الولايات المتحدة تسرع خطواتها لتشكيل قوة دولية في غزة خلال الأسابيع المقبلة

كشف تقرير لموقع “أكسيوس” الأمريكي أن الإدارة الأمريكية تواصل مشاوراتها المكثفة مع عدد من الدول بهدف وضع اللمسات الأخيرة على خطة لنشر قوة دولية في قطاع غزة، بهدف تحقيق الاستقرار بعد تصاعد التوترات الأمنية والسياسية، وأوضح التقرير أن الخطة ستكون جاهزة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وفقًا لما نقل عن ثلاثة مصادر مطلعة على سير المحادثات.
وأشار الموقع إلى أن هذه التحركات تأتي في أعقاب انتهاك وقف إطلاق النار الذي جرى يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما أظهر هشاشة الوضع الأمني في القطاع وأثار مخاوف من تجدد المواجهات، ودفعت هذه التطورات واشنطن إلى تسريع جهودها لإنشاء آلية دولية تضمن استمرار الهدوء وتمنع انهيار التفاهمات الميدانية بين الأطراف المتصارعة.
وبحسب المصادر، فإن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع عدد من الدول الإسلامية والعربية للمشاركة في هذه القوة، من بينها إندونيسيا وأذربيجان ومصر وتركيا، والتي أبدت مبدئيًا استعدادها للمساهمة بقوات على الأرض في حال تم الاتفاق على الصيغة النهائية للانتشار. وأوضح التقرير أن القوة الدولية المقترحة لن تقتصر على عناصر أجنبية فقط، بل ستتضمن أيضًا تشكيل قوة شرطة فلسطينية جديدة، ستخضع للتدريب والتدقيق من قبل الولايات المتحدة ومصر والأردن لضمان كفاءتها والتزامها بالمعايير الأمنية المتفق عليها.
وأكد التقرير أن القيادة الوسطى الأمريكية (سنتكوم) تتولى الإشراف على إعداد خطة الانتشار وصياغة مهام القوة الدولية المقترحة، بالتنسيق مع شركاء واشنطن في المنطقة. وتشمل الخطة، بحسب أكسيوس، ترتيبات أمنية دقيقة تهدف إلى منع الفراغ الأمني في القطاع بعد توقف العمليات العسكرية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان دون عوائق.
كما تسعى واشنطن إلى حشد دعم سياسي دولي لهذه الخطوة، من خلال مشاورات مع الأمم المتحدة وعدد من العواصم الأوروبية والعربية لضمان شرعية هذه القوة ووضوح تفويضها. وتعتقد الإدارة الأمريكية أن وجود قوة متعددة الجنسيات في غزة يمكن أن يساهم في تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة بناء المؤسسات المحلية تحت إشراف دولي مؤقت.
وفي السياق ذاته، أشار التقرير إلى أن هناك نقاشات مستمرة حول طبيعة المشاركة العربية في الخطة، إذ تفضل بعض الدول أن تكون العملية تحت مظلة الأمم المتحدة لتجنب أي حساسية سياسية داخل المنطقة، بينما ترى أطراف أخرى أن التنسيق المباشر مع الولايات المتحدة قد يكون أكثر فاعلية لضمان سرعة التنفيذ واستقرار الأوضاع.
وتأتي هذه التحركات بينما تواصل الجهود الدبلوماسية الإقليمية والعالمية مساعيها لوقف التصعيد وتخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، وسط تحذيرات من تفجر الأوضاع مجددًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل ومستدام.
 
      
      





