عاممقالات

أمن وسلامة اللاعبين .. مسؤولية اتحاد الكرة

انخلعت قلوبنا وقلوب الملايين ونحن نتابع ما حدث للاعب الشاب أحمد رفعت لاعب نادي فيوتشر أثناء إحدى مباريات الدوري العام … كان منظر سقوطه المفاجىء مرعبا … وكان مشهد الهلع والخوف الذي انتاب كل من هم بالملعب وأيضا المتجمعين حول الشاشات الفضية كان مشهدا رهيبا …
صحيح أن سيارة الإسعاف كانت موجودة وقامت بنقل اللاعب إلى أقرب مستشفى … لكن ما صرح به الأطباء الذين تابعوا الحالة وتعاملوا معها حيث ذكروا أن الحالة الطارئة التي حدثت كان يمكن التعامل معها بصورة أفضل وهي ما زالت على أرضية الملعب …

فما حدث هو هبوط حاد مفاجىء في الدورة الدموية أدى إلى توقف عضلة القلب لمدة نصف ساعة !!؟؟
وذكروا أنه في مثل هكذا حالات يتم عمل صدمات للقلب باستخدام الحهاز المخصص لذلك … ولكن للأسف سيارة الإسعاف لم يكن متوفرا بها هذا الجهاز البيسط ..!!؟؟

يقول الأطباء إن القلب توقف لمدة نصف ساعة و إنهم أجروا له أكثر من عشرين صدمة كهربائية بعد وصوله للمستشفى …
هذه الحالة لم تكن الأولى … ولن تكون الأخيرة …
فقدنا العديد من اللاعبين سقطوا بنفس الطريقة في العديد من الملاعب وفاضت أرواحهم إلى بارئها … وأنقذت العناية آخرين في حالات بلع اللسان …
نحن نؤمن ونثق أن الأعمار بيد الله وأن المقدر سوف يحدث وأن لكل أجل كتاب
ولكننا نتحدث عن الأخذ بالأسباب ..
لماذا لا نهتم بأمن وسلامة وصحة اللاعبين
لماذا لا يتم تجهيز سيارات الإسعاف بالأجهزة التي تساعد في إنقاذ الحالات الطارئة والتعامل معها في مكان الحادث …
لقد كانت لي تجربة شخصية لا أنساها حيث اختارني أستاذي الراحل أحمد الخراشي – وكان وقتها رئيسا لمنطقة البحيرة لكرة القدم –
اختارني عضوا بلجنة المسابقات بالمنطقة .. وكلفت بمراقبة عدد من مباريات القسم الثالث
فوجئت بأن المباريات تقام على ملاعب غاية في السوء … وكنت أفاجأ بعدم تواجد سيارة إسعاف وهي واحدة من الشروط الأساسية لإقامة المباراة وكنت أعطل بدء المباريات مصرا على ضرورة تواجد سيارة إسعاف .. المضحك المبكي انهم كانوا بتحايلون على الموقف ويحضرون سيارات نقل الموتي التي تتواجد ببعض الجمعيات الخيرية …!!
وخلال فترة عملي مديرا عاما لاستاد دمنهور كانت تقام مباريات نادي ألعاب دمنهور ونادي الحناوي على أرض الاستاد .. كنت أحرص على أن تتواجد سيارة الإسعاف … واجهتنا وقتها مشكلة غريبة … فاللائحة الخاصة بالمسابقات تلزم الفرق التي تقام على أرضها مباريات أن تحضر سيارة إسعاف وكانت تلزم حكام المباريات والمراقبين بضرورة التأكد من ذلك وإلغاء المباريات في حالة عدم تواجدها مع اعتبار الفريق صاحب الأرض مهزوما …

مرفق الإسعاف استغل الفرصة وحدد سعرا مقابل تواجد السيارة قيمته ٢٥ جنيها …
العجيب أن بعض الأندية كانت ترفض سداد القيمة بحجة عدم توافر الاعتمادات …

من هنا نطالب ونشدد على ضرورة الاهتمام بتأمين كافة الملاعب الرياضية بتواجد سيارات إسعاف مجهزة وبها أطقم مدربة مستعدة لمواجهة الحالات الطارئة والتعامل معها في موقع الحادث …

وزارة الشباب ووزارة الصحة وأجهزة الحكم المحلي مسؤولين مسؤولية كاملة عن تنفيذ هذا الشرط …

جميع الدول المتقدمة أوروبية أو عربية أو حتى أفريقية سبقتنا ولقد شاهدنا على الهواء أكثر من مرة كيف تم إنقاذ حالات حرجة تعرض لها بعض اللاعبين وأبهرتنا سرعة التعامل ومهارة المسعفين وتوافر الأجهزة …
ولا يتحجج أحد بقلة الإمكانيات فهذه حجة البليد …

رحم الله شهداء الملاعب الذين سقطوا …
الراحل لاعب منتخبنا الوطني والنادي الأهلي محمد عبد الوهاب …
واللاعب المرحوم شريف عبد الرازق نجم نادي دمنهور … وغيرهم ممن توفاهم الله في حوادث مشابهة ..

كما نسأل الله أن يمن على ابننا أحمد رفعت آخر ضحايا الملاعب بالشفاء وأن يعيده سالما معافا …

اللهم آمين …

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى