سويقة «مرعي» في دمنهور .. الظلام يهزم النور
– هنا ستعرف إجابة السؤال: كيف يكون بعض الناس على قيد الموت؟
– أهم مناطق أبو الريش القديمة أصل المدينة .. تحولت إلى مقلب نفايات و«غرزة» للمخدرات
– سكان المنطقة: أين نحن من المسؤولين .. «إحنا نهم مين» ؟
تقرير – ثناء القطيفي:
أحياناً تصبح المشاهد أكبر أو أسوأ من أي كلام .. أحياناً تذهب لترى وتكتب، ثم تعود مكتئباً حزيناً، لا تستطيع حتى أن تعود إلى حياتك السابقة .. أحياناً لا تتصور أن ما رأيت لا زال على قيد الحياة .. ذلك حين تصادف أشياء على قيد الموت.
سويقة مرعي، من المفترض أنها تقع في منطقة أبو الريش بدمنهور، وهذه المنطقة لمن لا يعرف، هي أصل دمنهور، هي صاحبة الحكايات القديمة، والوهج والنور والعمل، قبل أن يهزم الظلام، الحياة والنور والأمل، ويسكن العبث كل التفاصيل.
سويقة مرعي الآن، ليست المشكلة فيها القمامة، ولا الإهمال ولا المباني التي تهدمت .. مشكلتها الأكبر أنها خارج الحسابات، حسابات المسؤولين، وربما حسابات الحياة.
كل فترة يزورها مسؤول، يعدهم بتبدل الحال، ويذهب الجميع ويبقى الحال ويبقى السؤال على ألسنة ساكنيها: أين المسؤولين .. «رحنا نهم مين»؟ وتسد كل النوافذ في طريق الحياة والأمنيات والآمال.
سويقة مرعي، التي كانت سوقاً يضج بالحياة وبالأمل وبالعمل، أصبحت بناياتها المتهدمة وكراً و«غرزة» لمدمني المخدرات، يختبئون فيها من الحياة ومن الأمل، يتعاطون اليأس الذي يسكن سويقة مرعي، وحتى يكتمل مشهد العبث، تطل النوافذ على النفايات .. هكذا اعتادوا في تلك المنطقة، ما يسميه البعض «الحياة».
استجابة لنبض الشارع وحل وتذليل العقبات التي تواجه سكان المنطقة توجه “” لسويقة مرعى بمنطقة مرعي، حي أبو الريش دمنهور، وشهدت جولتنا داخل سويقة مرعي، العديد من المفاجآت بلقائنا مع بعض قاطني أبو الريش.
تحولت أبوالريش أساس دمنهور سابقا الى مقلب قمامة واغتالت التعديات شوارعها وأصبح مرتادها لا يعرف معالمها بعد أن غزاها البلطجية وأصبحت وكراً ومقلباً للقمامة فترك الباعة “سويقة مرعى” المخصصة لهم لتتحول إلى مقلب قمامة ووكر لممارسة الرزائل ومواقف لركن السيارات الخاصة وفرش الباعة فى شوارعها الرئيسية.
يقول ابرهيم السيد حماد: كان ليا «باكية» داخل السويقة وتركتها بسبب السرقة، والمؤسف أن صدور الأهالى تحولت لمخزن لتلقى الأدخنة المنبعثه ليلا ونهارا من مقلب القمامة العالمى عند مدخل السويقة، حيث تحول جزء منه بطول كيلو متر إلى مجمع كبير للقمامة والنوافق .
أضاف رجب المصرى صاحب محل عطارة: تفشت الأمراض الصدرية فى الأهالى بسبب القمامة التى تُحرق دون تحرك من قبل مسئولى الوحدة المحلية، حتى تأثرت الصحة العامة لقاطنى المنطقة، من حولها بتلك الأدخنة والروائح الكريهة المنبعثة منها، وأضاف: كما أحيط مدخل اأبوالريش قديم الطراز بالقمامة وكأنها أشارة لإعدام كل جميل بها.
وأكد المواطن فتحى ثابت أحد سكان أبو الريش “سويقه مرعى “، أنه متضرر هو وقاطنى المنطقه لما فيها من تراكم القمامة والمخلفات وأشياء تحدث غير آدميه.
أضاف : “نعانى نحن سكان المنطقه من الأهمال الشديد المتمثل فى عدم رصف الشوارع، وتهالك أعمدة الإنارة، وتراكم القمامة.
وأشار المواطن السيد أبو الطيب إلى أنه من المفترض أن أبو الريش كانت تعد من الأحياء المميزة ولكن طالتها يد الأهمال”.
أما أعظم المفاجآت وأخطرها، فكانت عندما قام الأهالى بإرشادنا أو إصطحابنا الى داخل السويقة، لنشاهد آثار تعاطي المخدرات، من «سرنجات» وزجاجات كحول ملقاة على الأرض، دون أدنى إعتبار لمصالح الأهالى وتحركاتهم داخل السويقة.
حملنا المأساة برمتها إلى المهندس محمد كجك رئيس مجلس مركز ومدينة دمنهور، وواجهناه بما رصدناه داخل أبو الريش وتحديداً في سويقة مرعي، وكان أول حديثنا عن إنارة الشوارع وإزالة القمامة وإزالة السويقة المتهدمة، نظراً لاستغلالها في غير الأغراض التي أنشئت من أجلها.
كان رد رئيس مركز ومدينة دمنهور، فى البداية بأنه تم إصدار قرار من لجنه إزالة المنشآت بخصوص إزالة مباني السويقة، وإزالة القمامة ومواد البناء بمساعدة أيضا من مسئولي النظافة.
بعدها أرجأ السيد رئيس المدينة، استكمال الحوار، لارتباطه بأعمال هامة، على أن نستكمل فيما بعد الحوار، ولا زلنا من وقتها، ولا زال الناس في الانتظار.