إطلاق تقرير الحسابات القومية للصحة المصرية
السبكى : تقرير الحسابات.. محطة هامة ونقطة فارقة في طريق الإصلاح الصحى الشامل
بورسعيد الأولى في انخفاض نسبة الإنفاق الشخصي على الصحة من جيب المواطن بنسبة 47.9%
أكد د. أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، مساعد وزير الصحة والسكان، المشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، أن مصر شهدت تقدمًا ملحوظًا في تحسين المؤشرات المالية المتعلقة بالصحة بما يعكس نجاح الدولة المصرية في عمليات الإصلاح الصحي الشامل والذي يعد أساس نجاح التنمية في أي دولة من دول العالم.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور أحمد السبكي، اليوم، في فعاليات إطلاق تقرير الحسابات القومية للصحة بجمهورية مصر العربية عن العام المالي 2020/2019.
والتي تم إطلاقها بحضور الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، والدكتور محمد معيط، وزير المالية ورئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، واللواء خيرت بركات، رئيس جهاز الإحصاء، والأستاذ الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، والدكتور أحمد خليفة، خبير النظم الصحية واقتصاديات الصحة بمنظمة الصحة العالمية، والدكتور أيمن عبدالموجود، مساعد وزير التضامن الإجتماعي، إضافة إلى نخبة من كبار المسئولين والمتخصصين في الرعاية الصحية.
وفي مستهل كلمته.. تقدَّم الدكتور أحمد السبكي، بخالص الشكر والتقدير باسم كافة العاملين بوحدة الحسابات القومية للصحة إلى الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، ووزيري المالية والتعاون الدولي ورئيس جهاز الإحصاء، على دعمهم إطلاق هذه الدراسة، ولخبراء منظمة الصحة العالمية، وكافة الجهات المشاركة والداعمة للدراسة.
أشار السبكى إلى أن تقرير الحسابات القومية للصحة يعد محطة هامة ونقطة فارقة في طريق الإصلاح الصحي الشامل بمصر، لافتًا إلى أن أبرز نتائج التقرير كانت زيادة الإنفاق الصحي الحكومي بنسبة أكثر من 20% مقارنة بالتقرير السابق عن العام المالي 2015/2014، إضافة إلى زيادة نسبة نصيب الفرد من الإنفاق الصحي العام على المستوى الإقليمي، وهو ما يعد إنجازًا فريدًا للدولة المصرية وتحقيق لاستحقاق دستوري أكد حق المواطن في الرعاية الصحية المتكاملة.
وتابع: أن ذلك علاوة على انخفاض ملحوظ في نسبة الإنفاق الشخصي من جيب المواطن على الصحة حيث شهدت مصر مؤشرات عالية جدًا في هذا الأمر حيث وصلت حسب التقديرات بهذا التقرير إلى أقل من 59.3%، مشيرًا إلى أن بورسعيد شهدت أقل نسبة من الإنفاق الشخصي على الصحة بنسبة 47.9%، وهو الأثر الناتج عن تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بها، ولافتًا إلى أن ذلك الإنجاز نتيجة تطبيق المنظومة أول 9 شهور فترة جمع البيانات الخاصة بالتقرير خلال العام المالي 2020/2019، بما يؤكد نجاح المنظومة الجديدة في الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين، وتتحمل عنهم العبء المالي للمرض.
أشار إلى أن التأمين الصحي الشامل امتد في 6 محافظات حتى الآن، بورسعيد والإسماعيلية والأقصر وجنوب سيناء والسويس وأسوان، ولافتًا إلى أنه في المستقبل القريب ستمتد المنظومة إلى كافة أنحاء مصر طبقًا للتوجيهات الرئاسية في أقل من 10 سنوات.
وأضاف أن الدولة المصرية لديها خطة طموحة لخفض نسبة الإنفاق الشخصي من الجيب على الصحة لنسب أقل من (20 – 22)% طبقًا لرؤية مصر للتنمية الصحية المستدامة 2030، مؤكدًا أن بتكاتف وتضافر جهود كافة الفاعلين من الوزارات والقطاعات الصحية الحكومية والخاصة والأهلية سيتحقق ذلك.
وأكد السبكى أن مصر تتبوأ بفضل دعم وتوجيهات القيادة السياسية مكانة مرموقة في التنافسية العالمية نحو التنمية المستدامة على ضوء مؤشرات وطنية ومعايير أداء تمثل خارطة الطريق نحو تبني أفضل الممارسات العالمية وتحسين جودة الرعاية الصحية بالإستناد إلى إطلاق المبادرات الصحية والمشاريع الصحية وتوفر البنية التحتية الحديثة وأفضل التقنيات المتخصصة ومنشآت الرعاية الطبية ذات الكفاءة العالية.
وأوضح أن نتائج الحسابات القومية للصحة عن العام المالي 2020/2019 تؤكد نجاح عمليات الإصلاح الصحي الشامل في مصر، والذي يعد إنجازًا متميزًا للدولة يعزز كفاءة المبادرات والمشاريع والسياسات في إطار استراتيجية مصر لتحقيق التنمية الصحية المستدامة 2030.
وأضاف السبكي، أن الحسابات القومية للصحة تعد أولوية استراتيجية تدعم إستدامة وتنافسية وحوكمة قطاع الرعاية الصحية بالدولة، مشيرًا إلى أن الحسابات القومية للصحة تهدف إلى إنشاء منصة وطنية متكاملة برؤية مستدامة لجمع بيانات الإنفاق الصحي وتحسين التخطيط وتخصيص الموارد مع تركيز خاص على توزيع النفقات حسب الأمراض وربطها بالميزانيات وبالنتائج الصحية بطريقة مستدامة لتعزيز رسم الخطط والسياسات الصحية الوطنية وصنع القرارات المسندة بالبيّنات وتنفيذها.
وتابع: أن نظام الرعاية الصحية في الدولة يستمر في التطور كواحد من أكثر النظم الصحية قوة ومرونة إقليميًا وعالميًا بفضل دعم وتوجيهات القيادة السياسية لتقديم رعاية صحية ذات جودة من خلال نظام صحي بمعايير عالمية يتميز بالفاعلية والمرونة والاستدامة، حيث أن توفير حياة صحية للفرد والأسرة والمجتمع تعد من أولويات الأجندة الوطنية للدولة لتصبح في مصاف الدول الكبرى والمتقدمة في مجال الرعاية الصحية.
وأكد السبكي، فخره وسعادته بإطلاق هذا التقرير على المستويين المحلي والدولي بالشكل الذي يليق بمصر وثورة الإصلاح الصحي الشامل التي تشهدها حاليًا، وتجني ثمارها.. لافتًا إلى تميز هذا التقرير في هذه النسخة تحديدًا لمراعاته تواجد جميع القطاعات الصحية المقدمة للخدمات سواء من القطاع الحكومي أو الخاص أو الأهلي في الحسابات القومية للصحة، والذي يعد المرة الأولى من نوعها، كما بُني على عدة مستويات الخاصة بالتداخلات الطبية وعلى مستوى المحافظات، وراعي أيضًا تطبيق النظام التأمين الصحي الحالي، إضافة إلى نظام التأمين الصحي الشامل الجاري امتداده إلى كافة محافظات مصر تباعًا والذي أطلقه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في نوفمبر 2019.
وأكد أن هذا التقرير أداة هامة لكافة صناع القرار فيما يتعلق بالصحة والجزء الاقتصادي لأن في نهاية المطاف القطاع الصحي يهدف بشكل مباشر إلى دفع عملية التنمية والاقتصاد، كما يساعد على صياغة السياسات الصحية الوطنية لمستقبل صحي أفضل للمصريين، لافتًا إلى أهمية زيادة الإنفاق على الطب الوقائي الذي ينعكس بشكل مباشر على ضمان الاستدامة المالية لمنظومة التأمين الصحي الشامل، متمنيًا الاستفادة على كافة المستويات من نتائج هذه الدراسة لكافة الشركاء والفاعلين في القطاع الصحي.
وأشار السبكى أن الحسابات القومية للصحة هي الأساس الفعال في التشغيل الفعال للنظام الصحي بما تتيحه من إحكام الرقابة على الموارد وأوجه صرفها من خلال وضع ضوابط وإجراءات تنظيم هذه الحسابات والاستفادة من الموارد والاستغلال الأمثل لها وتوظيفها بالشكل الصحيح في تقديم رعاية أشمل وأفضل، وهو ما يعكس الإهتمام الحكومي بتعزيز الحماية المالية للفرد للحصول على الخدمات الصحية وتأمين استراتيجيات استدامة التمويل الصحي والسعي لتحقيق التغطية الصحية الشاملة التي تعد أحد أهم الأهداف الصحية ضمن برنامج الدولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومؤكدًا أن التطوير الشامل للنظم الصحية أساس التنمية للقطاعات الخدمية الأخرى وتحقيق الأهداف الإنمائية الشاملة المستدامة.