– جزيرتان في مضيق «بيرينغ» بين آسيا وأميركا .. بينهما 4 كيلومترات والفارق الزمني 21 ساعة
– «ديوميدي الكبرى» تسبق نظيرتها الصغرى بيوم كامل .. رغم أنه يمكن السير بينهما على الأقدام
كتب – سامي بلال:
هناك الكثير من الغرائب في العالم لا يمكن تخيلها، بل إن العقل البشري في قفزاته الخيالية، لا يصل إلى ما وفرته الطبيعة ذاتها من خيالات.
مثلاً آلة الزمن التي تعود بك للماضي، والشباب الذي ليته يعود يوماً وأمس الذي لا يعود .. اتضح أنه على هذا الكون يعود، ليس مثل أمنياتنا طبعاً، ولكن تخيل أن بإمكانك العودة للأمس، إذا كنت تعيش على أحد جزيرتين تقعان في مضيق «بيرينغ» الذي يفصل بين قارتي آسيا وأميركا، وهما جزيرتان اسمهما “ديوميدي الكبرى” و”ديوميدي الصغرى”، تفصل بينهما مسافة لا تتجاوز 4 كيلومترات، إلا أن الفاصل الزمني بينهما يصل إلى 21 ساعة، لدرجة أنه يطلق على إحداهما اسم “جزيرة الأمس” والأخرى “جزيرة اليوم».
الموضوع شغل الكثير من رواد التواصل على مدار شهور مضت، كما تطرقت إليه مواقع عالمية ودولية عديدة، توقفت عند الظاهرة، التي أرجعت هذا التفاوت الغريب في التوقيت بين الجزيرتين رغم قرب المسافة، إلى خط التاريخ الدولي، وهو خط وهمي يمر عبر المحيط الهادي ويضبط الزمن عبر العالم، وهذا الخط الوهمي يُرسم من القطب الشمالي للكرة الأرضية ويصل إلى القطب الجنوبي لوضع الحدود الزمنية لليوم واليوم الذي يليه.
وتتقدم جزيرة “ديوميدي الكبرى” تقريباً بيوم واحد زمنياً على نظيرتها الصغرى، نظراً لوقوع الخط الوهمي بينهما، علماً بأنهما قريبتان للغاية من بعضهما البعض
وتقع الجزيرتان بين أراضي كل من ولاية ألاسكا في أميركا وسيبيريا في روسيا، وتتواجد جزيرة “ديوميدي الكبرى” في الجانب الروسي من خط التاريخ الوهمي، بينما تتواجد “ديوميدي الصغرى” في الجانب الأمريكي، ويتقلص الفارق الزمني بين الجزيرتين إلى 20 ساعة فقط خلال فصل الصيف
واكتُشفت هاتان الجزيرتين من قبل البحار الروسي الدنماركي، فيتوس بيرينغ، في السادس عشر من أغسطس 1728.
وجزيرة “ديوميدي” الكبرى غير مأهولة، في حين تضم جزيرة “ديوميدي” الصغرى سكاناً أقل من 110 من الأشخاص.
من الطريف أن تعلم أنه بوسع الشخص السير من إحدى الجزيرتين نحو الأخرى مشياً على الأقدام خلال فصل الشتاء خاصة، لأن المياه تكون متجمدة، الأمر الذي دفع معلقين للتساؤل: ماذا لو كان شخص ما يعمل في جزيرة ويسكن في أخرى؟ سيسير وفق أي توقيت؟
علّق آخر، ماذا لو أن شخصاً، أُصيب في حادث على جزيرة منهما، هل بإمكانك أن تتصل به من الجزيرة الأخرى، لتحذره من الخروج في هذا اليوم.