عاممقالات

محمد جرامون … يكتب : من «شيرين» إلى «سامر» .. لن تخرسوا الأصوات

لم تعد مهنتا الصحافة والإعلام هما مهنتا البحث عن المتاعب وفقط ولكنهما أصبحا مهنتا فقد الحياة والإستشهاد فى سبيل الكلمة، وإيصال الصوت والصورة من موقع الحدث.
وبعد أن كان الصحفى أو الإعلامى مسئولا عن نقل الحدث، أصبح هو الحدث نفسه، وأكثر ما يغضب ويقلق


الظالم أو المحتل الغاصب أن تكون سبباً وأداة فى كشفه و فضحه و إظهار عدوانيته وعشقة للدم وللقتل وللهدم والتخريب وإفتقادة لكل ما يتعلق بصفة البشر والإنسانية وخاصة عندما يكون هذا الكشف مباشراً وعلى الهواء دون مونتاج أو رتوش وتجميل للحدث فيكتسب المصداقية.

ولاشك أن الكـــ…يان الصهيـــ…وني المحتل يجن جنونه من الصحفيين والإعلاميين من القنوات المتواجدة فى قلب الحدث فى غـــ…زة، والتي تنقل الأحداث من كل مكان وتجعلنا نعايش الحدث لحظة بلحظة وتكشف ما يقترفه الإحــ..تلال من إجرام يومى وإبــــ..ادة جماعية وهدم للمستشفيات وقصف للمدارس التابعة للمنظمات الإنسانية وهدمها على من يحتمى بها دون أى مبالاة لرد فعل.
أمام ذلك، كان القرار وإعطاء الأوامر من الكـــ..يان المحـــ..تل لجنوده بإستهداف هؤلاء الصحفيين والإعلاميين، وليس هم فقط، بل وإستهداف عائلاتهم أيضا داخل منازلهم.

نعم، قتل الكـــ…يان المحتل الشهيدة صاحبة الكلمة الحرة وأفضل المراسلات الصحفيات بالمنطقة العربية شيرين أبوعاقلة فى مايو من العام الماضى أثناء تغطيها إقتحام الإحتـــ..لال لمخيم جنين، وظنوا أنهم سيخرسون الصوت و يهددون الباقي بنفس المصير ولكن زملاءها فى القناة وغيرها واصلوا المشوار دون خوف أو تراجع.
وجاءت أحداث غـــ…زة وعدوان الكـــ.يان اللا إنساني، فكان الصحفيون والإعلاميون على مستوى الحدث، وكان شعارهم إما فضح جرائم الإحــ..تلال ونقل الحدث لحظة بلحظة أو الإستشهاد.
وواصل الإحتـــ..لال جرائمه بإستهداف منزل الإعلامي وائل الدحدوح، وتم قتـــ..ل زوجته وإبنه وإبنته وحفيدته، ثم تم إستهداف منزل الصحفى مؤمن الشرافى وتم قتـــ..ل ٢٢ من عائلته.
وبعد عدة أيام، تم هدم منزل مهندس البث بقناة الجزيرة بغزة محمد أبو القمصان وتم قـــ..تل ١٩ من أفراد عائلته، ثم كان إستهداف منزل الصحفى أنس الشريف بعد أن تم تهديده أكثر من مرة وتم هدم المنزل على والده.
وكانت آخر جـــ..رائم الإحتـــ..لال ضد الصحفيين والإعلاميين، قتـــ..ل المصور الصحفي سامر أبودقة بعد أن تم إستهدافه، هو و الصحفى وائل الدحدوح أثناء تغطيتهما للقصف الإســـ..رائيلى على مدرسة فرحانه بخان يونس جنوب قطاع غـــ.زة، وظل سامر أبودقة ينــ..زف ٦ ساعات متواصلة دون أن تستطيع سيارات الإسعاف أو منظمات الهلال والصليب الأحمر إسعافه خوفا من القصف المتواصل وخوفا من تهديد الكـــ..يان المحــ..تل.
٩٠ صحفيا حتى الآن، منذ بداية حرب الإبــ…ادة على غــ..زة تم قتلهم من قبل هذا الكيان الشيطاني، ورغم كل ذلك القتـــ..ل والفقد، لم ولن يستطيعوا تكميم الأفواه وقصف القلم وإغلاق الكاميرا وحجب الصورة ما دام فى العمر بقية، وما دام هناك رجال بمعنى الكلمة من صحفيي وإعلاميي فلسطين الحرة، فهم أصحاب قضية ومستعدون للتضحية بأرواحهم من أجل وطنهم ومن أجل كشف جرائم أسوأ إحـــ..تلال مختــ..ل فى التاريخ، إحـــ..تلال يفتقد لأدنى أدنى علاقة بصفة البشر والإنسانية.
Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى