عاممقالات

لو كنت رئيس تحرير

الصحافة، هي مهنة البحث عن المتاعب .. رسالة ومهنة سامية شاقة وهى عبارة عن جمع المعلومات والأحداث والأخبار ونقلها للجمهور بطريقة ميسرة بعد التحقق من مصداقيتها وهذه الأخبار متعلقة بمستجدات جميع الأحداث في شتى المجالات، وهى موهبة تصقلها الدراسة.

ويطلق مُصطلح السلطة الرابعة على وسائل الإعلام وعلى الصحافة بشكل خاص نظرًا لما لها من دور وتأثير في المجتمع، مما يترتب عليه إصدار قرارات وتعليمات من قبل الدولة، وهى مهنة لها إحترامها لما لها من أهمية كتوصيل صوت المواطنين للمسئولين لمناقشتها وإيجاد حلول لمشكلاتهم وإبراز إنجازات المسئولين في جميع الجهات سواء صحة أو تعليم أوغيره، لذا حرصتُ على كتابة هذا المقال بصفتي أمارس هذه المهنة فقط منذ عام 2009 وحتى الآن.

ومن خلال هذا المقال أرى أنه ليس أى شخص يجيد القراءة والكتابة بإمكانه أن يمارس هذه المهنة النزيهة، وعلى من يمارسها أن يكون ذا موهبة بشرط حصوله على مؤهل عالي سواء حاصل على بكالوريوس أو ليسانس من جامعات حكومية أساسية مُعترف بها.

والأولوية لممارسة هذه المهنة، يُفضل أن تقتصر على خريجي كليات الإعلام وفقًا لدراستهم وتخصصهم والشهادة التي حصلوا عليها، سواء قسم صحافة أو إعلام أو إذاعة وتليفزيون أو علاقات عامة، أو خريجي كليات أُخرى، ولا يمارس المهنة كل من “هب ودب” لأن الصحفي يخاطب جميع الفئات ويجب أن يكون مُتميزًا فكريًا وعلميًا ودراسيًا.

ولابد لمن يمارس مهنة الصحافة أن يكون متميزًا بحصوله على مؤهل عالي ولا يشترط التخصص، ولا يوجد شىء يسمى “موهبة” دون علم أو دراسة، باستثناء بعض المواهب النادرة والاستثنائية التي لا يُشترط لصاحبها الدراسة، مثل ممارسة الرياضة والتمثيل والرسم والطرب.

لو كنت رئيس تحرير سأمنح الأولوية للعمل في الصحيفة أو الموقع الإلكتروني الذى أتولى رئاسة تحريره للحاصلين على مؤهلات عليا فقط، وأرفض أى شخص مؤهله أقل من عالٍ، فليس كل من يتصفح كتاباً أو يجيد القراءة يمارس هذه المهنة، ليس تقليلاً من أصحاب المؤهلات المتوسطة ومن سواهم، ولو أرادوا المهنة لتعلموا من أجلها.

لو كنت رئيس تحرير، سأعتمد على مُحررين ومراسلين أصحاب موهبة، والتركيز على أساس المهنية في المادة والسياسية التحريرية، كتحرير الأخبار والتقارير والتحقيقات والحوارات المكتوبة، في جميع الأقسام ومهما يظهر من تطور في عالم السوشيال ميديا، لا ننسى أساسيات المهنة وهي المادة التحريرية المكتوبة والتى يتم نشرها ورقيًا وإلكترونيًا، مثل الصحف القومية كالأهرام والأخبار والجمهورية وروز اليوسف، ولا تكون المهنة معتمدة على البث المباشر والمشاهدات للأرباح فقط، ولا يُرتكز عليها بنسبة 90% من العمل.

لو كنت رئيس تحرير، سأرفض عمل أى موظف عندي سواء حكومي أو قطاع خاص (باستثناء الكتّب طبعاً، فهناك فارق بين الصحفي والكاتب)، لأن الصحفى من الضروري أن يكون مُتفرغًا، ليتمكن من تغطية الأحداث في جميع الأوقات حال حدوثها، وليس مشغولًا ولا مرتبطًا بعمل أخر، كما أتابع جميع المحررين والمراسلين وأطور منهم، وسوف أقوم بترقية العاملين، حسب الكفاءة في العمل وأساعده في الحصول على عضوية النقابة.

في نهاية هذا المقال أتمنى من نقابة الصحفيين أن تًشدد على منتحلي الصفة والدُخلاء على المهنة الحاصلين على مؤهلات متوسطة أو أقل أو الموظفين، وتتيح الفرصة للكثير ممن يستحقون ممارسة هذه المهنة في “بلاط صاحبة الجلالة”.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى