عاممقالات

افتراءات «بايدن» وبلطجة «النتن ياهووو»

منذ أكثر ما يزيد عن أربعة أشهر ومع استمرار الحرب البربرية الشرسة التي تشنها دولة الكيان البغيض ضد شعبنا الأبي في غزة …
ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية مما أدى إلى تدمير أكثر من تسعين بالمائة من المباني والمنشآت، لا فرق بين منزل أو مدرسة أو مستشفى أو حتى مركز إيواء تابع لمنظمات دولية حتى دور العبادة لم تسلم من شرهم
فضلا عن تدمير وتخريب كامل للبنية التحتية الأساسية ….
وما نتج عن ذلك من سقوط آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن وتشريد ما يقرب من مليونين من البشر أصبحوا يعيشون في ظروف بالغة السوء وسط صمت وخنوع كامل من القوى الدولية …
على الجانب الآخر، واجه العدو الغاشم الجبان مقاومة باسلة صامدة أدت إلى تكبيده خسائر فادحة في الأفراد والمعدات والاقتصاد …
ومنذ بداية الأزمة كان موقف مصر جيشا وحكومة وشعبا موقفا مشرفا نابعا من التزام مصر الدائم والمستمر تجاه الأشقاء في غزة ….
في سبيل ذلك تحملت مصر الكثير من الأزمات وما تعرضت له من ضغوطات تفوق الاحتمال، موقنة بأن هذا قدرها وواجبها التاريخي والأخلاقي الذي فرضته مكانتها ووضعها بين أشقائها العرب …
ولقد حرصت مصر منذ بداية الأزمة أن يتم إيصال المساعدات إلى غزة رغم تعنت وجبروت الجانب الصهيوني … شهد على ذلك قوى دولية عديدة ومنظمات عالمية متنوعة
ومنذ تم السماح بدخول الشاحنات والمعبر لم يغلق على مدار الساعة …
أمس فاجأنا السيد «بايدن» بتصريح غريب مفاده أن مصر – ذكر تحديدا الرئيس السيسي – كانت ترفض دخول المساعدات إلى القطاع وأنه (أى السيد بايدن) هو من ضغط وأقنع مصر بفتح المعبر !!؟؟
الأغرب أن هذا التصريح المشبوه والادعاء الكاذب يتم ترديده على مدار الساعة في جميع النشرات الإخبارية بإحدى القنوات الفضائية العربية – آه والله العربية – رغم أن تلك القناة شاهدة من خلال تقاريرها المصورة والمستمرة على موقف مصر المشرف من قضية المساعدات …!!؟؟

نقطة أخرى هامة ….

«النتن ياهووو» … يرسل مبعوثيه الأمنيين رفيعي المستوى من جهازي الشاباك والموساد للقاء نظرائهم الأمنيين في مصر ليؤكد ويطمئن مصر بأن إسرائيل لن تقتحم رفح ولن تدخل قواتها ممر فيلادلفيا الفاصل ما بين غزة وسيناء … ثم يخرج بعد ذلك ملوحا ومهددا في مداخلات ومؤتمرات صحفية مصرحا بأنه لن يوقف الحرب وأنه سيقتحم رفح وسيدخل بالتالي ممر فيلادلفيا ….
كل هذا والسيد ( بلينكن ) الصهيوني كما أطلق على نفسه … يذهب ويرحل متنقلا بين عواصم الشرق الأوسط داعيا إلى خطة سلام تنهى الحرب ويؤكد أن تلك الخطة يتم طبخها على نار هادئة …

الخلاصة …

مصر ودائما هي من تحفظ عهودها … هي من قدمت وتقدم التضحيات من أجل حل مرض وعادل للقضية الفلسطينية ولا يمكن أن يزايد على موقفها أحد …

مصر أدخلت وستدخل مئات الآلاف من الأطنان .. غذائية وطبية للأشقاء في غزة

مصر لن تسمح أبدا لإسرائيل بتنفيذ المخطط القذر بتنفيذ التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء والضفة الغربية …

مصر لم تتستر علي أنفاق أو تساهم في دخول أسلحة للفلسطينيين فهي ضد سياسة صب الزيت على النار وما تدعيه إسرائيل باطل وزائف..
أما الحقيقة الدامغة فقد كشفتها صحف إسرائيلية وأمريكية لها وزنها وهي على علاقة وثيقة بأجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية والتي تؤكد جميعها أن الأسلحة التي تصل إلى مقاتلي حماس مصدرها الأكبر- ولا تتعجبوا أصدقائي- هو الجيش الإسرائيلي نفسه … سواء بالتهريب والبيع عن طريق وسطاء أو من خلال ما تحصل عليه المقاومة بعد الإغارة على معسكرات المجندين والمجندات في المعسكرات والمستوطنات المحيطة بما يسمى بـ ( حزام غزة ) …

الرئيس الأمريكي في ورطة كبرى … فوضعه الانتخابي مهدد خاصة في ولايات كبرى تضغط بشدة … كما أن العديد من النقابات العمالية المؤثرة رافضة لاستمرار الحرب ومطالبة بضرورة توقفها …

و«النتن ياهو» في ورطة أكبر .. فالانقسام داخل حكومته يزداد … وضغط أهالي الأسرى يتصاعد …. والتهديدات الحقيقية باتساع نطاق الحرب بتفاقم ويتفاعل …

مصر أيضا ما زالت تتعامل بالحكمة ولا تنزلق إلى ما يحاولون دفعها إليه فهي مدركة تماما أبعاد المخطط الدنىء وجاهزة للتعامل مع كافة المواقف …
لا أقول ذلك من فراغ أو بدافع حماسي … بل أقوله عن ثقة بعد رصد ومتابعة لكل ما يدور من أحداث …

حفظ الله مصر …. ونصر الأبطال في فلسطين …
وإن غدا لناظره قريب ….

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى