تابعت باهتمام كبير مباراة نهائي بطولة الكونفدرالية الأفريقية في كرة القدم بين فريقي الزمالك العريق وفريق نهضة بركان الشقيق … ورغم تشجيعي لللنادي الأهلى الذي أعتبره (( أعظم نادي في الكون )) إلا أنني تمنيت فوز الزمالك انطلاقا من كوني رياضي مصري عاصرت الرياضة المصرية ممارسا ثم دارسا فمسؤولا … الآن مشاهدا ومتابعا …
وكنت دائما أحرص على تهنئة الأصدقاء من مشجعي الفريق الأبيض عقب الفوز بأي بطولة خاصة لو كانت بطولة قارية أو عربية أو دولية وهو ما حرصت عليه عقب انتهاء البطولة وإعلان الزمالك بطلا لها ..
كما أنني كنت من أوائل الذين نادوا بضرورة نبذ التعصب المقيت الأعمى الذي انتشر كما النار في الهشيم بين جماهير الناديين الكبيرين …
وكنت أيضا أعلم وأقدر مدى رغبة وتشوق عشاق الفريق الأبيض للحصول على بطولة قارية بعد سنوات طويلة عجاف وظروف سيئة غير طبيعية، فُرضت على الكيان الكبير نتيجة خلافات وممارسات خاطئة لمجلس الإدارة السابق جعلت النادي يدخل في نفق مظلم أوقعه في العديد من المشاكل التي عرقلت مسيرته وأخرته ومنعته عن تحقيق بطولات كان يستحقها …
إلا أنني صدمت وأنا أتابع ما حدث أثناء مراسم تتويج الفريق بالبطولة الأخيرة …
فبعد حضور جماهيري حاشد … وسلوك وتشجيع ولا أروع وأداء قوي وكفاح مشرف من قبل اللاعبين . .. ومتابعة هامة وحضور مميز لقادة ومسؤولي الرياضة الأفريقية و المصرية وتحت سمع وبصر العالم كله، فوجىء الجميع بفوضى عارمة وهستيريا غير مبررة كادت تفسد العرس الكبير …
شاهدنا تدافعا غريبا من قبل بعض الجماهير الراغبين في النزول إلى أرضية الملعب !!؟؟
كما شاهدنا لاعبين كباراً يحاولون إدخال أسرهم و أصدقائهم بعصبية مبالغ فيها … وكان مشهد وزير الشباب و الرياضة وضيوف مصر من كبار رجالات الاتحاد الأفريقي يدعو للرثاء والشفقة وهم يعانون لمجرد الخروج من أرضية الملعب وسط تدافع وشد وجذب عنيف !!
وكان غريبا أن نشاهد أحد اعضاء مجلس الإدارة ( الكبار ) يكسر البروتوكول ويحتفل برفع كأس البطولة قبل مراسم التتويج … وكابتن الفريق أيضا وهو بالمناسبة لم يشارك في المباراة يصر على أن يحتفل هو ونجله الصغير المدلل بالكأس، مفسدا ما كان يجب أن يتم وفق البروتوكول المعترف به …
ناهيك عن كم الألفاظ الخارجة والمناظر المؤسفة التي ظهرت في العديد من اللقطات والمقاطع التي اذيعت وشاهدها العالم بأسره.
ما حدث في ستاد القاهرة الدولي في هذا اليوم يجب ألا يمر مرور الكرام فهذا أمر يتعلق بصورة مصر وسمعة الرياضة المصرية …
مصر ليست حديثة عهد بتنظيم أعرق وأقوى البطولات والمناسبات الرياضية … لديها كوادر وقادة رياضيين على أعلى درجات التميز … لقد نجحنا في تنظيم بطولات ومناسبات دولية وقارية عديدة كانت محل إعجاب واحترام واشادة من كل من تابعوها …
لكن ما حدث من فوضى هذه المرة غير مبرر وغير مفهوم ولا مقبول …
وعلى السادة المسؤولين عن الرياضة المصرية اتخاذ موقف حازم وحاسم لمنع تكرار ما حدث ولابد من محاسبة كل من أخطأ مهما كان منصبه أو وضعه اوشهرته …
أتمنى ألا نرى ما حدث مرة أخرى …
كفانا تخبطا وعشوائية
فمصر أكبر وأبقى من الجميع …