انتهى لقاء العملاقين الكبيرين …
الأهلي والزمالك بفوز كبير للمارد الأحمر على أبناء القلعة البيضاء …
أجمل مافي اللقاء، هي الروح الرياضية التي سادت … إضافة إلى متعة الإخراج والتنفيذ ليخرج المهرجان الرياضي بهذه الصورة الرائعة …
على المستوى الفني …
جاء الأداء ضعيفا لا يتناسب مع ما لدى الفريقين الكبيرين من إمكانيات وما يضمان من عناصر معظمها يمثل المنتخب المصري الأول … ربما الخوف من الهزيمة هو الذي تسبب في ذلك .. فالشحن المعنوي والضغوط الجماهيرية الهائلة كانت عالية ومتواصلة …
دخل الزمالك اللقاء وهو يمنى النفس بفوز يدعم ما تم من إنجازات ملموسة في ظل مجلس إدارة جديد … محترم .. وجهاز فني جديد طموح متمكن … مدعم بعناصر جديدة طال الشوق لرؤيتها وهي تلعب بالزي الملكي الأبيض …
وجماهير متعطشة متحمسة لحصد فوز يشبع رغباتها في تحقيق فوز على الغريم التقليدي الذي علا كعبه في اللقاءات السابقة ..
الفريق الأهلاوي أيضا كانت دوافعه كبيرة ….
فهو يسعي لتحقيق موسم غني بالبطولات .. خاصة وأنه يعيش فترة من أفضل فتراته بفضل استقراره الإداري والفني وبما يضمه من عناصر متميزة …
الأجواء قبل وأثناء وبعد المباراة كانت غاية في الروعة …
المباراة على أرض درة الملاعب السعودية المجهزة بأعلى درجات التجهيز ….
الاهتمام الإعلامي غير مسبوق … الجوائز والحوافز خرافية …. التحكيم اجنبي متميز
الجمهور متفاعل وسلوكه راق متحضر …
المدرجات ممتلئة عن آخرها … ولأول مرة نرى المدرجات ملتحمة دون فواصل .. كما نستمع إلى مداخلات مشتركة بين الجماهير يشوبها الحب والاحترام ..
صورة جديدة لم نعهدها …
البث و النقل والإخراج التليفزيوني يفوق الخيال …
حتى الاستديوهات التحليلية كانت راقية وضمت نجوم الفريقين من أصدقاء الزمن الجميل لكلا الفريقين العريقين إضافة إلى بعض النجوم العالمية المعروفة ……
بدات المباراة و سط هذه الأجواء الراقية
سيطر فريق الزمالك على معظم أجزاء الشوطين …
ظهر أفراده في حالة بدنية وفنية جيدة … وضحت آثار الجهاز الفني الجديد رغم صغر مدة تواجده مع الفريق .
بينما جاء أداء الفريق الأحمر متوسطا .. لم يقدم لاعبوه المستوى المنتظر منهم … وظل الأمر سجالا إلى أن قام المدير الفني للأهلي بإجراء تغييرات في وسط الملعب والأطراف جعلت الأمور تنقلب لصالح الأهلي …
قبل النهاية بخمس دقائق وبينما كان الجميع يستعدون لمشاهدة وقت إضافي …
تفاجأ الجميع بهجمة عنترية منظمة قادها محمد مجدي قفشه … ليحول الكرة باقتدار ودقة للموهوب إمام عاشور الذي لم يتوان في وضعها في الشباك مسجلا أول وأغلى الأهداف تتوقف المباراة قليلا لمراجعة تقنية (الفار)، ليعلن بعدها عن صحة الهدف و حمر المدرجات وتلتهب المباراة …
حاول الفريق الأبيض لملمة نفسه واندفع مهاجما بشراسة لكن دفاع الأهلي الصلب وحارسه الشاب المتمكن أفسدا كل المحاولات …
ومن هجمة مرتدة سريعة ينقل اللاعب البديل مروان عطية كرة متقنة للمتالق إمام عاشور ليتقدم بها جهة اليسار ثم برؤية فنية صحيحة يمرر الكرة إلى زميله القادم من الخلف محمد مجدي قفشه (صاحب القاضية) ليسددها متقنة على يسار الحارس محمد عواد لينهي آمال الفريق الأبيض وسط فرحة غامرة لأنصار الفريق الأهلاوي لتنتهي المباراة بفوز النادي الأهلي بهدفين نظيفين …
وتستمر الأجواء الرائعة .. لنشاهد مراسم تسليم الميداليات والكأس .. ويعلن عن حصول اللاعب الواعد إمام عاشور على جائزة رجل المباراة وخمسين ألف دولار …
كما كانت لحظة تكريم الراحل العامري فاروق نائب رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي من قبل هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية، لحظة فارقة ومؤثرة …
الفوز دعم موقف الأهلي وزاد من عدد بطولاته التي يتصدر بها عالميا …
المباراة كشفت عن أن الزمالك على الطريق الصحيح وأنه قادم وبقوة …
القمة أتاحت الفرصة لتنقية الأجواء والتمهيد لعودة الروح الرياضية بين الجماهير ..
المملكة العربية السعودية أثبتت أنها جديرة باستضافة الفعاليات العالمية … كما أوضحت أيضا عمق وقوة العلاقة ما بين الشعبين الشقيقين المصري والسعودي … كما أثبتت بما قدمته من خدمات وما برعت فيه من تنظيم أن العرب قادرون … وأيضا … قادمون ..
مبروك للأهلي العريق …
مبروك للزمالك القادم بقوة …
وكل (( قاضية )) وأنتم طيبين .