عاممقالات

أطلال سينيما النصر الصيفي حزينة .. يا مجلس المدينة !!

في أفضل موقع داخل مدينة دمنهور .. عاصمة محافظة البحيرة … يقع مبنى دار سينيما النصر الصيفي الذي أنشأه العملاق الراحل محمد وجيه أباظه محافظ البحيرة الأسبق … كان ذلك عام ١٩٦٥ م .. لتكون أول سينما صيفي بالمحافظة …
في هذا الزمن ( الجميل ) لم يكن بالمدينة سوى ثلاثة دور عرض سينمائي فقط وهى دار سينما البلدية ( دار الأوبرا حاليا ) دار سينما الأهلي بجوار السنترال القديم ….
ودار سينما الجمهورية ( ميامي ) قبل نفق شبرا ….
كانت تلك الدار الصيفية الجديدة إضافة جديدة أثرت الحركة الثقافية والأدبية وأيضا الفنية التي ازدهرت وتنوعت في تلك الفترة من تاريخ دمنهور … وساهمت في اكتشاف ونبوغ العديد من العمالقة نتذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر .. الموسيقار والملحن الكبير الراحل محمد نوح … الفنان الراحل الكبير محمود الجندي .. المخرج المسرحي الراحل الكبير فهمي الخولي … الفنان الكبير الراحل جميل برسوم ..الفنان الكبير عبدالعزيز مخيون … الفنان الموسيقار الكبير منير الوسيمي ….
كما استضافت تلك الدار العديد من المهرجانات والاحتفالات المتميزة .. وكانت تعرض عليها المسرحيات الشهيرة وكان يقام على مسرحها الكبير حفل سنوي من حفلات التليفزيون المصري (( أضواء المدينة )) يحييه نخب من ألمع وأشهر الفنانين وكان الحفل يقام بمناسبة الاحتفال بعيد البحيرة القومي في التاسع عشر من سبتمبر من كل عام …
هذه الدار التي تحتل موقعا فريدا متميزا تعرضت لإهمال كبير ….
شوهوها بمجموعة من المحلات التي أحاطت بها وحاصرتها من كل جانب ….
ثم نزعوا وجرفوا وأزالوا مقاعدها وخربوا مسرحها وجميع الغرف الملحقة …
جعلوها تارة معرضا لعرض شتلات الزهور و الأشجار … تارة أخرى سوقا للخضار والفاكهة
استغلوا مدخلها المميز ليصبح منفذا حكوميا تابعا للمحافظة لبيع الكتب القديمة ..
ثم استخدموه بعد أن أحاطوه بقماش السرادقات ليكون منفذا لبيع اللحوم …!!؟؟
( اه والله ..حصل )
الآن … المكان مهمل ومهجور تماما … هناك أخبار تتردد بأنهم يفكرون في تحويله إلى مشروع عقاري استثماري مستغلين كبر المساحة وعبقرية الموقع … صرفوا النظر عن تطويره أو تجديده من أجل إعادة وإحياء دوره الثقافي والفني وذلك تحت زعم أنه في الجهة المقابلة يوجد مبنى حديث تابع لوزارة الثقافة … وهذا عذر وسبب غير مقبول … فالحركة الثقافية والفنية تحتاج إلى أكثر من مركز للإشعاع و الإبداع ….
آلاف من المواهب الواعدة تحتاج إلى من يكتشفها ثم يوجهها ويرعاها … هناك فرقة البحيرة للفنون الشعبية التي نافست فرقة رضا والفرقة القومية وتفوقت عليهما وذاع صيتها عالميا وتحتاج أن تعود …
فرقة البحيرة المسرحية إحدى الفرق الرائدة والتي أفرزت العديد من المواهب وقدمت العديد من الأعمال الجيدة تحتاج أيضا أن يكون لها مقر مجهز محترم …
من هنا أوجه رسالة إلى من يهمهم الأمر .. أعيدوا تجهيز مبنى سينيما النصر الصيفي واجعلوه إضافة قوية للحركة الثقافية والفنية فمحافظة البحيرة رائدة متميزة في هذا الجانب.
كفانا إهمالا للصروح التي كانت علامة مميزة في تاريخ محافظة البحيرة.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى