محمد فوزي يتحدى الاندثار .. ويعزف بخيوط «السمار»
«الحصير» مهنة تراثية .. تحمل الماضي والجمال على لوحات فنية
تقرير – ثناء القطيفي:
تتسم جميع الصناعات التقليدية والحرف التراثية بقيم فنية جمالية، تجعلها تتجاوز كونها حرفة إلى كونها رسالة، ذات مضامين ومعان وأهداف، تحمل الماضي إلى الغد، ولا يمكن المظر لصاحبها باعتباره مجرد حرفي، إلى فنان، يجعل من حرفته أبهى وأروع عنوان.
محمد فوزى، حرفى وفنان مبدع ومخلص، عاشق لحرفة «الحصير»، يصر على أن يواصل مهنته التي تقاوم الاندثار، رغم الضغوط والأزمات الاقتصادية التي تمر بها بلدنا.
يكشف هذا التقرير عن قيمه الحرف الشعبيه التي كادت تختفي وأبرزها حرفة صناعة الحصير لأنها صناعة تفردت بها مصر منذ العهد القديم وحتى عصرنا هذا.
الحرفى محمد فوزي ابن مدينه دمنهور البالغ من العمر 50 عاماً حاصل على دبلوم صناعة، يعمل موظف مخازن بجمعية الأيتام .. متزوج ويعول ثلاثة أبناء، ويحمل علي عاتقه الحفاظ علي مهنة الأجداد، والتي عبر فيها عن ثقافته وبيئته بلوحاته الجميلة، ولبراعته استطاع بخيوط السمار والصوف إتقان فن حرفة تراثية ثقافية.
أكد الحرفى لـ «» أنه توارث هذه الحرفة عن أبيه وكان يبلغ من العمر سبع سنوات وابتكر العديد من الأشكال التى تميز بها عن غيره فى هذه الحرفة واتجه إلى الرسوم والزخارف والنقوش الاسلاميه، وأبدع فيها عن غيرها، وطور فيها وجعل استخدام الحصير لا يقتصر على وضعها بالأرض، ولكن جعل منها لوحات فنيه تعبر عن الطراز الاسلامى فى أشكال مختلفة ومتنوعة فقد قام بعمل لوحه مكتوب بها «قصار السور»، الفلق، الاخلاص، الناس، بالإضافة إلى لفظ الجلالة، وفلسطين، محمدصلاح، وغيرها من اللوحات الفنية برموز حضارية.
يقول محمد فوزي إن لديه ورشة بجوار المنزل تضم «نول اللوح الصغير» الذي يوضع على الأرض، والسمار وخيوط الصوف متعددة الألوان ونول آخر كبير يستخدم لصناعة الحصير المزخرف الذى يوضع على الأرض أو يعلق على الحائط ذى المساحات الكبيرة.
وتابع الحرفى: ما ساعدنى هو وجود مياه نهر النيل فى قريتى، أجمع من ضفافه اهم أدةا لحرفه الحصير وهى «السمار» ثم يتم تجفيفه وبعد ذلك يبلل بالماء حتى يسهل استخدامه فى غزل الحصير ومعى سكين لقطع السمار وتقسيمه ليصبح خيطاً.
وأشار فوزى، إلى أنه استخدم خيوط الصوف بألوانها المتعددة ليبرز القيمة الجمالية للوحة الحصير التى تصنع من أدوات بسيطة ولكن تأخذ مجهوداً جباراً وتحمل فى طياتها دلالات تراثية وحضارية.