الأمين العام للأمم المتحدة يطالب بضمانات لهدنات إنسانية .. لمكافحة شلل الأطفال في قطاع غزة
حذر أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم، من تفاقم الوضع الإنساني في غزة مع انتشار فيروس شلل الأطفال وتهديده مئات آلاف من الأطفال، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تستعد لإطلاق حملة تطعيم حيوية ضد هذه المرض قي القطاع لفائدة أكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة.
ودعا غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي، إلى وقف إنساني لإطلاق نار حتى تتمكن الأمم المتحدة من تنفيذ حملة التطعيم، مناشدا بتقديم ضمانات أمنية من الكيان الإسرائيلي على الفور، خاصة أن منع واحتواء انتشار شلل الأطفال في غزة سيتطلب جهودا ضخمة ومنسقة وعاجلة.
وقال “لنكن واضحين أن التطعيم الأجدى ضد شلل الأطفال هو السلام والوقف الإنساني الفوري لإطلاق النار، لكن في كل الأحوال فإن وقفا إنسانيا من أجل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال أمر لا بد منه”، مبينا أنه “من المستحيل إجراء حملة التطعيم في ظل الحرب الدائرة في كل مكان”.
وأكد أن حملة التطعيم مسألة تتجاوز كل الانقسامات، مشيرا إلى أنه “من واجبنا جميعا أن نوحد صفوفنا، وأن نحشد جهودنا ليس بهدف محاربة الناس، وإنما لمحاربة شلل الأطفال وللتغلب على فيروس خبيث، خاصة أنه إذا ترك دون رادع سيكون له تأثير كارثي ليس فقط على الأطفال الفلسطينيين في غزة، ولكن أيضا على أطفال البلدان المجاورة والمنطقة”.
وأوضح الأمين العام أن منظمة الصحة العالمية ستوفر 1.6 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال، فيما ستقوم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” بتنسيق تسليم جرعات التطعيم ومعدات سلسلة أجهزة التبريد لتخزينها، مشددا على جهوزية الفرق الطبية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الأونروا/، بوصفها أكبر مزود للرعاية الصحية الأولية في غزة، لتقديم اللقاحات والمساعدة فيما يتعلق بالخدمات اللوجستية.
وأبرز أن الأمم المتحدة تعلم كيفية إدارة حملة تطعيم فعالة ضد شلل الأطفال، لكنه ذكر أنه نظرا للدمار الشامل الذي لحق بغزة “ستكون هناك حاجة إلى تغطية بالتطعيم بنسبة لا تقل عن 95 % خلال حملة من جولتين لمنع انتشار الفيروس والحد من احتمال ظهوره”.
وأوضح أنطونيو غوتيريش، خلال المؤتمر الصحفي، أن 708 من الفرق في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية ستشارك في جهود التطعيم، والعديد منها بالكاد يعمل، بالإضافة إلى 316 فريق توعية مجتمعية في جميع أنحاء قطاع غزة.
وكانت منظمة الصحة قد أكدت، خلال الأسابيع الماضية، انتشار عدد الإصابات بشلل الأطفال بين أطفال غزة، بسبب نقص التطعيمات وانتشار النفايات والأوساخ.