العنانى يستعرض المبادرات المصرية “لرفع مستوى الوعى لدى الشباب بالتراث الثقافى “
في إطار “الأسبوع الإفريقي” لعام 2024 والذي بدأ فعالياته الأربعاء الماضي، بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).. شارك الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار السابق ومرشح مصر لمنصب مدير عام اليونسكو، في ندوة تحت عنوان “كيف يمكن للتعليم أن يساهم في تعزيز الثقافة الأفريقية بأشكالها المتنوعة” وذلك بجانب مجموعة من الاساتذة والأكاديميين من موريتانيا والمغرب ومالي وغينيا.
وقد ألقى السفير علاء يوسف سفير مصر بفرنسا ومندوبها الدائم باليونسكو كلمة الندوة الافتتاحية، بصفته رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمرات في إطار الأسبوع الأفريقي، فأكد أن الثقافة والتعليم بُعدان أساسيان متكاملان يوفران للمواطنين المهارات اللازمة لإحداث تغييرات إيجابية في مجالات الحياة كافة، ويجعلاهم أكثر قدرة على التكيف في مواجهة التحديات المتزايدة.
وقال السفير علاء يوسف إن المجتمعات الإفريقية التي تتسم بالتعددية الثقافية تتطلب توفير القدرات والمهارات اللازمة للتعامل مع بيئة سريعة التطور من خلال تطوير المحتوى التعليمي ومراعاة السياقات الثقافية السائدة لإكساب المتعلمين القدرة على اغتنام الفرص وتطوير إمكاناتهم بشكل متكامل.
من جانبه، استعرض الدكتور خالد العناني، المبادرات التي نُفذت في مصر في السنوات الأخيرة “لرفع مستوى الوعي لدى الشباب بالتراث الثقافي”، وكيف ساهم التعليم بجميع أشكاله، الرسمي وغير الرسمي وعبر الهيئات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني، في زيادة الوعي لدى الشباب المصري بالتنوع الثقافي.
وأكد الدكتور العناني أن الدستور المصري يتضمن عدة مواد تتناول بشكل مباشر أهمية الثقافة والتنوع الثقافي مشيرا إلى أن هذا ما تؤكده أيضا استراتيجية مصر 2030.
واستعرض “العناني” صورا توضح مدى التنوع الثقافي في مصر ولفت الأنظار إلى دور الهيئات الحكومية المختلفة التي تعمل على إبراز هذا التنوع الثقافي ، مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة.
وسلط الدكتور العناني – أيضاً – الضوء على الجهود المبذولة لرفع مستوى الوعي بين الأطفال والشباب حول التراث الثقافي في مصر، سواء في المراحل التعليمية المختلفة أم في مؤسسات كبرى مثل مكتبة الإسكندرية ومركز توثيق التراث الثقافي والطبيعي، ومن خلال تسهيل الزيارات والرحلات، وإصدار مطبوعات مخصصة للأطفال لشرح المواقع الأثرية والمتاحف بشكل مبسط.
ونوه بدور المنظمات غير الحكومية في هذا المجال مثل “جمعية مصر الجديدة”، التي تساهم في زيادة وعي الشباب من خلال مكتبتها المتنقلة ومتحف الطفل.
وأكد ضرورة التوجه نحو استخدام التكنولوجيا الرقمية والتقنيات الحديثة حتى يمكن الوصول إلى الطلاب وجذب انتباههم؛ وهو ما نفذته وزارة السياحة والآثار المصرية من خلالالعديد من المبادرات واستخدام التقنيات الحديثة في العرض بالمتاحف الجديدة وإطلاق موقع إلكتروني موجه للأطفال عن المواقع الأثرية والتراثية في مصر.
وختم الدكتور العناني حديثه بتسليط الضوء على الأثر المهم لإقامة فعاليات كبرى تتعلق بالحضارة المصرية في زيادة الوعي بين الأطفال والشباب، وهو ما ظهر جليا حين نظمت مصر احتفالين كبيرين بمناسبة نقل المومياوات وافتتاح طريق الكباش بالأقصر، الأمر الذي أدى إلى زيادة أعداد الزوار المصريين للمواقع الأثرية والمتاحف وساهم في زيادة الوعي بالآثار والتراث الثقافي المصري.
نُظمت هذه الندوة ضمن فعاليات “الأسبوع الأفريقي” باليونسكو والذي يعقد هذا العام تحت عنوان “التعليم من أجل التنمية والابتكار والثقافة في افريقيا”. ويتضمن بالاضافة إلى الندوات، تنظيم معارض للكتاب والحرف التقليدية وعروض فنية وموسيقية وعروض للأزياء التقليدية وعرض لأفلام سينمائية، فضلا عن تقديم أشهر المأكولات من كل الدول الافريقية المشاركة.