عاممقالات

حرب «السماوات المضيئة» .. من فاز ومن خسر ؟!

تابع المليارات من سكان الكرة الأرضية من خلال القنوات الفضائية أخبار الهجوم الإيراني على دولة الكيان البغيض …
هجوم بمسيرات وصواريخ باليستية وأخرى عادية ….
الهجوم كان منتظرا ومتوقعا …
وظهر من تتابع الأحداث أن ماما أمريكا – شرطي العالم الوحيد – كانت على علم بهذا الهجوم …

دول المنطقة المحيطة بإسرائيل أعلنت حالة الاستنفار القصوى وأغلقت مجالها الجوي ومطاراتها أمام حركة الطيران المدني …
أمريكا حشدت بعض القطع البحرية قبالة سواحل اسرائيل …
الدفاعات الجوية الأردنية تعاملت مع المسيرات والصواريخ التي مرت بسمائها ….

ظهرت على شاشات التليفزيون ومضات الصواريخ والمسيرات وكذا المضادات الأرضية فوق قبة الصخرة والمسجد الأقصى بالقدس ..

استمر الهجوم قرابة الثلاث ساعات لتعلن إيران بعدها عن طريق بعثتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة أن العملية قد انتهت وحذرت إسرائيل من الرد لأنه في هذه الحالة ستقوم إيران برد أقسى و أعنف …
كما أعلنت إسرائيل على لسان متحدثها الرسمي أن جيش الدفاع التابع لها نجح في تدمير 99 % من الصواريخ والمسيرات الإيرانية وهددت بالرد القاسي والعنيف …
كما أعلنت أن الخسائر لم تتجاوز إصابة طفلة صغيرة بجروح طفيفة !!؟؟

أمريكا …. التي كان قائد القيادة المركزية العسكرية لها في الشرق الأوسط متواجدا داخل إسرائيل أثناء العملية …. طلبت من إيران تهدئة الأمور .. كما طالبت إسرائيل بضبط النفس وعدم الرد … وأعلنت أنها لن تؤيد عملا انتقاميا قد تقوم به إسرائيل ردا على ماحدث ….

ثم بدأت الاحتفالات في طهران … وفي اليمن ولبنان …. احتفلوا بالنصر الذي تحقق …

بدأ المحللون الاستراتيجيون و الخبراء العسكريون يدلون بدلوهم …
البعض ضخم وعظم من آثار الضربة معتبرا أنها كسرت شوكة إسرائيل وأظهرت فشل نظريتها في الردع وأثنت على إيران لشجاعتها وقدرتها ودقة وكثافة ضرباتها …

البعض الآخر … قلل من الحدث بل وسخر منه …
اتفق الطرفان في النهاية على أن ماحدث ما هو إلا سيناريو متفق عليه تم برعاية أمريكية من أجل حفظ ماء الوجه بعد مقتل سبعة من قيادات الحرس الثوري الإيراني في القنصلية الإيرانية بدمشق منذ بضعة أيام …

الآن … يجتمع مجلس الحرب الصهيوني برئاسة «النتن ياهوووو» لاتخاذ قرار فيما يخص الهجوم …. وكيفية الرد عليه …
كما يجتمع السبعة الكبار عن طريق «الفيديو كونفرانس» لبحث نتائج الهجوم وتداعياته …

فهل يا ترى ستقوم إسرائيل بالرد بتدمير المنشآت النووية الإيرانية كما سبق وحذرت ؟

هل ستستطيع أمريكا كبح جماح إسرائيل ومنعها من الرد ؟

من جانبي .. ومن قراءتي ومتابعتي للأحداث ومقارنة بما تم عقب اغتيال قاسم سليماني وما يتم الإعلان عنه عن هدوء أمريكا وعدم قيامها بتحركات عسكرية واسعة …
من خلال كل ذلك أرى أن الأمور سوف تنتهي وستقف عند هذا الحد … لتبدأ جولة من المفاوضات السرية وأيضا العلنية للوصول إلى اتفاقات وصفقات ترجىء الصدام إلى وقت آخر ربما بعد انتهاء موسم الانتخابات الأمريكية ….

إنها لعبة الأمم ….

وكل حرب وأنتم جميعا طيبون …
ولا عزاء للشرفاء في هذا العالم العجيب …

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى