخاطر بنسبة كبيرة، لكن بتواجه أصحابها صعوبات .. هي حرفة سهلة، بس في نفس الوقت، عملية منظمة وماشية على خطوات معينة ثابتة وماينفعش تخرج عنها، لكن ينفع تطور فيها طول الوقت.
وفي هذا الصدد، التقى “” بسعيد عبد المنطلب صاحب محل بيع الأدوات الفخارية ليحدثنا عن مهنة الزمن الجميل.
يحكي سعيد لـ«» حكايته مع صناعة الفخار، قائلاً: منذ 30 عاماً وأنا أمتهن بيع الفخار، مهنة أبي وأجدادي، مشيراً إلى أانه حاصل على دبلوم تجارة، لافتاً إلى أن اهتمام الناس بالفخار لا يزال مستمراً، رغم ظهور الأواني الحديثة، لما يمثله من قيمة صحية بخلاف أواني الجرانيت والسيراميك والألومنيوم.
ويستكمل سعيد قائلاً: إن مراحل الصنع قبل التطور، كان العامل بيدوس برجليه على الطين عشان تبقى جاهزة للشغل، لكن مع الوقت الطينة بقت بتيجي من جبال أسوان بعد ما تطحن في المطاحن، توصل المصانع عندنا على هيئة شكاير بودرة بتتحول لـ طينة جاهزة على الشغل مباشرةً.
ويمضي عم سعيد، شارحاً المرحلة التانية لصنع الفخار: تتاخد الطينة على “الدولاب”وتعتبر من المراحل الأساسية المهمة من الشغل، حيث يبدأ الصنايعي مهمته في تشكيل الطينة وتحويلها لقطعة فنية، وفيه صنايعي بيقوم بوزن أجزاء من الطينة على ميزان وبيساعد الصنائع اللى على الدولاب طقم، وكل منتج مصنوع من الفخار له مقاس ووزن محدد، ماينفعش يتغيَّر.
ويتابع قائلاً: بيشكل الصنايعي كل قطعة، باستخدام الميَّة، وفي الغالب بتكون أبرمة أو حلل، وأغلب مستلزمات المطاعم من الفُخار زي الطفايات والأنتيكات والفازات.
بعد ذلك تأتي مرحلة الفرن .. الفخار وهو لسة طين، بيدخل على درجة حرارة 600 درجة مئوية، وبعدها يا إما بتتمسح الدهانات والبوية من عليه، أو بيتلون وبيرجع تاني على درجة حرارة 1200 درجة مئوية عشان المنتج يكون متين أكتر ويستحمل درجة حرارة الفرن اللي هيتحط فيها بعد كده، وبمجرد خروجه بيتشطب ويتغلف ويبقى جاهز لخروجه للسوق.
ولفت سعيد صاحب محل الأدوات الفخارية لـ «لخبر لايف» إلى أن صناعة الفخار انتقلت من الطاجن والزير والقلة حتى وصلت إلى طقم حلل فخار بألوان مختلفة، وكولدير فخار، وهو إناء كبير محكم وله غطاء ومثبت به صنبور.
وأكد سعيد، على أختفاء وقلة بعض الاشكال مثل «القُلة» قائلا مبقاش حد بيعمل القلل لأنها بتاخد وقت ولأنه المنتج الوحيد من الفخار اللي الطينة المستخدمة في صناعته مختلفة، فهي تصنع من الطينة السمرا طينة الأرض المُجرفة بالإضافة إلى قلة الطلب عليه، فهي موجودة بالريف، وبنسبة قليله، وأصبح الشغل كله مقتصر على أشكال حديثه وزخارف تستخدمها القرى السياحية للديكور.
وعن مواسم الإقبال على شراء الفخار، يوضح صاحب محل الادوات الفخاريه، أن صناعة الفخار كغيرها من الصناعات، لها مواسم يقبل الناس عليها، ويعتبر شهر رمضان هو موسم الفخار لانتشار العزومات، مايزيد الإقبال على شراء “الطواجن”، والتي يختلف سعرها باختلاف حجمها.