“أونكتاد”: تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر تسجل نمواً محدوداً وسط تحديات اقتصادية عالمية
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “أونكتاد” في تقريرها السنوي الصادر اليوم، أن قيمة الاستثمارات الأجنبية المباشرة حول العالم ارتفعت بنسبة 4% خلال عام 2024 لتصل إلى 1.5 تريليون دولار، رغم استمرار تراجع النمو العام في هذا القطاع للعام الثاني على التوالي بنسبة 11%.
وأوضحت “أونكتاد” أن هذا الارتفاع النسبي يعود بشكل رئيسي إلى تقلب تدفقات رؤوس الأموال عبر عدة اقتصادات أوروبية تستخدم كنقاط عبور للاستثمارات، مؤكدة الحاجة الماسة إلى إعادة صياغة أنظمة الاستثمار والتمويل لضمان دعم النمو الشامل والمستدام.
وسلط التقرير الضوء على تراجع الاستثمارات الأجنبية في الاقتصادات المتقدمة، لا سيما في أوروبا التي شهدت انخفاضاً بنسبة 58%، في حين سجلت أمريكا الشمالية نمواً بنسبة 23% بفضل تدفقات الاستثمار إلى الولايات المتحدة.
وفي المقابل، سجلت قارة إفريقيا زيادة ملحوظة بنسبة 75% مدفوعة بمشروع ضخم في مصر، كما ارتفعت التدفقات بنسبة 12% بدعم من الإصلاحات والتسهيلات الاستثمارية. أما آسيا، فقد حافظت على موقعها كأكبر مستقبل للاستثمار رغم تراجع طفيف بنسبة 3%، في حين ارتفعت الاستثمارات في دول جنوب شرق آسيا بنسبة 10% لتصل إلى 225 مليار دولار، وهو ثاني أعلى مستوى في تاريخ المنطقة.
أما في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، فقد تراجعت التدفقات بنسبة 12%، على الرغم من نشاط ملحوظ في مشاريع جديدة بدول مثل الأرجنتين والبرازيل والمكسيك.
وأشار التقرير إلى أن الشرق الأوسط استمر في جذب تدفقات قوية مدعومة ببرامج التنويع الاقتصادي في دول الخليج، فيما تباينت التدفقات في الاقتصادات الأضعف بنيوياً بين زيادة في الدول الأقل نمواً (+9%) والجزر الصغيرة (+14%)، مقابل انخفاض بنسبة 10% في الدول غير الساحلية.
وحذرت ريبيكا جرينسبان، الأمينة العامة لـ”أونكتاد”، من أن حالة عدم الاستقرار والتقلب الجيوسياسي يعيدان رسم خريطة الاستثمارات العالمية، ويؤثران على ثقة المستثمرين على المدى الطويل، داعية إلى إصلاحات عاجلة لتقوية بنية الاستثمار العالمي.
