“الهون النحاسي القديم: بين التراث والشائعات في الفيوم”
الفيوم \ حمادة محمد
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة منشورات تزعم أن أسعار الهواني النحاسية القديمة قد وصلت إلى 450 ألف جنيه، وهو ما أثار جدلًا واسعًا بين سكان محافظة الفيوم وخارجها. وعلى الرغم من انتشار الصور والتعليقات التي دعمت هذه المزاعم، أكدت مصادر مطلعة أن هذه الأخبار عارية تمامًا من الصحة، وتهدف فقط لإثارة الجدل بين المواطنين.
الهون النحاسي: قيمته الحقيقية بعيدًا عن المبالغات
الهواني النحاسية التي كانت تستخدم قديمًا في إعداد الطعام، مثل فرم الكفتة ودق الثوم، تحمل قيمة تاريخية وتراثية لدى البعض، لكنها لم تصل أبدًا إلى الأسعار الخيالية التي تم تداولها. وبحسب المختصين، فإن أسعار هذه القطع تبدأ من حوالي 1200 جنيه، وقد تصل في حالات استثنائية إلى بضعة آلاف فقط، إذا كانت القطعة بحالة ممتازة وتمتاز بجودة عالية أو تاريخ مميز.
شائعات مضللة وأهدافها
انتشار هذه الأخبار الزائفة يأتي في سياق محاولة البعض استغلال الاهتمام المتزايد بجمع القطع التراثية والنادرة. ويبدو أن الهدف من هذه الشائعات هو تضليل الرأي العام وإثارة البلبلة، خصوصًا في محافظة الفيوم المعروفة بتاريخها وتراثها الغني.
كيف يمكن تمييز الهون النحاسي الأصلي؟
لهواة جمع التحف أو الباحثين عن القطع النحاسية الأصلية، يمكن التعرف على الهواني القديمة من خلال:
الصوت الفريد عند الطرق عليه.
الوزن الثقيل والتصميم المتقن.
النقوش والزخارف التي تشير إلى تاريخ صناعتها.
لكن رغم ذلك، تظل قيمة هذه القطع مرتبطة بحالتها التاريخية والطلب عليها، بعيدًا عن الأسعار المبالغ فيها التي جرى تداولها.
دعوة للتحقق من الأخبار قبل تصديقها
يحذر الخبراء من الانسياق وراء الشائعات التي تهدف لإثارة الجدل دون أي أساس واقعي. وينصحون المواطنين بالتحقق من الأخبار والمعلومات قبل مشاركتها أو تصديقها.
الهون النحاسي القديم يُعد رمزًا من رموز التراث والتاريخ، وليس وسيلة لإشاعة الأخبار الزائفة أو تضليل المجتمع. ومن الأفضل التعامل معه كجزء من تاريخنا الثقافي الذي نعتز به، بدلًا من جعله موضوعًا للجدل والشائعات.
