الأمم المتحدة: مصرع 42 مهاجرًا قرب ليبيا والاتحاد الأوروبي يتحرك لتخفيف أزمات الهجرة

في مشهد مأساوي يتكرر على سواحل البحر المتوسط، أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، عن ترجيح مقتل نحو 42 شخصًا إثر غرق سفينة كانت تقل مهاجرين غير نظاميين قبالة السواحل الليبية، في واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية إيلامًا خلال الأشهر الأخيرة.
وقالت المنظمة الدولية إن المعلومات الأولية تشير إلى أن السفينة كانت تقل العشرات من المهاجرين واللاجئين الذين حاولوا الهروب من الأوضاع المأساوية في ليبيا بحثًا عن حياة أكثر أمانًا في أوروبا، لكن رحلتهم انتهت بالموت غرقًا في مياه المتوسط، حيث لا يزال عدد من المفقودين مجهول المصير حتى الآن.
وتزامن هذا الحادث مع تحركات أوروبية جديدة لمحاولة السيطرة على تدفقات المهاجرين، إذ أعلنت المفوضية الأوروبية أن أربع دول هي إسبانيا وإيطاليا واليونان وقبرص، ستستفيد من صندوق التضامن المشترك للاتحاد الأوروبي ضمن ميثاق الهجرة واللجوء الجديد، المقرر تطبيقه منتصف عام 2026.
ويهدف الميثاق إلى إعادة توزيع ما لا يقل عن 30 ألف طالب لجوء سنويًا بين دول الاتحاد الأوروبي، في محاولة لتخفيف الضغط عن الدول التي تقع في الخطوط الأمامية للهجرة، مثل إيطاليا وإسبانيا. كما يتيح للدول الأعضاء خيارين: إما استقبال عدد محدد من اللاجئين على أراضيها، أو المساهمة بمبالغ مالية لصالح الدول التي تتحمل عبء استقبال المهاجرين.
وتواجه إسبانيا تحديدًا ضغوطًا متزايدة بسبب تزايد موجات الهجرة غير الشرعية، إذ سجلت خلال عام 2024 دخول أكثر من 63 ألف مهاجر دون وثائق رسمية، وهو رقم غير مسبوق، وتؤكد تقارير المفوضية أن الطريق البحري بين شمال إفريقيا وجزر الكناري أصبح أحد أكثر طرق الهجرة خطورة في العالم.
وفي سياق متصل، جددت الأمم المتحدة دعوتها إلى السلطات الليبية لإغلاق مراكز احتجاز المهاجرين داخل البلاد، بعدما وثقت منظمات حقوقية دولية حالات تعذيب وقتل وسوء معاملة يتعرض لها المحتجزون هناك، وأكدت المنظمة أن استمرار هذه المراكز يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك لحماية المهاجرين العالقين في الأراضي الليبية.
ويأتي الحادث الأخير ليضيف فصلًا جديدًا إلى مأساة الهجرة غير الشرعية في المتوسط، التي أودت بحياة الآلاف خلال السنوات الماضي، وبينما تسعى أوروبا إلى وضع آليات أكثر إنسانية للتعامل مع الملف، تبقى الحاجة ماسة إلى حلول جذرية تركز على معالجة أسباب الهجرة من جذورها، من فقر وحروب واضطرابات أمنية تدفع هؤلاء المهاجرين إلى ركوب “قوارب الموت” بحثًا عن مستقبل أفضل.



