مشروع “القاهرة – كيب تاون”.. شريان أفريقي يقترب من الاكتمال

تقترب أفريقيا من تدشين واحد من أهم محاورها الاستراتيجية العابرة للقارات، مع اقتراب الانتهاء من مشروع طريق “القاهرة – كيب تاون” الذي يمتد بطول 10,229 كيلومتراً ليكون أطول محور بري في القارة وأكثرها تأثيراً على حركة التجارة الإقليمية.
وفي تصريحات صحفية، كشف اللواء حسام الدين مصطفى، نائب وزير النقل لشؤون أفريقيا، أن معدلات التنفيذ في المشروع بلغت 80%، مؤكداً أن الأعمال المتبقية تسير وفق الجدول الزمني المستهدف لتوفير ممر نقل متكامل يربط شمال القارة بجنوبها عبر شبكة طرق حديثة وآمنة.
يربط تسع دول أفريقية
ويمتد الطريق عبر تسع دول رئيسية هي: مصر، السودان، إثيوبيا، كينيا، تنزانيا، زامبيا، زيمبابوي، بوتسوانا، وجنوب أفريقيا، ليشكل حلقة وصل مباشرة بين الشرق والجنوب والوسط الأفريقي، ضمن رؤية منظمة الكوميسا لإقامة شبكة طرق موحدة تدعم الانسياب التجاري وتسهّل حركة النقل البري دون عوائق.
قيمة اقتصادية واستثمارية هائلة
ووفق خبراء النقل، من المنتظر أن يغير هذا المحور خريطة التبادل التجاري بين دول القارة، عبر توفير بديل بري أقل تكلفة وأكثر سرعة مقارنة بالنقل البحري والجوي.
وكما يفتح الطريق المجال أمام توسع الاستثمارات في المناطق الواقعة على امتداده، ما ينعكس على خلق فرص عمل وتحسين الخدمات اللوجستية والبنية التحتية.
أهمية استراتيجية للأمن والتنمية
ولا يقتصر تأثير المشروع على الجوانب الاقتصادية فحسب، بل يمتد ليعزز الأمن الإقليمي من خلال دعم حركة الأفراد والبضائع داخل القارة بشكل آمن ومنظم، فضلاً عن دوره في ربط المجتمعات الحدودية وتحسين معدلات التنمية في الدول الأكثر احتياجاً للبنية التحتية.
ويُنتظر أن يشكل محور “القاهرة – كيب تاون” نقلة نوعية في جهود التكامل الأفريقي، في ظل سعي دول القارة خلال السنوات الأخيرة لتقليل الفجوة التنموية وتفعيل ممرات استراتيجية تعزز القدرة التنافسية للاقتصاد الأفريقي على المستوى العالمي.






