عاممقالات

أحفاد مانديلا … في مواجهة قوى الشر والطغيان

أتابع كما يتابع العالم بأسره منذ أيام تفاصيل محاكمة الكيـــ..ان الصهيـــ..وني أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي و التي تتم بناء على طلب من جنوب إفريقيا للنظر في جرائم الإبــ..ادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة …
تلك المحاكمة التي زلزلت الأرض تحت أقدام أبناء صهيون و كل من يدعمونهم من قوى الشر و البغي و العدوان من الأوربيين و الأمريكان ….
و جريمة الإبادة الجماعية هي جريمة ضد الإنسانية …
هي القتل دون تمييز من نساء و أطفال و غيرهم و هو ما ينطبق تماما على ما يحدث بقطاع غزة منذ قرابة المائة يوم متصلة …

هذه الجريمة تضع مرتكبيها أمام المسؤولية الجنائية الدولية تحديدا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي …
من المعروف أن المحكمة الجنائية الدولية تصدر قرارات ذات فعالية في القبض على مرتكبي الجرائم و توقيفهم و غيرها من الإجراءات من الناحية الجنائية …
اما محكمة العدل الدولية فإنها (تدين فقط)
أي أنها تشير للمخطىء دون إعطاء أوامر بالقبض عليه …
و سبب اللجوء إلى محكمة العدل الدولية هو رفض المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية (كريم خان) إدانة إسرائيل او حتى مجرد الإقرار بما ترتكبه من فظائع بحق الفلسطينيين ….
هنا يجب أن ننوه أن رفع القضية في حد ذاته ليس فعلا كافيا طالما لم تتخذ الدول الكبرى مواقف مساندة لهذا التحرك لأن التحرك أمام محكمة العدل لن يكون سوى محاولة إثبات الخطأ و لكن دون عقاب …

و قد سبق للمحكمة أن أصدرت حكمين للإدارة في قضية مسلمي الروهينجا والتى رفعتها دولة جامبيا ضد ميانمار عام 2019 …
و كذلك ضد روسيا في حربها مع اوكرانيا عام 2022 ….
و لكن بسبب غياب آلية فعلية لتنفيذ الأحكام لم يتم عقاب اي من الدول المشكلة بحقها …

نعود إلى قضيتنا ….

قامت دولة جنوب أفريقيا برفع قضية أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي حيث قدمت دفوعها من خلال 84 صفحة من الأدلة الدامغة مشفوعة بتسجيلات و صور و تقارير صحفية توضح حجم و نوعية الجرائم البشعة التي تمت بحق الشعب الفلسطيني ….
و ما لحق من دمار شامل لكل مظاهر الحياة و تدمير متعمد للبنية الأساسية لا فرق بين مبنى سكني أو مدرسة أو حتى مستشفى ….

شاهدنا و استمعنا إلى المرافعة التاريخية الرائعة لمدة 24 دقيقة التي تولتها المحامية الناشطة (( عديلة حسيم ))
… و هي العضو المسلم الوحيد ضمن الفريق القانوني للدفاع من جنوب إفريقيا …

جاءت المرافعة قوية أوضحت بجلاء الجرائم و الفظائع التي ارتكبت مع سبق الإصرار و الترصد و بابشع و أقوى و أحدث سائل و أدوات القتل و التدمير … فضلا عن إبراز أقوال كبار المسؤلين الصهاينة التي يهددون فيها بإبادة أبناء الشعب الفلسطيني و تشبيههم بالحيوانات التي لا تستحق الحياة …

على الجانب الآخر كان دفاع دولة الكيان ضعيفا و غير مقنع …. و كان مشهد أحد أعضاء فريق الدفاع الإسرائيلي و هو يتلعثم بعد أن ضاعت منه أوراقه منظرا أثار موجة من السخرية و الاستهجان ….
يبقى أن نؤكد أن ما فعلته دولة جنوب أفريقيا قد أثار فينا و في العالم أجمع شعورا قويا بعظمة و رقي هذا الشعب الذي عاني كثيرا من الفصل العنصري و الإبادة الجماعية و التنكيل البشع …. ذكرنا بما فعله المناضل الإفريقي العظيم الزعيم نيلسون مانديلا زعيم أحرار العالم … حتى استطاع أن يحقق الخير لوطنه و يعيد الخق لأصحابه الحقيقيين …
إن ما فعله أحفاد مانديلا العظيم هو عمل رائع لم تستطع دولة على وجه الأرض أن تفعله ….
لقد أظهرت جنوب إفريقيا الوجه القبيح لدولة الكيان البغيض و أسقطت عنها ورقة التوت الباقية التي كانوا يختفون خلفها … كما أظهرت بجلاء عجز و ضعف و هشاشة النظام العالمي الذي ينصر الظالم و لا يلتفت للمظلوم مهما كان الظلم واضحا و جليا ….
إن ما يحدث على الساحة الدولية من تخبط بسبب سياسة الكيل بمكيالين جعل العالم أشبه بغابة … اختلط فيها الحابل بالنابل ….
و قادم الأيام ينذر بعواقب وخيمة لا يعلم مداها الا الله .. .

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى