– ماذا حدث لـ 22 شخصاً في «المسرح المسكون» .. وحكاية «الوسيط الغريب»
– تشغيل وإطفاء الأنوار وأصوات تساقط أشياء ووجود ظلال وسلوك الحيوانات الأليفة الغريب .. أهم العلامات
– الويجا وزيارة المقابر أو بيت أو قصر مسكون .. قد تكون سبباً وراء ظهورها
– 10 علامات أخرى لها تفسير علمي .. بعيداً عن الظواهر الخارقة
– شلل النوم وغاز أول أوكسيد الكربون والموجات فوق الصوتية .. تصنع ذلك وأكثر
تقرير- : ندى ممدوح وتسنيم نبيل:
كثيراً ما نتحدث عن الأشباح، في تلك الليالي التي نسهر فيه، تضحكنا صرخات الأبناء وبنات الأخت العفوية، ننسج قصصاً غالباً من خيال، ونروي حكايات أخرى سمعناها، هي أيضاً من خيال، مثل «أمنا الغولة»، تلك المرأة التي تطوف ليلاً على البيوت تنادي على من فيها.
أحياناً أيضاً، عندما نكون وحدنا، تؤرقنا تلك الأصوات القادمة من المطبخ أو من الصالة، قبل أن نكتشف أن باب المطبخ مفتوح وأن تيار الهواء يداعب الباب، أو أن الراديو مشغل في الداخل دون أن ندري.
كل ذلك لا يمنع أن الأشباح أمر حقيقي .. كثير من الحكايات التي وثقها أصحابها، وكثير من المواقف، وربما كثير من البيوت هجرها أصحابها رغماً عنهم.
وبمناسبة البيت، هل سألت نفسك إن كان بيتك مسكوناً أم لا ؟ وهل هناك علامات للبيت الذي تسكنه الأشباح، وإذا حدث وتأكدت من ذلك، هل من سبيل للتعامل مع هذه الأشباح؟.
في البداية، يرى البعض أن الأشباح ما هي إلا خرافات، لكن لا يستطيع العلماء مقاومة إخبارنا كم نحن مخطئون بشأن أسباب رؤية الناس للعفاريت، فيعتبرون أن الأمر برمته يكمن في رؤوسنا، وأنه لا يوجد شيء دون تفسير علمي
في عام 1997، وضع الباحثون 22 شخصًا على مسرح مخيف، وطلبوا منهم إبداء الملاحظات، مع إخبار نصفهم بأن المكان مسكون، وقيل للآخرين إنه قيد الإنشاء
كما كان متوقعًا، فإن النصف الذي اعتقد أنهم يزورون مسرحًا مسكونًا كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن رؤية أو استشعار وجود شيء آخر، لذلك يبدو أن هذه النتائج تشير إلى أن التجارب الخارقة تحدث في الغالب لأن الناس قد دُفعوا إلى الاعتقاد بأنها قد تحدث
الكاتبة أليسون واين ريدر، صاحبة كتاب “الوسيط الغريب”، تعرض أفكارها بخصوص كيفية العلم بوجود أشباح تسكن المنزل، وطريقة التعامل معها، طبقا لتقرير نشره موقع صحيفة «ذا صن» البريطانية.
وتوضّح «واين ريدر»، أن كثيراً من الناس يعتقدون في وجود الأشباح بالأماكن أو الممتلكات القديمة فقط، وهو ما لا يمت للحقيقة بصلة، إذ تسكن الأشباح مختلف الأماكن حتى ولو كانت جديدة.
وعرضت بعض الأدلة التي يشعر بها الشخص، وتنم عن وجود أشباح بالمنزل، وتشمل الشعور بوجود شخص يراقبك ويتنصت عليك، وشخص ما يقف دائما بالقرب منك أو وراءك، ولمسات بأيدي غير معلومة المصدر، ووقوف الشعر الموجود خلف الرقبة، ووجود أنسجة عنكبوت على الوجه أو الجسم، والشعور بنسائم باردة، وكأن شخصاً يمر بجانبك، وشعور بالإحباط وحلول الظلام بمكان محدد في البيت.
وهناك أيضاً بعض العلامات التي تنم عن وجود شبح بالمنزل، وتختلف ما بين تشغيل وإطفاء الأضواء، وأصوات تساقط أشياء، ووجود ظلال غريبة غير معلوم سببها، وسلوك غريب للحيوانات الأليفة الموجودة بالمنزل، وسماع أصوات وانخفاض مفاجئ في درجات الحرارة، وفق صاحبة «الوسيط الغريب».
تضيف أن الأشباح يمكنها دخول المنزل من أي مكان، وقد يختلف مكان الدخول عن الخروج، كما أن الأشباح لا تنحصر في مكان واحد، إلا إذا كانت تشعر بالراحة بداخله، وهذه الراحة تنبع من شعورهم بالقدرة على الكشف عن معظم الأنشطة التي تجرى بداخل المكان، وهي الأماكن الأكثر برودة، وتظهر بها العلامات السابق ذكرها.
وتتابع: “إذا اكتشف شخصاً وجود أشباح بمنزله، عليه محاولة تذكر وقت بداية ظهور هذه العلامات، وما إذا كان قد قام بأفعال مثل الويجا أو زيارة المقابر أو زيارة بيت أو قصر مسكون، إذ قد تكون سبباً وراء وجود الأشباح.
وبعيداً عن الجانب الخيالي في الأمر، فإن هناك 10 تفسيرات علمية، لوجود الأشباح، أولها وجود الأشباح بسبب الاعتقاد فيها، فذلك كافٍ لكي تشعر بها، فإذا ما كنت مؤمنًا بالخوارق، وأخبرك أحدهم أن المبنى الذي توشك على دخوله مسكون، فمن المرجح أن يكون لديك، على الأقل، بعض المشاعر المخيفة، عندما تتجول في ذلك المكان.
ولا تعني البقع الباردة بالضرورة أن هناك شبحاً، إذ غالباً ما يتحدث المحققون في الخوارق عن «البقع الباردة»، التي يدل وجودها على وجود روح شريرة في المكان، ولكن ما يسمى بالمنازل المسكونة تميل إلى أن تكون قديمة والمباني القديمة تميل إلى أن تكون شديدة السقوط، لذا لمجرد أنك مشيت في بقعة باردة لا يعني بالضرورة أنك انتهكت المساحة الشخصية لروح مسكونة.
وقد تظهر الأشباح لأنك متوتر، فقد نشر بعض الباحثين دراسة بعنوان «وكالة خارقة للطبيعة: تنبؤات الفروق الفردية والارتباطات الظرفية»، اقترحت هذه الدراسة البحثية أن الأشخاص الذين لديهم تجارب خوارق يميلون إلى أن يكونوا أكثر انفتاحًا على فكرة التجارب الروحية بشكل عام، ولديهم أيضًا درجات تعاطف أعلى، ووجد الباحثون أن الأشخاص المتواجدين في بيئة «مهددة وغامضة» هم أكثر عرضة لتجارب رؤية الأشباح.
وقد تكون الأشباح بسبب خلل في الدماغ، ففي عام 2006، كان طبيب أعصاب في سويسرا يحاول عزل الجزء المسؤول عن نوبات صرع لامرأة تبلغ من العمر 23 عامًا، وعندما طبق التيار عبر جزء معين من دماغها، أخبرته أنها شعرت بشخص غامض يقف خلفها، وما زاد من رعبها هو أن هذا الشخص ظل يقلدها ويتحرك كما تتحرك
ويعتقد بعض العلماء أن الباحثين كانوا ببساطة يحفزون الجزء من الدماغ المسؤول عن هذا الشعور المخيف، الذي يدفع الشخص للشعور بأنه مراقب من شيء غير موجود، وكيف أن نشاط الأرواح الشريرة يتوافق بشكل جيد مع الضرر الذي يصيب النصف المخي الأيمن
كما أظهرت الأبحاث، التي أجريت باستخدام جهاز خوذة، يرسل إشارات مغناطيسية إلى رأس مرتديها، أنه يمكن حث الشخص بشكل مصطنع على الشعور بوجود كيان شبحي في الغرفة، فبعض التجارب الخارقة يمكن تفسيرها بسهولة، بناءً على نشاط خاطئ في الدماغ
أيضاً فإن العدادات الشبحية شائعة أثناء شلل النوم .. قد تكون مررت بظاهرة تُعرف باسم شلل النوم أو الجاثوم، وهي عبارة عن حالة تصف عدم تحرك الجسم بشكل سلس وسهل خلال مراحل النوم المختلفة
ويشعر الإنسان خلال شلل النوم بأنه واعٍ دون قدرة على تحريك الجسم، فتحدث الحالة بين مرحلة اليقظة والنوم، وعند الانتقال بين هذه المراحل تكون غير قادر على الحركة أو الكلام لثوان معدودة أو حتى دقائق، والبعض قد يشعر بضغط على جسمه أو بالاختناق
ويُعد شلل النوم أمرًا شائعًا، فيصاب به 4 من كل 10 أشخاص، وبالنسبة لبعض الناس فهو أمر عادي، لكن تلك المشاعر بوجود شبح في نهاية السرير هي مجرد سمة من سماته، فهي ليست زيارات للخوارق في الحقيقة
وهناك متلازمة انفجار الرأس، وهي شيء يحدث لك أثناء نومك، فتسمع صوت انفجار هائل، أو تحطماً كبيراً في مكان ما بمنزلك، ولكن عند الاستيقاظ لا يمكنك العثور على أي دليل مادي على مثل هذا الشيء
وعندما تسمع فجأة صوت انفجار وهمي أثناء هذه العملية، فقد يكون ذلك بسبب اختلاط جزء من الدماغ المسؤول عن إيقاف تشغيل جميع هذه الوظائف، وبدلًا من إيقاف تشغيل جميع الخلايا العصبية السمعية، فإنه يطلقها جميعًا في الحال بدلًا من ذلك، والمسئول عن ذلك هو عقلك، وليس أرواحًا من ساحة معركة قديمة أو روح شريرة في خزانتك
وهناك ما يُسمى العفن السام، إذ يعتقد بعض الباحثين أنه قد يكون هناك رابط بين العفن الذي يميل إلى النمو في الأماكن المظلمة والمخيفة، والتجارب الخارقة التي يقول الناس إنهم يمتلكونها في تلك الأماكن
هذا مهم بشكل خاص لشين روجرز، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية في جامعة كلاركسون، فيستشهد بدراسة أجريت عام 2009 أظهرت أن أنواعًا معينة من العفن يمكن أن يسبب مشاكل، مثل الهذيان واضطرابات الحركة، ومشاكل التوازن والتنسيق
لم يثبت أن العفن قد يسبب أنواعًا من الهلوسة، التي تجعل الناس يعتقدون أنهم يرون أشباحًا، لذا، في عام 2015، شرع «روجرز» وفريق من الباحثين في اكتشاف ما إذا كان هذا الافتراض صحيحًا
هناك بعض الأشخاص الذين يزعمون أنهم قد زارتهم روح طفل متوفى، أو فرد آخر من العائلة، وغالباً ما يبلغ الأشخاص الذين فقدوا أفرادًا مقربين من العائلة عن تجارب خوارق، ورؤيتهم لأشباح، خاصة في بداية مراحل الحزن، يمكن أن تشمل هذه الأحلام الواضحة بأن يزورهم أحبائهم المتوفين، أو الشعور بالمراقبة، أو حتى الصور العابرة للشخص الذي مات
ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، يُعتقد أنه يمكن أن تُفسر هذه التجارب من خلال تسميتها «استراتيجيات المواجهة» للدماغ الحزين، وهي أنه من الأسهل الاعتقاد أن الشخص المتوفى لا يزال موجودًا بشكل ما، بدلًا من مجرد الاعتقاد بأن الشخص قد رحل إلى الأبد، لذلك يخترع الدماغ هذه اللقاءات الروحية مع الشخص المتوفى كوسيلة للتخفيف من مشاعر الحزن
أيضاً هناك علاقة بين غاز أول أكسيد الكربون والهلوسة بالأشباح، فإذا بدا أن منزلك الذي كان مسالمًا في يوم من الأيام أصبح مسكونًا فجأة، فقد لا يكون بالضرورة المنزل، وقد لا يكون أنت أيضًا، يمكن أن يكون شيئًا مميتًا حقًا مثل الفرن المعطل
لذا تأكد أولاً من أن إنذارات أول أكسيد الكربون الخاصة بك تعمل، وإذا لم تكن كذلك، فاخرج ولا تعد حتى تعلن شركة المرافق الخاصة بك أنها آمنة
في عشرينيات القرن الماضي، وثق أحد المواقع، موقعة غريبة لزوجين يعتقد أنهما يعيشان في منزل مسكون، حيث ذكرت المرأة أنها سمعت خطىً وصوت شخص يدفع الأثاث، على الرغم من عدم وجود أي شخص آخر هناك، كما شعرت أيضًا وكأنها تتم متابعتها في جميع أنحاء المنزل، وفي وقت من الأوقات استيقظت لترى شبحين عند نهاية سريرها
تحدث الزوجان إلى الأطباء، لكن لم يكتشفوا السبب الحقيقي للمطاردة إلا بعد أن أطلع الخبراء على المنزل، ووجدوا أن السبب هو تسرب أول أكسيد الكربون في الفرن، والذي كان سيئًا بما يكفي للتسبب في الهلوسة ولكنه ليس سيئًا بما يكفي للتسبب في الموت
أخيراً، يمكن أن تكون الأشباح ذات أصوات منخفضة التردد، بمعنى أنه يمكن أن تكون الأشباح أوهامًا منخفضة التردد ناتجة عن الموجات الواقفة، يكون ذلك عندما يخلق الصوت منخفض التردد شبحاً
ولذلك يمكن أن تسبب الموجات فوق الصوتية، التي يكون صوتها أقل من المعدل الطبيعي الذي يمكن أن يسمعه البشر، أحاسيس جسدية وعاطفية مثل مشاعر الفزع
عندما يحدث الصوت بالتردد الصحيح فقط، يمكن أن يجعل العين تهتز أيضًا، وهو ما يفسر سبب اعتقاد بعض الأشخاص الذين يعانون من الموجات فوق الصوتية أنهم رأوا شبحًا حرفيًا