منوعات
شريف صالح يكتب : رباعيات الخيام .. «زي الهوى» !
من حسنات معرفتي بـ «تليمة»إنه خلاني أنتبه اكتر لجمال وعظمة عبد الوهابمع ذلك أذكر إني قلت له في مرة إني بحب «زي الهوا» فبقى يشغلها لي مخصوص ويسمعها معي
مؤكد أكون كتبت عنها قبل كدا في محاولة فهم سر افتتاني بها
خصوصا إن حليم مش مطربي المفضل (يعني مش شرط أسمعه كل يوم)
النهاردة ربنا ألهمني شطحة غريبة
انه زي الهوا تشبه رباعيات الخيام
الرباعيات ضمن أعظم عشر أغاني بحبها للست وكنت في صباي كتبت أبياتها وحفظتها
وظني أنها أغنية سماوية التقى الخيام والست والسنباطي في معية ما مع رامي معربها
الرباعيات هي فصوص حياة كل إنسان من بداية الرحلة لنهايتها
من محبة الذات لمحبة الله
من لذة اللهو والشهوة للتوبة
من الفعل الدنيوي لحكمة التأمل في الوجود
من العقلانية للمحبة
من الثرى عودا للسماء
فهي أغنية روحانية جليلة مهيبة بينما زي الهوا تبدو أغنية شعبية خفيفة
لكنها أيضا تلامس فصوص الحياة
تشبه قصتنا ورحلتنا
ضربات إيقاعية ووترية في البداية عن إنسان يبدأ رحلة وجوده ووعيه بنفسه
ثم يصل لقمة النشوة والصهللة
وهنا يتلاعب بليغ بكل الآلات المزمار والساكسفون والصاجات والوتريات فيرقص العازفون ويرقص عبد الحليم وينسى يتمه ويضحك عبد الحليم وينسى تعبه
يكتمل الحب والمتعة
ثم يكون الفراق وذلك الشعور الخيامي بالسراب
زي الهوا
الشعور بالذنب وطلب العفو والرحمة
في الرباعيات يجد الخيام مخرجا عبر باب الرجاء في السماء
في زي الهوا يكتفي حليم وبليغ ببكائية الفقد
رميت الورد طفيت الشمع
والغنوة الحلوة ملاها الدمع
يا حبيبي
(وهو اضعف جزء في القصة)
يعود حليم وبليغ إلى يتمهما
وحاجتهما إلى حضن)
أما الخيام الصوفي الفيلسوف فأدرك أن لا حبيب الا الله
لا حاجة إلى ورد وشمع إذا ارتقيت مرتبة المناجاة
هذا هو الفارق
أنهت الست رحلة الوجود بمناجاة
وأنهاها حليم ببكائية
عبر الخيام عن العدم بـ الثرى (التراب)
وعبر عنه الشاعر محمد حمزة بـ «زي الهوا»
تمنيت دائما ان اقلب زي الهواأن تنتهي عند تلك اللحظة التي يصفق فيها ويضحك وهو يشجع سمير سرور على الساكسوسمير يصهلل مع الصاجات والوترياتأعلم أن العقلاء لا يتصورون ميتا يضحك ويرقصولهذا احببت «زوربا» وتمنيت أن أموت في مناجاة علوية ثم أضحك وتطير الروح ممتطية ضحكتي من ذلك الوجود الحميم جدا بقدر ما هو موحش جدا.