هناك .. على شاطىء نيل مصر العظيم ..
و في منطقة هي واحدة من أرقى المناطق في مدينة القاهرة … يقع مبنى الاتحاد المصري لكرة القدم و المعروف إعلاميا بـ (( الجبلاية )) …
هذا المبنى هو المسؤول عن التخطيط والتنظيم والإدارة والتطوير والمتابعة لنشاط كرة القدم في مصر ..
وهو أيضا واحد من أعرق الاتحادات على مستوى القارة السمراء بل والعالم
فمصر هي التي أسست الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ومعها السودان وإثيوبيا …
هذا الاتحاد وهذا المبني تعاقب على إدارته عمالقة وأفذاذ على مدى سنوات وعقود طوال حققوا لمصر إنجازات وحفروا اسمها وسط الكبار في عالم الساحرة المستديرة بأحرف من نور … إلى أن تولى الأمر فيه مجموعة من الفشلة الضعاف الذين تسببوا في ضياع ريادة مصر الكروية ودمروا منتخباتها الوطنية في جميع المراحل العمرية …
وفشلوا في الحصول على ميدالية أو كأس ذهبية فضلا عن الخروج المبكر من كل مسابقة حتى ولو أقيمت على الأرض المصرية …
وفشلوا في الوصول إلى نهائيات كاس العالم المرة تلو الأخرى …
حدث ذلك منذ أن ابتليت كرة القدم المصرية برجل كل همه أن يحافظ على مقعد دائم في الاتحادين آلإفريقي والدولي، واتخذ الاتحاد المصري سلما لتحقيق أهدافه … ولم نشاهده ولو مرة واحدة مدافعا عن حقوق الكرة المصرية سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية بل تعدى ذلك إلى محاربة أفضل و أكبر ناد مصري وإفريقي تارة من أجل عيون أصدقائه في الاتحاد الدولي أو من أجل صديقه وحبيبه الذي يفرض سطوته على الرياضة المصرية والمعروف للجميع ….
ووصل من شدة جبروته أن تحكم في تشكيل مجلس إدارة الاتحاد … يأتمرون بأوامره وينفذون خططه ومخططاته … ساعده في ذلك قوانين ولوائح تم تفصيلها لتحقيق المطلوب ….
ولكم أن تتخيلوا أن هذا الاتحاد تنتخبه جمعية عمومية لعدد ١٢٩ ناديا على مستوى الجمهورية من بينها مراكز للشباب وأندية مقراتها في شقق سكنية وهذه الأندية لها صوت يتساوى مع صوت أندية عريقة وعملاقة كالاهلي والزمالك والاتحاد والاسماعيلي والمصري و غيرها ..!!؟؟
وتجتمع الجمعية العمومية لانتخاب مجلس الإدارة ويبيت المندوبون ليلة على شاطىء النيل الساحر وسط وجبات ( الكباب والكفته ) .. ليصوتوا لصالح قائمة اختارها المذكور أعلاه …
ثم يعودون إلى انديتهم وبحوزة كل منهم شيكا بمبلغ مالي من ميزانية الاتحاد الضخمة … يقولون إنه دعم من أجل إلارتقاء بمستوى كرة القدم …هذا ما يحدث كل دورة انتخابية
والتي غالبا لا تكتمل …
فعند حدوث إخفاقات يثور الرأي العام ويجبر مجلس الإدارة على تقديم الاستقالة .. لتعين وزارة الرياضة لجنة من خمسة أفراد يديرون المنظومة وفق اهوائهم …
حتى يتم حلول موعد أقرب جمعية عمومية لانتخاب مجلس جديد من نفس الوجوه السابقة .. وهلم جرا …
حاليا ..
المجموعة التي تدير الاتحاد يتراسها رجل طيب لا علاقة له بكرة القدم … كل مزاياه أنه رجل مخلص وفي ومحلل للسيد القابع في الفيفا .. يطيع أوامره وينفذها حرفيا …
العجيب أنه عمل مستشارا بدون أية اختصاصات عندما كان سيده رئيسا للاتحاد براتب شهري قدره خمسة وعشربن ألف جنيه مع تخصيص سيارة بسائق طوال فترة المجلس ..!!
وتم اختيار مجموعة عجيبة من الشخصيات منهم (حزومة) المدلل الكيوت … و (كوتا) … المهرج …
وطبعا هذا يحقق التوازن الكاذب لتمثيل القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك ..
فـ (حزومة) زملكاوي و (كوتا) أهلاوي …
باقي المجلس ناس طيبين لا تسمع عنهم شيئا إلا إذا كانت هناك سفريات لحضور البطولات الدولية… والقارية والعالمية …
وتم تعيين مدير تنفيذي ضعيف الشخصية … يفعل كل شيء مخالف للوائح والقوانين .. كإخفاء الخطابات الواردة من الفيفا .. تقديم تسهيلات لأندية على حساب أندية أخرى …
ولا يحاسبه أحد بل لا يقدر على محاسبته أحد فهو ينفذ رغبات وأوامر كبيرهم …
هذا المجلس الهش … تسبب في انهيار الكرة المصرية … فشلنا في الصعود إلى نهائيات كأس العالم بقطر … وفشلنا في الحصول على البطولة العربية وبعدها جميع البطولات الافريقية للكبار ولا ننسى فضيحة خروج منتخب الشباب خالي الوفاض من الدور الأول في البطولة التي أقيمت على أرضنا !!!
ثم نفاجا بإعلان مفاده أن الانحاد قرر عقد جلسة طارئة لاتخاذ قرارات حاسمة ..
ظننا أنها ستكون خطوة حاسمة من أجل تصحيح المسار ..
ظننا أنهم سيعلنون اعتذارهم للشعب المصري ويعترفون بأنهم مسئولون عن كل هذا الفشل …
ثم يختتمون البيان بإعلان استقالتهم الجماعية …
لكننا فوجئنا بأن الاجتماع المطول قد انتهى بقرار إقالة الجهاز الفني و الجهاز الإداري للمنتخب و تحميلهم جميعا مسؤلية ما حدث !!؟؟
و لم ينسوا أن يؤكدوا على عزمهم على مواصلة المهمة من أجل صالح ومستقبل الكرة المصرية …!!؟؟
كل هذا حدث و يحدث تحت سمع وبصر وزارة الشباب والرياضة …
وتربدون بعد كل هذا أن ينصلح حال الكرة المصرية التي تحولت إلى ساحة لتبادل السباب و الشتائم …
وأصبحت أخبارها في ساحات المحاكم وليس في ساحات الملاعب …
وضاعت المواهب وانتشرت أكاديميات النصب في كل ربوع الوطن تضحك على البسطاء وتستنزف أموالهم دونما حسيب أو رقيب …
و الإعلام الرياضي ينفخ في النار ويؤجج الفتن بين الأندية .
في النهاية …
لا أجد ما أقول …
لله الأمر من قبل ومن بعد …