بحراويعام

أحمد «الطائر الحزين» .. براءة تتحدى اليأس

ابن شبراخيت يواجه سرطان العظام بابتسامة .. والأب في مهب الريح
– والده: مرض أحمد .. أصعب اختبار فى حياتى
– أحمد: نفسى«أروح» المدرسه والعب مع أصحابي

البحيرة – ثناء القطيفي:

قاسية جداً الحياة، لكن لا شيء يجري إلا بمقدار .. حتى المرض .. هو اختبار .. هو الليل الذي ربما يأتي بعده النهار.

أصعب شيء أن يكون الاختبار الصعب في الطفولة، عنوان البراءة، فيبدو معها الطفل تماماً كالطائر الحزين، ليس بإمكانه أن يغني ولا أن يطير، وليس بإمكانه أيضاً أن يبكي، فهو لم يعتد البكاء.

أحمد عبدالله السيد أحمد الوكيل، طفل جميل من اقرية شبراريس، مركز شبراخيت، محافظة البحيرة، ابتلته الأقدار بمرض سرطان العظام، لكنه رغم ذلك يقاوم اليأس ويواجه المرض بابتسامة، ربما لأنه ليس خبيراً في البكاء كما الكبار .. ربما لأنه لا يليق بمثله سوى أن يبتسم حتى ولو كان يتألم.

أن تكون مريضاً، فذلك قدرك الذي عليك أن تواجهه بالصبو الحمد، أما ألا تجد العلاج وأن ينوء كاهلك من ذلك الحمل الذي يشبه الجبال، فذلك تقصيرنا نحن .. تقصير كل من يعرف أحمد ووالده عبدالله السيد الوكيل، ولا يشاركه المحنة بالمساندة والدعم.

عن تجربته مع محنة ابنه، يقول عبد الله السيد أحمد الوكيل، والد احمد الطالب بالصف الثالث الابتدائي: المرض يصارع ابني كالوحش الهائج، انقض عليه وأهلك صحته وعافيته، أثر على نفسية ابنى .. لم أرى ابتسامة أحمد الذى يبلغ من العمر عشر سنوات، لا يؤثر فيه مسكن من شده التعب والألم.. إما أن يتم ترويضه والتآلف معه أويهزم ويقضي على صاحبه .. لن نيأس، لأننا نطمع فى كرم الله.
وعن بداية المرض مع أحمد، قال: كانت بداية المرض مبهمة، حيث دخلت في متاهة.. كان أحمد يلعب مع أصدقاء في المدرسه بالكره فدفعه أحد زملائه على الأرض، فلم يستطيع الوقوف، فذهبت به إلى الطبيب على أساس أنه كسر، فطلب مني الطبيب عمل أشعة، ومن هنا بدأت قصه أحمد مع هذا المرض اللعين، وكان السبب في اكتشافه دفعة زميله اثناء اللعب، وذهبت به إلى مستشفى 57 57، ثم تم تحويلي إلى معهد الأورام بالقاهرة، وتم تشخيص الحالة، وآثاره كانت متقدمة، والأطباء دخلوا معي في متاهة مدة 4 إلى 5 شهور، قبل أن يقرروا أن أحمد مصاب بمرض السرطان.
وأسأله: كيف تلقيت خبر إصابة أحمد بمرض السرطان؟، ويرد: أصبت بهالة هلع داخلي، بين تصديق الخبر وتكذيبه..
كنت أتمنى ألا يكون ابنى مصاباً بهذا المرض، فانا لا أملك سوى أحمد واخ توأم له، وظروفى المادية يعلمها الله ولا أعمل ولكن تم تأكيد من الأطباء وكان المرض سريع الانتشار ويفضل السفر للخارج، ورزقت بمتبرع من 7 شهور ولكن للأسف موضوع السفر متوقف على إرسال تقرير من المعهد القومي للأورام إلى المستشفى والمعهد رفض.
وعن الفترة الأصعب التي مر بها أحمد، يقول والده: أصعب فترة كانت بعد الانتهاء من جرعة للكيماوي، ثم تم بتر الساق اليمنى وبدأ العلاج بالإشعاع، ثم المسح الذرى ولكن للأسف انتشر المرض في الحوض والرئة والساق الأخرى، فلم يستطع أحمد الذهاب إلى المدرسة، واللعب مع أصدقائه، والآن يمتنع عن الأكل، وفي تلك الفترة خارت كل قواي وأحس بضعف كبير، وكنت دائما أتمنى لو كنت أنا مكانه، فالإنسان في مثل هذه المواقف الصعبة يشعر بالعذاب بسبب تألم أحب الناس اليه، وأصبحت عاجزا لا أملك إلا الدعاء له.
وأسأه: هل علاج أحمد على نفقه الدولة أم على نفقتكم الخاصه؟ ، ويجيب: أحمد يأخذ ترامادول 200، وليريكا على نفقة الدولة، أما اوكسيكونتين ٤٠ ، واوكساكليران، فأشتريهم من المعهد، وثمن القرص الواحد 55 جنيه +%12، ما يعني أن ثمن القرص الواحد 75 جنيها تقريباً، وابني يحتاج إلى قرصين فى اليوم، وأنا لا أعمل ولا أستطيع توفير العلاج.
عن طلبه الأخير ، يقول والد أحمد: هذا أصعب اختبار فى حياتى.. نفسى أحمد يفضل جنبى وأنا راضي بقضاء ربنا.

أما أحمد الباسم بمرارة، فيتمنى أن يعود إلى المدرسة، وأن يلعب مع أصدقائه من جديد .. يشتهي العافية التي لا نشعر بها .. يراها الدنيا وكنوز الدنيا .. يصر على المقاومة وتحدي اليأس .. ينظر إلى السماء فيبتسم، يعلن رضاه بالأقدار ،، ولا زال ينتظر النهار.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى