العالم سيرى” هيروشيما “على أرض غزة .. قلق فى تل أبيب من نقل الإعلام الدولى حجم الدمار بالقطاع

حالة من القلق المتزايد تسود الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية مع قرب دخول وعودة وسائل الإعلام الدولية إلى قطاع غزة لأول مرة منذ أكثر من عامين، في أعقاب الاتفاق المؤقت بين إسرائيل وحماس بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار .
وفي تحليل نشره الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي إيتمار إيشنر في صحيفة يديعوت أحرونوت، حذر من أن العالم على موعد مع ” موجة إعلامية ضخمة ” قد تخلق ” صدمة دولية غير مسبوقة ” ، بسبب ما سيتم تصويره من حجم الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب الأخيرة على غزة .
أوضح إيشنر أن مواطنى قطاع غزة سيستقبلون وسائل الإعلام العالمية بسيل من الشهادات الإنسانية والصور التي قد تُقارَن في تأثيرها بصور هيروشيما بعد القنبلة الذرية، مؤكداً أن الفارق اليوم هو سرعة انتشار هذه المواد عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما يجعلها قادرة على إعادة تشكيل الرأي العام العالمي خلال أيام .
تبعات المشهد
في تحليله لتبعات هذا المشهد إعلامياً وسياسياً ، طرح إيشنر سيناريوهين لمستقبل إسرائيل على الساحة الدولية بعد انتهاء الحرب :
1- السيناريو الأول “ المتفائل” : تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بما يشمل إطلاق الأسرى الفلسطينيين وانسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي سيُخفف من حدة الغضب العالمي ويُعيد إسرائيل تدريجيًا إلى المشهد الدولي .
2- السيناريو الثاني “ المرجح “ : استمرار العزلة الدولية والدعوات إلى المقاطعة والعقوبات، مع ازدياد قوة الحملات الإعلامية المضادة لإسرائيل، ودعمها من قبل دول مثل الصين وروسيا وإيران وقطر، والتي ترى أن “ المعركة الحقيقية “ اليوم هي معركة على الوعي وليس في ميادين القتال.
وبحسب إيشنر، فإن إسرائيل ستبقى، كما كانت قبل 7 أكتوبر، تكافح من أجل تثبيت شرعيتها الدولية، لكن هذه المرة ستكون المهمة أصعب ، إلا أنه يرى أن هناك ” نافذة أمل ” تلوح في الأفق، مدعومة برغبة دولية حقيقية، خاصة من الولايات المتحدة، لتحويل مسار المنطقة من الحروب إلى التعاون .
عودة التصعيد العسكرى
وفي ختام مقاله، حذر إيشنر من عودة التصعيد العسكري قائلاً : لن يكون هناك سوى سيناريو واحد كارثي لإسرائيل : العودة إلى القتال ، ولن يغفر لنا العالم ذلك، بغض النظر عمن يتحمل المسؤولية .
فـهل تعتقد أن التغطية الإعلامية القادمة من غزة ستغير فعلاً نظرة العالم إلى ما حدث ؟
المصدر : صحيفة ” يديعوت أحرونوت “..
مقال تحليلي للكاتب إيتمار إيشنر .



