لحظات تاريخية تلك التى نعيشها الآن نظراً لما نمر به وتمر به منطقة الشرق الأوسط من أحداث دراماتيكية متسارعه فى الصراع العربى مع الكيان الصهيوني المحتل الغاصب الذى لم يعُد يطيق إسم شهر إكتوبر العظيم بعد أن تلقوا فيه أكبر هزائمهم في أكتوبر المجيد عام ٧٣ والذى كسر شوكتهم وأذل أنوفهم وأهال التراب على شعار الجيش الذي لا يُهزم وتم إسترداد سيناء الحبيبة بعد أن دنسوها لعدة سنوات.
ثم جاء الإنتصار الثاني في ٧ إكتوبر من العام الماضى ٢٠٢٣ بأقل الإمكانيات من المقاومة الفلسطينية ليذيقهم عار الهزيمة والذل والإنكسار، و الذى أثبت مدى هشاشة وضعف هذا الكيان العنصري، ولولا الدعم اللا محدود من الشيطان الأمريكى وأذياله من دول أوروبا وفتحهم لمخازن السلاح وخزائن الأموال لما أستطاع هذا الكيان الصمود أمام المقاومة لعدة شهور.
ورغم مرور عام فعل فيه المحتل كل الموبقات والجرائم من قتل وهدم وتشريد وتدمير لكل سبل الحياة في غزة إلا أنه حتى الآن غير قادر على فرض سيطرته على غزة ويتكبد خسائر يومية من جنوده، وغير قادر على تحرير أسراه لمدة عام كامل ويواجه مقاومة باسلة بأقل الأسلحة و الإمكانيات من أبطال غزة الذين يمتلكون أقوى الأسلحة ألا وهو سلاح الإيمان بالله وبوطنهم وأرضهم وقدسهم.
ومثلما كان السادس من أكتوبر يوم عز وفخر لكل العرب، صنعه جيشنا الجسور بإيمان وعزم لا يلين، سيظل ٧ إكتوبر كذلك يوم خزى وعار للصهاينه لن يمحوه التاريخ، حتى في ظل سقوط عشرات الآلاف من الشهداء، فقد عادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وظهرت قوة المحتل الإسرائيلي هشة مصنوعة، قوة عصابات ليس إلا.
ونظرا لعجز هذا الكيان الصهيوني عن تحقيق أى إنتصارات أو القضاء على المقاومة، لجأ لحيلة جبانة عله يشعر بأى نوع من الإنتصار فقام بإغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أثناء تواجده فى إيران ثم حسن نصرالله أمين حزب الله بالشقيقة لبنان وغيرهم من قيادات الحزب.
وظلت حالة الترقب منذ إغتيال هنية سيدة الموقف و ظل يتردد السؤال: متى ترد إيران للدفاع عن هيبتها و كرامتها ؟ حتى انطلقت صواريخ إيران فى كل أرجاء الكيان لتضرب مواقعهم العسكرية وتُضاء السماء بمئات الصواريخ التي جعلت الملايين من المحتلين الصهاينة يهرعون معزورين إلى ملاجئهم خوفا من طوفان الصواريخ.
وتكتم الكيان عن حجم خسائره حتى الآن وطالب المتحدث بإسم جيش الكيان المحتل بعدم نشر الخسائر، وبذلك يصبح شهر أكتوبر لنا هو شهر البطولات من ٧٣ وحتى ٢٠٢٣ وننتظر المزيد، وليكون هذا الشهر المجيد هو شهر الحزن والحسرة والندامة والخزى والعار و الهزيمة والإنكسار لهذا الكيان المحتل الغاصب الجبان .