تحقيقات وتقاريرعام

«alkhbrlive» ترافق «المعديات» .. من «الموت» إلى «الحياة»

من إهمال الأمس إلى تطوير اليوم .. الصورة تغيرت 180 درجة

-حملات دورية مفاجئة لضبط المخالفين .. حرصاً على سلامة وأرواح المواطنين

-9 آلاف و500 معدية بطول النيل .. والبناء والتعمير يتواصل في «النهار والليل»

-اللواء محسن الجندى: الدولة المصرية تولي اهتماماً كبيراً بهذا الملف .. والتطوير مستمر 

ملف:

كــريـــم بـــدر


فاكرين لما كنا بنصحى كل فترة على خبر غرق معدية في النيل، بعدها تبدأ رحلة البحث عن أولادنا وأحلامهم في قاع النيل؟

فاكرين ملف «المعديات» اللي كان دايماً علامات استفهام بدون إجابات؟

فاكرين كام أم بكت .. كام أخت اتشحت بالسواد .. كام أب مكلوم على فلذة كبده الذي خرج ولم يعد؟

يا ترى الصورة كما كانت، أم أنها تغيرت؟ .. يا ترى «المعديات» لا زالت للموت أم أنها اتجهت إلى الحياة؟ .. يا ترى إهمال الأمس لا زال على ذات الحال، أم أن هناك روحاً جديدة من العمل والأمنيات والآمال؟.

يبدو أن الوضع تبدل فعلاً، وأن الصورة تغيرت 180 درجة، وأن إهمال الأمس قد أصبح تطويراً وعمراناً وعزماً وانضباطاً يليق بالجمهورية الجديدة التي لا مكان فيها لفاسد أو مهمل أو متخاذل.

«alkhbrlive» لم تكتف بالسؤال، ولا بالتصريحات، لكنها رافقت «المعديات» .. على مدار أسبوع كتبنا هذا الملف .. بالصوت والصورة والرأي .. لم نترك تفصيلة من التفاصيل، على امتداد النيل.

“الخَبَر لايف” تجولت بين الجميع، لتتأكد من الصورة الحالية، ومدى توافر كافة الاشتراطات الفنية للمعديات النهرية في عدد من الأماكن، لكن جولتنا في نهاية المطاف، تركزت في مركز ومدينة كوم حمادة، والذي شهد عدداً من الحوادث على فترات متباعدة، تمثل مؤشراً لواقع «المعديات» .. كيف كانت وكيف أصبحت.

في البداية، علينا أن نعرف، أن في مصر ما يقرب من 9 آلاف و500 مركب ومعدّية بطول مجرى النيل، وهي تعد وسيلة النقل الرئيسية للمواطنين الذين يعيشون على ضفاف النهر، بحسب مركز الدراسات الاقتصادية، بينما تشير أرقام وزارة النقل هى الأخرى، إلى أن هناك 15 حادثة معديّة وقعت خلال 15 عامًا، بمعدل حادثة واحدة سنويًا، أدت إلى وفاة 180.

وتنفذ الدولة عددًا من مشروعات المحاور والكباري على ضفتي النيل، لتقليل استخدام المعديات؛ إذْ أوضحت وزارة النقل، أنه طبقًا لتوجيهات القيادة السياسية، تمت الموافقة على إنشاء 29 محورا وكوبري على ضفتي النيل، منها 12 فى الدلتا، تم تنفيذ 13 منها ويجرى إنشاء 16 أخرى.

في كل المشاهد، بامتداد النيل، يبدو عزم الدولة المصرية جلياً، من أجل وقف كارثة المعديات النيلية المخالفة، وذلك لمنع تكرار الحوادث المتكررة التي شهدتها مصر طوال السنوات الماضية بسبب الحمولة الزائدة وعدم توافر عوامل الأمان في المعديات.

وبالإضافة إلى الكباري التي بدأت الدولة إنشاءها لتحل بديلاً للمعديات، فقد أحكمت الدولة الرقابة على المعديات الحالية، من خلال شن الإدارات المحلية بالمحافظات حملاتٍ دوريةً مفاجئة للرقابة على المعديات النهرية وضبط المخالف منها، ومراجعة جميع المعديات النهرية العاملة بنطاق كل محافظة للتأكد من سريان تراخيصها، وتوافر كافة الاشتراطات الفنية ومقومات السلامة فيها، والالتزام بتحميل الأعداد المقررة وإيقاف المخالف منها للحفاظ على أمن وسلامة أرواح المواطنين

“الخَبَر لايف” كان له عدة لقاءات مهمة جداً من موقع الحدث مع بعض أصحاب هذه المعديات وعدد من المواطنين وكذا مع رأس السلطة التنفيذية بمركز ومدينة كوم حمادة، اللواء محسن الجندى رئيس مجلس ومدينة كوم حمادة للحديث بشأن تغطية هذه القضية التي هي محل اهتمام الجميع

فى البداية، أكد اللواء محسن الجندى رئيس مركز ومدينة كوم حمادة، الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة المصرية تحت قيادتها الحكيمة قيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفى إطار توجيهات معالى الوزير اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية وكذا الدكتورة نهال بلبع نائب محافظ البحيرة، بخصوص هذا الموضوع المهم جداً لقطاع كبير من المواطنين قاطني القرى المطلة على ضفاف النيل، مشيراً إلى تنامي اهتمام الحكومة الشديد بملف المعديات النهرية سواء بإقامة عدد كبير جدًا من الكباري على ضفاف النيل أو التأكيد على عمليات التطوير المستمرة.

أضاف: تنفيذًا لتوجيهات اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية والدكتورة نهال بلبع نائب محافظ البحيرة، وتحت إشراف رئاسة المركز من خلال المتابعة المستمرة من رؤساء الوحدات القروية ومسئول المعديات بالمجلس، يتم مراجعة كافة المعديات العاملة بنطاق المركز ويتم التأكد من سلامتها واستمرار صلاحية تراخيصها والتأكد من توافر كافة الاشتراطات الفنية ومقومات السلامة، وكذا التأكد من الالتزام بتحميل الأعداد المقررة وإيقاف المخالف منها للحفاظ على أمن وسلامة أرواح المواطنين، حيث إن لدينا في نطاق المركز 19معدية، منها ما يعمل على فرع رشيد والرياح البحيرى والرياح الناصرى، ويتم متابعتها وكذا متابعة المراسي للتأكيد من الالتزام بكافة الشروط المطلوبة بالتعريفة والحمولة وسريان التراخيص وتوفر وسائل السلامة والأمان، مختتماً تصريحاته، داعياً لمصر، بأن يحفظها الله أرضاً وشعباً وقيادة وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان.

ومن أصحاب المعديات، تحدث معنا كل من الحاج محمد إبراهيم موسي والحاج صلاح إبراهيم موسي أصحاب معدية «قرية علقام» مؤكدين التزامهما التام وكذا التزام عدد كبير جدا من أصحاب المعديات بشروط الأمن والسلامة فى ظل الاهتمام الكبير من المسئولين بالمحافظة ومجلس المدينة وشرطة المسطحات المائية وحماية الشواطئ، مؤكدين على أن شرطة دوريات المسطحات المائية تمر على المعديات بصفة منتظمة، بالإضافة إلى لجان من مجلس المدينة، للتأكد من عوامل الأمان والسلامة، وذلك من خلال توافر طفايات الحريق وأطواق النجاة وكل عوامل الأمان، مضيفَين أن كل المعديات ليست سيئة وأن أصحاب المعديات يقومون بتطوير معدياتهم قدر المستطاع، كما أن هناك تراخيص لتلك المعديات منذ عدة سنوات، خاصة أنها تعد مصدر رزق لهم ولكثير من العائلات

كما كان لنا لقاء مع الحاج محمد رضوان مالك المعدية “عباد الرحمن” أمام عزبة السد، ويقول الحاج محمد: شتان بين الماضي والحاضر، مشيرا إلى أنه فى أحيان كثيرة بالماضى كان اندفاع الركاب بسياراتهم والتشاجر لأسبقية استقلال المعديات، وكذا تجاوز الحمولة المقررة يتسبب فى كثير من الكوارث، وأما اليوم فبفضل الله، ثم عقب التطوير الذى تم بمعظم المعديات، ووجود أبواب أمان بها، وكذا وجود كافة عوامل الأمان، مثل: طفايات الحريق، جواكت وأطواق الإنقاذ، حواجز الأمان، معدات الإنذار، هيكل المعدية وهيكل المرسي.

أضاف: عقب الرقابة الشديدة من كل الجهات نتمى أن يكون الماضى هو نهاية لمسلسل الكوارث المتعددة التي أودت بحياة كثير من المواطنين وحطكمت العديد من المعديات.

وتابع إسلام شاهين أحد أبناء المنطقة: المعدية هى الوسيلة الأنسب لنا جميعا، نظرًا لبعد أقرب كوبري عنا أكثر من 15 كيلو، مؤكداً اهتمام الدولة الكبير فى الفترة الأخيرة بتطوير المعديات، ووجود فارق كبير بين ماضٍ حمل بين طياته كوارث وحوادث غرقٍ كثيرة، سببها الإهمال وعدم الرقابة والمتابعة وآخرها حادث غرق إحدى المعديات بقرية دمشلى التابعة لمركز كوم حمادة، والذى راح ضحيته 4 أشخاص وإصابة 3 آخرين، وبين حاضر فيه التطوير والرقابة المستمرة من جميع الجهات، وتوافر كافة الاشتراطات الفنية ومقومات السلامة، والذي هو الأساس الذي يحرص عليه الجميع الآن

أما أحمد الخولى المدرس بإحدى مدارس قرية أبو الخاوى، فقال: هناك قرى كثيرة يفصلها الرياح البحيرى، مثل قرية دمشلى وعلقام وأبو الخاوى وغيرها الكثير من القرى، وبشكل أساسى لا يمكنها الاستغناء عن المعديات النهرية، نظرا لتواجدها على ضفتى نهر النيل، حيث يعتمد الأهالي في تلك القرى على الانتقال بالمعديات النهرية كوسيلة نقل رخيصة وسريعة لقضاء حوائجهم اليومية، بعيدًا عن زحام المواصلات وبعد الكبارى عنهم

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى