«المربى» يكافح الواقع العجيب .. والمستهلك «بيحاسب على المشاريب»
ارتفاع أسعار الاعلاف السبب الرئيسي فى «الغلاء» .. وكل المحاولات «راحت هباء»
الجمل .. تراجع نسبة المبيعات في ظل الواقع الأليم .. و«الرخص مصلحة للطرفين»
البحيرة – ثناء القطيفي:
ماذا يحدث بالضبط في صناعة الدواجن ؟ .. ما هذه الهستيريا التي لم يكن أحد يتصورها، ولم تخطر على بالنا في أحلامنا أو كوابيسنا؟ .. بعد أن كنا نشكو من وصول سعر الكيلو إلى 17 أو 18 جنيهاً، أصبحنا نسمع 75 و80 وربما أكثر .. أن تشتري دجاجة فذلك يحتاج إلى ميزانية .. أن تأكلها على مدار الشهر مرة أو مرتين، فذلك ما لا تستطيعه وربما قد يدفعك للديّْن.
«» حاولت في هذا الملف أن تجيب عن السؤال: من المسؤول عن أزمة ارتفاع أسعار الدواجن والبيض؟ .. هل السبب في ارتفاع الأسعار رغبة أصحاب المزارع والتجار في تحقيق أكبر قدر من المكاسب أم أن هناك أسبابا أخرى تؤدي لغلاء الأسعار.
في البداية، حرص “الخبر live “على لقاء “الحاج سيد محمد الجمل ” صاحب إحدى المزارع، والذي أكد أن أسعار الدواجن والبيض، وصلت لمستويات قياسية بسبب عدم توافر الأعلاف، مشيرا إلى أن الأزمة تشهد انفراجة نسبية مع حدوث إفراجات عن الأعلاف بالموانئ كما اعلنت وزارة الزراعة أنه تم الإفراج عن آلاف الأطنان من الأعلاف التي كانت مكدسة الفترة الماضية بالموانئ نتيجة نقص الدولار، والتي دفعت ببعص أصحاب المزارع في وقت سابق إلى قتل صغار الكتاكيت لعدم وجود الأعلاف ونعتقد أن ذلك هو السبب الأساسي لتفاقم أزمة أسعار البيض والدواجن بالبلاد حاليا.
أضاف ان صناعة الدواجن بكل قطاعاتها، سواء تسمين أو بياض أو أمهات تعتمد على العلف كمكون رئيسي في استمرارها بنسبة تصل إلى 75 بالمئة.
أسعار الاعلاف
ونوه “الجمل” إلى أن أسعار أعلاف التسمين وصلت إلى 22 ألف جنيه للطن، فيما سجلت أسعار الصويا 32 ألف جنيه للطن بعد أن وصلت إلى 25 ألف جنيه للطن، والذرة بلغت 15.5 ألف جنيه للطن بعد أن وصلت إلى 9.5 ألف جنيه للطن
سبب ارتفاع اسعار الكتاكيت
أشار إلى أن ارتفاع أسعار الكتاكيت يعود إلى انخفاض المعروض طوال الفترة الماضية، خاصة مع بداية أزمة الإفراجات الجمركية عن البضائع والخامات في الشهور الأخيرة من العام الماضى، مع خروج عدد كبير من المنتجين، واتجاه الغالبية إلى بيع قطعانهم من الأمهات، بجانب اتجاه الآخرين إلى إعدام الكتاكيت نتيجة عدم توفير الأعلاف.
وأضاف أن سعر الكتكوت الحالي يعبر عن التكلفة الفعلية في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزماته، بجانب أنه حال مزيد من الإفراجات ستتراجع أسعار خامات الأعلاف.
ونوه “صاحب إحدى المزارع” أنه يشتري الكتكوت بمن الشركه عمر يوم واحد بتكلفة عالية، حتى يصل مزرعتي بتاريخ اليوم، بسعر حوالي 14 او 15 جنيها، وعمر الدوره حوالي 38 او 40 يوماً في المزرعة، يأكل فيها الكتكوت الطبيعي 3 كيلو ونص علف، ويحتاج إلى أدوية في الدوره من 6 إلى 7 جنيهات، وتدفئه بحوالي 5 جنيهات، بالإضافة إلى العمالة وبعض المصاريف الأخرى النثريه للكتكوت الواحد، وتصل حوالي 5 جنيهات، إذا إجمالى التكلفه لا تقل سعر الدجاجه من 140 إلى 150 جنيه .. هذه هى تكلفه بدون أى هامش ربح فى ظل ارتفاع أسعار الكتكوت والاعلاف والأدوية الارتفاع غير المبرر.
وناشد «الحاج سيد» وهو صاحب مزرعة أيضاً، الحكومة والجهات المعنية مراقبة ومناشدة المستوردين بمراعاة الأسعار من أجل المواطنين، بل ومحاسبة من يغالون في الأسعار سواء بالنسبة للأعلاف أو الأدوية وتحديد أسعار الأعلاف وكذلك منتجات الدواجن لتكون عادلة قريبة من التكلفة الحقيقية، وتكون هناك رقابه على ذلك، وعلينا جميعا أن نقف مع المواطن في هذه اللحظة لأنه لن يتحمل كل هذا الضغط”.
وتساءل المواطن “على جابر”: هل مقاطعة التجار الذين يبيعون بأسعار مبالغ فيها والإبلاغ عنهم، يؤدي لأنخفاض الأسعار ؟، لكنه السؤال الذي عجز هو نفسه عن الإجابة عليه، وعاد ليشير إلى أن أبعاد الأزمة كبيرة ومتشعبة، وفيها تفاصيل لا يعرفها المشتري، الذي يكتوي بنار ازسعار في النهاية.
أضاف”الحاج رزق خليفه”، صاحب محل دواجن إن سعر الدوجن اليوم 70 جنيها الكيلو، والأمهات 55 جنيه، آملاً أن يحدث المزيد من التراجع، ليصب في النهاية في صالح كل الأطراف، مشيراً إلى أن المربي هو الخاسر الأكبر في ظل الأسعار العالية لمتطلبات تربية الدواجن، لكن المستهلك في النهاية – على حد قوله – «هو اللي بيحاسب على المشاريب» في ظل هذا الواقع العجيب والملتبس.
هل هناك امل في انخفاض أسعار الدواجن ؟
حالياً لا أعتقد أن هناك انخفاض فى الأسعار الا فى حالة نزول الاجهزه الرقابيه والزام شركات الكتاكيت والاعلاف والأدوية بتخفيض اربحهم المبالغ فيها وبذلك سوف نرى مردود ذلك على السوق بزيادة العرض وانخفاض أسعار الدواجن.