أيام قليلة تفصلنا عن بدء الفترة الرئاسية الجديدة …
والتي ستبدأ فعليا عقب حلف اليمين في حفل مهيب بالعاصمة الإدارية الجديدة …
يأتي هذا الحدث الهام وسط واقع صعب يعيشه العالم بأسره … وتعاني مصر فيه معاناة شديدة بسبب أزمة اقتصادية خانقة طاحنة طالت واستفحلت …
في حديث مع بعض الشباب المتحمس لاحظت أن هناك تحاملا من معظمهم على الدولة وتحميل قيادتها مسؤولية ما نعانيه من صعوبات وأزمات طالت ويشعر بها الجميع .. وكان من الصعوبة بمكان مناقشة هؤلاء الشباب من منطلق الدفاع أو التبرير فهي أمور مرفوضة من قبلهم وغير قابلة للطرح أو النقاش …
لذا قررت أن تكون لغة وطريقة الخطاب مختلفة غير تقليدية ….
في البداية أوضحت لهم أنني حينما أتحدث فإنما أمثل جيلا عاصر الحياة وعاشها منذ ثورة يوليو 52 حتى اليوم …
كما أكدت على أنني بعد أن بلغت من العمر أرذله لا يمكن أن يكون لي غرض أو مصلحة اللهم إلا مصلحة هذا الوطن الغالي فلست طامعا في منصب أو طامحا لتحقيق مصلحة خاصة …
اتفقنا على ألا نتحدث بلغة الهجوم والدفاع
اقترحت أن نستعرض معا الإنجازات التي تحققت وأصبحت واقعا ملموسا …
واقترحوا هم أن يعددوا المشاكل والصعاب التي يعاني منها المجتمع …
بدات أتحدث عن الإنجازات … قسمتها إلى مجالات … أوضحت بالاحصائيات والأرقام
حجم ما نفذ … المجال الصحي .. النقل والمواصلات … العشوائيات .. الإنشاءات…
بناء المدن الجديدة وتحديث المدن والأحياء القديمة …
اكتشافات الغاز ودخول عصر الطاقة النووية والطاقة المتجددة …
تطوير الموانيء وقناة السويس وإنشاء اكثر من 1300 مصنع … تبطين الترع وتطوير القرى من خلال مشروع حياة كريمة …
تطوير سيناء وربطها بالوطن من خلال شبكة أنفاق وطرق عملاقة ذات مواصفات عالمية ومواصلات حديثة متطورة …
تحديث وتقوية القوات المسلحة وتنويع مصادر السلاح …
فوجىء الشباب بحجم وتنوع ماذكرته .. خاصة أن حديثي كان مدعما بأرقام ومعلومات موثقة …
بعد أن انتهيت انتظرت أن استمع إليهم …
تحدثوا بمرارة عن أوضاع معيشية ومعاناة يومية نتيجة الغلاء المتفشي … وانفلات الأسعار وتصاعدها دونما أي رقابة فاعلة من الأجهزة المعنية …
تحدثوا عن ضعف المنظومة التعليمية … وعن قلة الفرص الوظيفية واستمرار ظاهرة الواسطة عند التقدم لوظيفة ما …
اتضح من كلامهم أنهم خائفون قلقون من المستقبل … أعربوا عن استيائهم من الخطاب الإعلامي الرسمي الذي لا يوضح الحقائق ولا يفسح المجال أمام وجوه شابة جديدة .. أعربوا عن استيائهم وعدم رضاهم عن الوجوه والشخصيات الإعلامية غير المقبولة والتي هي امتداد لعصر مضى عفا عليه الزمن …
استنكروا ما يتم عند إجراء انتخابات المجالس النيابية واقتصار من يختارون على طبقة أصحاب المال و النفوذ ثم اختفاء دور أعضاء المجالس حيث تمر الدورة الانتخابية ولا نشعر بوجودهم ..
تساءلوا عن عدم إجراء انتخابات المجالس الشعبية المحلية التي سيكون لها دور رقابي هام يقضي على فساد المحليات الذي استفحل وانتشر ….
أجمعوا على حبهم لمصر واعتزازهم بجيشها البطل وقياداته المحترمة …
طالبوا بحكومة قوية … تضم خبراء اقتصاديين حقيقيين … لديهم الحلول القابلة للتنفيذ …
في نهاية الحوار … توصلنا و تمنينا جميعا، أن تبدا مصر مرحلة جديدة تجني فيها ثمار ما تحقق من إنجازات حقيقية …
الخلاصة ….
شباب مصر بخير …
فقط يحتاجون إلى من يستمع إليهم …
أرجو أن تكون رسالتي قد وصلت …
حفظ الله مصر وبارك في شبابها وشعبها
وقيادتها …