قصــــتنا .. بقلم / د. إيمان ســند
قالـــــت:
قليلاً ما تتأمل وجوهًا تعطيك الأمل أن شيئا ما قد يتغير، وجوهًا تقهر فيك اليأس، وتجبرك على التسليم لها.. كان وجهه من تلك الوجوه التى تسير وراءها وأنت مطمئن، تضع مفاتيح قلبك بين يديه وأنت سعيد، ولكن مع ذلك من الأفضل أن تكون على حذر، أعترف: أنا خائفة ..
قــــــــال:
عندما كانت تنظر في وجهي، يهرب مني كل ما كنت أعده من كلمات قبل لقياها، يمزقني الشك فيّ ، ويمزقها الحذر، تبعث بداخلي أشياء قد طمرتها الأيام من زمن، يفاجئني أنه لا يزال لديّ قلب ينبض، وأن هناك ما يستحق أن أحيا من أجله، هو الحب.. ؟ لم أعهدني أخجل عند النظر في عين أحد، ولكنى أخيرًا قابلتها ..
قالـــــت:
عندما ألج إلى عالمه أجدنى مسحورة ولا استطيع الفكاك منه، أحس أن الصدمة يمكن أن تكون قاضية، لذا أخاف الاقتراب.. أحاول أن أنشغل بإحصاء ما أراه سلبى فيه، فأجدنى أحب كل مافيه خصوصًا عيوبه.. أفاجأ بالنتيجة، يبدو أننى عاشقة ..
قــــــــال:
كانت الأسوار تحيطها من كل جانب، أسوار من صنعها، وأخرى ارتضتها من كثرة الألفة، ومع كل نظرة أو كلمة يمتقع وجهها خجلاً، ما يجعلني دائما في تردد، وأفكر أكثر من مرة قبل أن ألفظ شيئا، لكن نظرتي التي أتمنى أن تحتويها لا استطيع اخفاءها.
قالـــــت:
أحس أنى نموذج مختلف لم يلقه من قبل، يعاملنى أحيانًا كتابع، وأحيانًا كجزء من تجربة، وأحيانًا كصديقة يوم الأجازة التى يقابلها فى الأسبوع مرة واحدة فيبتهج لرؤيتها التى لن تطول ولن تصبح دائمة أبدًا..
قــــــــال:
لماذا نفكر دائما فيما بعد ، حتى يضيع منا ما نحن فيه ؟ نقتل الواقع الجميل برضى من أجل لحظة قادمة لن تتشكل إلا بما نعيشه الآن، فلا يضيع منا احساس اللحظة فقط، وانما جذوتها أيضا، ليت لدي ما أعدها به غير حبي، ليتني أملك غير نظرة عيني، كثيرا ما أحس أننا من عالمين مختلفين، عالم أعيش فيه مشدودًا إلى ماض لا ينمحي، وعالم تنظر فيه الى مستقبل تخاف منه، لنتقابل في لحظة بين مفترق طرق، لحظة عبور لا يصلح فيها المقام، كيف الاقامة في المفترق..؟ كيف لنا ان ندرك اننا معًا يمكن ان نختار طريقا يصلح لكلانا ؟؟
قالـــــت:
أعجز عن التفكير فى أى شيئ سواه ، كأنما كان إندماجنا معًا هو القدر، ووجودنا معًا الشئ الوحيد الصواب فى هذ الكون .. يشغلنى ماذا يفعل طوال اليوم..؟ من يقابل..؟ هل هو سعيد..؟ وأتمنى أن أبعث له طاقة من القلب تحرسه، وأخاف أن يأتى الوقت الذى لا استطيع انتزاع نفسى من جواره، وأخاف أن أفقده، وأخاف أن يتخلى عنى.. أحس بمتاهة تسيطر على عقلى..
قــــــــال:
اود ان أصرخ بتكرار لا نهاية له : أحبك ، أحبك ، أحبك ، أحبك ، أحبك .
كيف السبيل إلى طمأنتها ؟
كيف أزيح عنها أحزانها؟ كيف تبقى السعادة بعد لقاءاتنا؟ عندما تضحك يزغرد العالم، وبعدما تغادر، ينطفئ كل وهج الحياة.. أتمنى أن تتردد نفس ضحكتها عندما تهاتفني، فلا أجد غير أحزان لا أملك أن أدفعها عنها، ليتني أستطيع أن أملأ الدنيا بضحكتها حتى يزول القبح، وتزهر الصحراء بما لا تعهده من ورود.
قالـــــت:
ربما تكمن المشكلة فىّ ، أحب الأشياء المُعرفة، الوضوح، أعشق اللون الأبيض، أكره أنصاف الحلول .. وهو يعشق الالتفاف، التأويلات، إرجاء كل ماهو مصيرى، وهام إلى مالانهاية .. أتسائل كثيرا: هل يحبنى بالفعل..؟ وهل كلمة أحبك التى يكررها تعنى نفس المعانى عندى..؟ أم أنها كلمة متكررة، صماء، مجهلة، عابرة ..؟ وهل.. ؟ وهل.. ؟ …….
قــــــال :
الدقة لا الوضوح، يقول فاليري، وما أحسه تجاهها لا يمكن اختزاله سوى في الكلمة المعهودة : “أحبك”، لو كانت اللغة ملك ناصيتي لاخترعت كلمة أكثر دقة وأقل شيوعا، كلمة تبقى لو انمحى كل ما في هذا الكون، كلمة لم ترد في قواميس اللغة، وانما تستقر في مملكة الأمل، كلمة منحوتة من نبض القلب، لا يهمها المعنى بقدر ما يعنيها الإحساس النابع منه .. يالغتي القاصرة كيف لي أن أعبر عما بداخلي تجاهها … !
قالـــــت:
فليكن ما تريد سيدى ، هذى ذراعاى مفتوحتان، تنتظر منك أن تمنحنى الحياة التى لن تكون بدونك .. لونها، ازرعها بالحقائق وليس الأحلام، تغلغل فى ذاكرتى، اخترق نومى قبل صحوى، كن لى أنا فقط، غنى أغنيتى، اسكن قلبى ولا تغادره أبدًا…
قـــــال :
أنتِ الدليل الوحيد أنى مازلت أحيا، أنتِ كل مايربطنى بهذا العالم؛ يمكننا معًا أن نعانق القمر، نكتب أروع القصائد، نغزل حكايات الجنيات.. ويقينى بأن قوة حبنا هى السبب فى اخضرار الحقول، وتعلق النجوم بالسماء، ودوران الشمس، وروعة الحياة..