سابقة منذ 25 عاماً.. إسرائيل تقرر فتح “قبر يوسف” بنابلس للصلوات النهارية

فتح قبر يوسف، في خطوة أثارت تحذيرات واسعة من تصاعد التوترات الأمنية، اتفقت جهات إسرائيلية رسمية على السماح للمستوطنين واليهود بأداء الصلوات في قبر النبي يوسف بقلب مدينة نابلس خلال ساعات “النهار”.
ويعد هذا القرار تحولاً جذرياً في السياسة المتبعة منذ نحو ربع قرن، حيث كان الدخول للموقع مقتصرًا على ساعات الليل المتأخرة وتحت حراسة عسكرية مشددة.
كواليس الاتفاق والجهات المشاركة
جاء هذا القرار عقب اجتماعات وتنسيق مباشر بين أطراف يمينية في الحكومة والكنيست، حيث ضم الاتفاق:
يسرائيل كاتس: وزير الدفاع الإسرائيلي.
تسفي سوكوت: عضو الكنيست.
يشاي ميرلينغ: رئيس قسم الاستيطان في المؤسسات الوطنية.
ويقضي الاتفاق بفتح مجمع القبر أمام المصلين من الليل وحتى ساعات النهار، وهو ما يمثل عودة رمزية لنشاط “المدرسة الدينية” التي تم إخلاؤها من الموقع قبل 25 عاماً.
ما هو “قبر يوسف” ولماذا يثير الصراع؟
يقع ضريح النبي يوسف في المنطقة الشرقية من مدينة نابلس بالضفة الغربية، ويعد نقطة تماس ساخنة لعدة أسباب:
المكانة الدينية: يعتقد اليهود أن القبر يضم رفات النبي يوسف بن يعقوب، بينما يؤكد الفلسطينيون والمؤرخون أنه مقام إسلامي يعود لشيخ يدعى “يوسف دويكات”.
السيادة السياسية: يقع الموقع ضمن “منطقة أ” (خاضعة إدارياً وأمنياً للسلطة الفلسطينية)، إلا أن الجيش الإسرائيلي يفرض سيطرته عليه أثناء الاقتحامات.
التاريخ العسكري: شهد الموقع مواجهات دامية، أبرزها في عام 2000 مع بداية الانتفاضة الثانية، مما أدى لإخلائه من الوجود الإسرائيلي الدائم آنذاك.
تداعيات أمنية وتحذيرات فلسطينية
يأتي هذا القرار في توقيت بالغ الحساسية، حيث تشهد الضفة الغربية تصعيداً مستمراً. ويرى مراقبون أن السماح بالصلوات النهارية سيؤدي إلى:
احتكاك مباشر: زيادة فرص المواجهة مع سكان مدينة نابلس ومخيماتها (بلاطة وعسكر).
استفزاز المشاعر: اعتبرت جهات فلسطينية الخطوة محاولة لفرض واقع “زماني ومكاني” جديد في المواقع الدينية بالضفة، على غرار ما يحدث في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي.
ردود الفعل الدولية والإقليمية
بالتزامن مع هذه التحركات، تبرز مواقف إقليمية منتقدة للسياسات الإسرائيلية؛ حيث أكد وزير الخارجية المصري في تصريحات أخيرة أن إسرائيل تواصل انتهاك قرارات وقف إطلاق النار، كما حذر خبراء من أن اعتراف إسرائيل بكيانات انفصالية مثل “أرض الصومال” يهدد استقرار القارة الأفريقية، مما يعكس حالة من التوتر السياسي الشامل في المنطقة.






