أوقفوا .. هذه الفوضى
لماذا تفاجئنا كل عدة أيام، فاجعة وحدث جلل يصيبنا بالذهول والحزن والألم ومصائب تنعدم فيها الأخلاق والمنطق وكل ما تربينا عليه.
ما نكاد نبرح مأساة، حتى تأتينا أخرى، لا ندري كيف صنعها صاحبها، ومن وسوس إليه بها، فبعض أفعال البشر تفوق وساوس الشياطين.
أنه أمر يؤشر علي فوضي دموية وغياب للقيم بل هو مؤشر لغياب الإنسانية برمتها وتحولها لوحشية لا ترتقي للحيوانية في أغلب الحوادث، فالحيوانات لديها سلوك فطري انعكاسي فقط.
هل السبب غياب أو قصور الجانب التربوي في الأسرة والمدرسة وغياب القدوة الحسنة، أم غياب الوازع الديني وقلة الايمان، أم هي جرائم مرتبطة بالمخدرات وتعاطيها أو مرتبطة بخلل عقلي وفكري وامراض نفسية؟.
الأمر ليس بالهين ومن الضروري والحتمي البحث عن الأسباب ومناقشتها، ومحاولة العلاج أصبحت واجباً على كل الهيئات المعنية بسلامة وأمن الوطن والمواطن.
نتكلم عن ضرورة تشكيل الوعي الجمعي حول خطورة تزايد وتيرة الجرائم الغريبة علي المجتمع المصري .. شاب يتعدي علي خصوصية الفتيات وآخر يتعامل مع الطلاق باعتباره إهانة تستوجب العقوبة، وثالث يغريه المخدر للغدر بأمه، ورابع يقتل أخته كي لا ترث، وجميعها جرائم لم تكن موجودة في السابق بهذا الشكل الفج والمتكرر.
ومن الواضح أن الاعلام والفن عليهما دور كبير في زيادة انتشار تلك الجرائم بالنشر عنها، فيتعلم ضعيف النفس كيف يقتل وكيف يسرق، حتى إن بعض وسائل الإعلام استنبطت فنا جديدا ينشر الجريمة بشكل قصصي مشوق وبعضها تعدي التشويق للتعليم، وتلك لم تكن يوما مهمة الإعلام سواء فنًا دراميا أو مادة خبرية وإنما الهدف الحقيقي من كليهما تهذيب المجتمع أولاً، قبل أن تكون مادة ترفيهية.
الأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة والنادى، عليهم جميعا أدوار لا يقل أحدها عن الآخر ، فلو فشل أحدها أصبح هناك خلل، وتكامل أدوارها مع مراعاة الزمان الذي نعيشه والآليات التي استجدت علينا، من الممكن أن يوقف المأساة، وعندها ربما ننقذ ما يمكن إنقاذه.
حفظ الله مصر من كل سوء