تحقيقات وتقارير

ليه كل قصص الكفاح فيها «النار»؟

أم هبة: «كده» رضا

– «محروسة» بائعة الذرة: «إحنا أحسن من غيرنا»

البحيرة – ثناء القطيفي:

هو ليه كل قصص الكفاح غالباً فيها «النار» ؟ أم بتصنع القرص والعيش في فرن «قايد نار» أو شايلة على راسها الماعون بتدور في الشوارع والجو «والع نار» أو ساكنة في «أوضة» تلملم جراحها وسط الآلام و«النار» أو قاعدة بتشوي ذرة على الطريق، السما حر، والفرن «والع نار».

يبدو إن كل قصص العناء، لازم فيها «نار» إن لم يكن من الفرن أو من الجو فمن الصدر المشتعل خوفاً وألماً.

قصة كفاح الحاجه ام هبة، واحدة من تلك الحكايات.. أم تعمل بائعة ذرة مشوى فى مدينة حوش عيسى التابعة لمحافظة البحيرة، تكافح من أجل توفير مصدر رزق حلال تنفق منه على أبنائها، خاصة أن زوجها توفى منذ 9 سنين، لذلك فهى المسؤولة الوحيدة عن تربية أبنائها والانفاق عليهم .

تعجز الكلمات أن تصف حال تلك السيدة البسيطة، فقط نتعجب كيف أصبحت قسوة الحياة ترسم على ملامحها تلك العلامات التي تشكلت فى شخصيتها .. وكيف وهي تعاني ما تعاني، يسكنها كل هذا الرضا وكأنها لا تحمل جبلا من الهموم.

تجلس «أم هبة» فى مقعدها البسيط أمام الفرن لا تتأثر بحرارة الجو ولا يهمها احتراق يدها وهى تعد الذرة لزبائنها أو هبو لهيب الذرة وهو ينضج .. كل ذلك من أجل بضع جنيهات حصيلة اليوم تعود بها لأبنائها وهى فى قمة سعادتها .

الحاجه محروسة “أم هبه” كما ينادونها، امرأة فى الخمسين أكل منها الدهر وشرب، كل يوم فى اذان العصر تعد عدتها للذهاب لعملها وتعود منه فى منتصف الليل، تفترش الأرض وبجوارها أدواتها.. الذرة ، والفرن ، واسطوانة الغاز.

روت الحاجه محروسة جزءاً بسيطاً من قصتها لـ”alkhbrlive”، تحكيها بمنتهى التلقائية دون الشعور بالأسى أو الخجل، وتردد: الحمد لله .. حياتنا كويسه واحنا أحسن من غيرنا.

أضافت الحاجة محروسة: بقالى 9 سنين باشتغل الشغلانة دى وملقتش شغلانة غيرها أصرف على عيالى منها .. أنا معايا 3 بنات، أبوهم مات من 9 سنين وأنا إللى بصرف عليهم كلهم، وانا راضيه بما فرضته عليَّ الحياة.

تابعت أم هبة لـ”alkhbrlive”: اضطريت أنزل واشتغل من أجل لقمة العيش فالحياة صعبة ومصاريف البيت والعيال لاتنتهى بالإضافة إلى إيجار السكن والكهرباء والمياه والغاز والتعليم وكل دخلى كان معاش الأرامل.

وقالت “أم هبه” إنها كانت تساعد زوجها حتى قبل أن يتوفى حتى تتمكن من تلبية احتياجات البيت المعيشية وتوفير المال اللازم للإنفاق على أبنائهما، قائلة: زوجي كان يعمل فى محل كاوتش وكان ميسور الحال

وأشارت إلى أنها وجهت العديد من العقبات والمشكلات فى بداية عملها كبائعة ذرة مشوى لكنها استطاعت أن تتغلب على جميع هذه الأزمات حتى تستطيع أن تنفق على أسرتها.

تلك السيدة التى صبغ صهد وحرارة الفرن وجهها ويدها، ترتدى قفازا من القماش وآخر صوف لتتحمل حرارة الفرن أصابعها التى اعتادت تقليب الذرة وسط فرن لايستهان بحرارته تحملته لكسب لقمة عيشها.

تجلس “أم هبه” أمام الفرن تشوى الذرة لا يمنعها برد الشتاء القارس، أو حرارة الشمس الحارقه وكأن أحوال الجو آخر ما يعير اهتمامها، على عكس باقى الناس الذين حين تتقلب أحوال الطقس، يذهبون إلى منازلهم لتأويهم .

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى