بوتين :روسيا – أفريقيا..صداقة وعلاقات متبادلة
قدمنا على مدار العقود الماضية مساعدات ثابتة للبلدان الأفريقية لمواجهة المظاهر الإستعمارية
نكرم ذكرى الأبناء البارزين أفريقيا.. لومومبا وعبدالناصر ومانديلا وبن بيلا والمختار
اتفاقيات تعاون عسكرى مع أكثر من 40 دولة أفريقية..لتزويدها بأسحلة وعتاد
ضرورة الدفاع عن سيادة الدول ورفض التنازل تحت الضغوط الخارجية
وقال الرئيس بوتين في كلمته، خلال فعاليات اليوم الثاني للقمة الأفريقية الروسية بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، إن “روسيا وأفريقيا تربطهما أواصر الصداقة والعلاقات المتبادلة الوثيقة منذ أواسط القرن الماضي، وقدمنا على مدار العقود الماضية مساعدات ثابتة للبلدان الأفريقية لمواجهة المظاهر الاستعمارية على مدار عقود .. رغم أن مظاهر هذه الاستعمار ما زالت موجودة حتى الآن وتستغلها الدول الاستعمارية السابقة بما في ذلك المجالات الاقتصادية والإعلامية والإنسانية”.
وأضاف أن روسيا تكرم ذكرى الأبناء البارزين لأفريقيا منهم باتريس لومومبا وجمال عبدالناصر ونيلسون مانديلا وأحمد بن بيلا وعمر المختار وغيرهم، مشيرا إلى أن روسيا تكرم المناضلين الأفارقة الآخرين من أجل الحرية والزعماء الوطنيين.
وأوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته ، خلال فعاليات اليوم الثاني للقمة الأفريقية الروسية بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، أن القمة المنعقدة تأتي تحت شعار من أجل السلام والأمن والتنمية ، وتركز ليس فقط على مسائل توسيع التعاون الاستراتيجي الروسي الأفريقي ، لكن أيضا على محاور أخرى منها الاستقرار العالمي والإقليمي وتوطيد التنمية للقارة وتوطيد سيادة الدول الأفريقية.
وأشار بوتين إلى أن روسيا والدول الأفريقية تدعو وتقف معًا من أجل بناء هندسة جديدة أكثر عدلًا للنظام العالمي، لافتا إلى أن التعاون الروسي والأفريقي يتسع لمواجهة خطر الإرهاب، ونحن نعمل ضد استغلال موضوع المناخ وحماية حقوق الإنسان وما يسمى بأجندة الأجناس لأغراض سياسية غير لائقة.
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده لا تقبل عقوبات وحيدة الجانب وغيرها من الإجراءات التي تلحق الضرر بالدول التي تمارس النهج المستقل.. مشددا أن لا يمكن القبول على استبدال القانون الدولي بما يسمى بنظام قائم على القواعد؛ حيث إن الغرب هو الذي أعلن وهو الذي يعيد النظر فيه ويغيره لمصالحه الخاصة.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا والبلدان الأفريقية يربطهم سعي فطري للدفاع عن السيادة الحقيقية والحق في طريقها الأصيل لتحقيق التنمية في مختلف المجالات.. مشيرا إلى أن المقصود بهذا السعي هو الانفتاح والتعاون بين الدول والشعوب الحرة والمتكافئة في حقوقها.
وشدد بوتين على ضرورة الدفاع عن سيادة الدول ورفض التنازل تحت الضغوط الخارجية، فضلا عن المشاركة في تشكيل نظام متعدد الأقطاب قائم على المساواة بين الدول، منوها بأن القارة الأفريقية أصبحت مركزا جديدا للقوة يتزايد دورها السياسي والاقتصادي بشكل دائم.
وأضاف أن روسيا دعمت منح الاتحاد الأفريقي مكانة في مجموعة العشرين، وكان ذلك قرارا صحيحا يعكس الواقع ويوازن القوة في العالم المعاصر، مؤكدا تأييد بلاده لسعي الدول الأفريقية للمشاركة على نطاق واسع في نشاط منظمة الأمم المتحدة.
وأوضح الرئيس الروسي، أن موسكو على استعداد لدراسة مقترحات خاصة لتوسيع تمثيل الأفارقة في مؤسسات الأمم المتحدة ، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لتصحيح غياب العدالة تاريخيا تجاه القارة الافريقية.
وقال بوتين :” إن الوضع في العديد من المناطق الأفريقية مازال غير مستقرا فلم يتم تسوية النزاعات والصراعات القومية، فيما لا تزال الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية مستمرة حتى الآن، وهي بمثابة ورثة للنظام الاستعماري ونهج “فرق تسد”، محذرا من أن كل من الإرهاب والتطرف والقرصنة والجريمة المنظمة تعرقل تطور القارة الأفريقية.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تهتم بالتعاون الوثيق بين هيئات إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية الخاصة بروسيا وبلدان أفريقيا.
وأضاف بوتين – خلال القمة الأفريقية الروسية في يومها الثاني المنعقدة في سان بطرسبرج اليوم الجمعة-أن روسيا تعتزم أن تقوم بتدريب العسكريين وموظفي هيئات إنفاذ القانون للدول الأفريقية في المؤسسات التعليمية الروسية، لافتا إلى أن بلاده تسعى لتطوير الشراكة في المجالات العسكرية والتقنية .
وأوضح أن روسيا عقدت اتفاقيات التعاون العسكري التقني مع أكثر من 40 دولة أفريقية؛ لتزويدها بأسحلة وعتاد، مؤكدا أن جزءا من تلك التوريدات يأتي بشكل مجاني.
وأضاف أن الأفارقة يشاركون في المنتديات العسكرية والتقنية والتدريبات التي تقوم بها روسيا، حيث يطلعون على نماذج الأسلحة والعتاد الحربي وتجربة استخدامها، مشيرا إلى أن اهتمام روسيا بأفريقيا يتزايد باستمرار؛ ما يتمثل في خطتنا لزيادة الحضور الدبلوماسي في القارة.
وأشار إلى أن روسيا على استعداد لفتح المزيد من المؤسسات الروسية في الخارج، وزيادة الموظفين في عدد من السفارات القائمة الآن بهدف توسيع الصلات في المجالات الإنسانية والثقافية والسياحية، مؤكدا أن سفارتين روسيتين سيعاودان إلى نشاطهم قريبا في كل من بوركينا فاسو وغينيا الإستوائية.
ولفت إلى أن روسيا تخطط لتوسيع الشبكة الروسية للعلوم والثقافة ، على أن تظهر تلك المراكز في عدد من البلدان الأخرى في القريب العاجل، مؤكدا ترحيب بلاده لخطوات مماثلة من قبل الدول الأفريقية .