الإجابة من الألف للياء .. لماذا يتصارعون على «النيجر»؟
يبدو الصراع الدائر في دولة النيجر أحياناً وكأنه لغز .. مؤكد أنكم تساءلتم: ما الذي يؤرق فرنسا لهذا الحد، ولماذا أميركا تهدد، ولماذا فعل الجيش ما فعل ليلة الاعتداء على الرئيس؟ .. تتساءلون: لماذا العالم على استعداد أن يحارب في النيجر، ولماذا هو صامت مثلاً عما يحدث في فلسطين التي يحدث فيها كل يوم ألف اعتداء .. القصة طويلة، قدمت «بي بي سي» إجابتها في تقرير مطول من الألف للياء.
يكفي أن تعرف من البداية أن النيجر لديها أكبر احتياطي لليورانيوم في العالم .. ربما تلك إجابة تكفي، قبل أن نتطرق إلى تقرير «بي بي سي» الذي اخترناه لك في «» لتعرف، بدلاً من تلك الدهشة التي تعتريك دون أن يكون لها صدى .. نريدك أن «تسمع وترى»، ربما أبعد مما تظن.
تبدأ «بي بي سي» تقريرها، بتساؤل: ما البلد الذي يملك أكبر احتياطات من اليورانيوم في العالم؟، لكنها تترك السؤال في البداية دون إجابة، لتحكي بعدها الحكاية، من منتصفها ربما.
تقول «بي بي سي» في تقريرها: قاد الطوارق عمليات تمرد مسلحة لسنوات ضد حكومة النيجر من اجل الحصول على الاستقلال، وشهدت دولة النيجر الشاسعة والقاحلة الواقعة على حافة الصحراء الكبرى، سلسلة من الانقلابات وفترات طويلة من عدم الاستقرار السياسي في العقود التي أعقبت الاستقلال عن فرنسا في عام 1960.
تقع النيجر وسط القارة الأفريقية، ولا ساحل لها، تحدها من الشمال الغربي الجزائر، ومن الشمال الشرقي ليبيا
وتحدها تشاد من الشرق، ونيجيريا وبنين من الجنوب، وبوركينا فاسو ومالي من الغرب. ثلثا أراضي النيجرالشمالية صحراء استوائية جافة
تعاني النيجر من حالات جفاف متكررة و فقر شديد وهي تراهن على زيادة عمليات التنقيب عن النفط واستخراج الذهب للمساعدة في تحديث اقتصادها. كما أنها منتج مهم لليورانيوم حيث تحتل احتياطاتها منه المرتبة الأولى عالميا.
أصبح محمد بازوم رئيسًا في أبريل 2021 في أول انتقال ديمقراطي للسلطة في النيجر منذ الاستقلال في عام 1960، لكن أطيح به في انقلاب قاده الجيش في يوليو 2023.
تملك النيجر أكبر احتياطات اليورانيوم في العالم وهي تقع في المنطقة الصحراوية شمال البلاد، وتنظر الدول الغربية إلى النيجر على أنها حصن ضد انتشار المزيد من الفوضى وتوسع النفوذ الروسي في المنطقة، وهي تستضيف قواعد عسكرية فرنسية وأمريكية، وقبل تدخل الجيش كان يُنظر إليها على أنها شريك رئيسي في القتال ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة في المنطقة.
وقال المجلس العسكري الجديد إنه أنهى جميع اتفاقيات التعاون العسكري مع فرنسا وأنه سيتم إلغاء الاتفاقات الخاصة بوجود القوات الفرنسية في البلاد.
خوف وغضب في النيجر مع تهديد إيكواس باستخدام القوة لإزاحة قادة الاعتداء العسكري .. ماذا نعرف عن مجموعة إيكواس التي تهدد بالتدخل العسكري في النيجر؟
حقائق عن النيجر
العاصمة: نيامي
المساحة: 1،267،000 كيلومتر مربع
عدد السكان: 24.4 مليون نسمة
اللغات: الفرنسية ، العربية ، بودوما ، الفولانية ، غورمانشه ، الهوسا ( يتحدث بها نصف السكان) ، كانوري، زارما ، سوناغي ، تامشق (يتحدث بها الطوارق) ، تبو
متوسط العمر : 60 سنة للرجال و 62 سنة للنساء
انتخب الرئيس محمد بازوم عام 2021 وهو حالياً رهن الاحتجاز
قاد قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تشياني المعروف أيضًا باسم عمر تشياني تحركاً عسكريا وأطاح بالرئيس بازوم.
تولى تشياني منصب حرس الرئاسة عام 2011 و رُقي إلى رتبة جنرال في عام 2018 من قبل الرئيس السابق محمدو يوسوفو، وتردد اسمه مرارًا في وسائل الإعلام في النيجر على مر السنين لدوره المزعوم في محاولة انقلاب عام 2015 وقد برأته المحكمة من ذلك عام 2018.
وقال تشياني إن الجيش أطاح ببازوم بسبب “تدهور الحكم” في البلاد وعدم رضاه عن تعامله مع الأوضاع الأمنية
دفع الاعتداء العسكري وخلع بازوم في يوليو 2023 منطقة الساحل إلى مزيد من عدم الاستقرار بعد عمليات استيلاء مماثلة على السلطة في بوركينا فاسو ومالي المجاورتبن.
ترصد «بي بي سي» جذور التمرد ربما، فتقول: توسع التمرد الذي اندلع في شمال مالي في عام 2012 على مر السنين ، مما أدى إلى انتشار العنف إلى بوركينا فاسو والنيجر، وفي السنوات الأخيرة امتد الى البلدان القريبة من خليج غينيا.
أدى قرار مالي بنشر مرتزقة مجموعة «فاغنر» الروسية إلى انسحاب القوات الفرنسية وتجميد العلاقات الدبلوماسية من البلاد. كما تراجعت عمليات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي يبلغ قوامها 13 ألف جندي.
وكان بازوم قد رحب بهذه القوات في نيامي في إطار استراتيجية بلاده الجديدة لوقاية النيجر ودول غرب أفريقيا الأخرى من الأنشطة المزعزعة للاستقرار من قبل متشددي تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة. إن الإطاحة به تهدد بإفشال هذه الشراكات
يعكس قطاع الإعلام المتخلف في النيجر فقر البلاد ونسب الأمية العالية بين أبناء هذا البلد، مما يعيق تطوير وسائل الإعلام ويحد من وصول الجمهور إلى بعض المنصات والمنافذ الإعلامية، كما يمثل تهديد الجهاديين تحديًا إضافيًا لقطاع الإعلام والعاملين فيه، فالإذاعة مصدر إخباري رئيسي والمحطات المحلية المملوكة للقطاع الخاص تعمل جنبًا إلى جنب مع الإذاعة الوطنية الحكومية
محطات تاريخية
في القرن الخامس قبل الميلاد أصبحت المنطقة ممراً للتجارة عبر الصحراء من قبل قبائل الطوارق القادمة من الشمال.
خلال الفترة ما بين عامي 300 و 1200 اصبح جزء كبير من هذه المنطقة تحت سيطرة إمبراطورية غانا ، واحدة من عدة إمبراطوريات كبرى في غرب إفريقيا وكانت تتحكم في تجارة الذهب والملح والسلع الثمينة الأخرى والعبيد عبر الصحراء الكبرى
في القرن السابع الميلادي وصل العرب المسلمون إلى شمال افريقيا وانتشر الإسلام في المنطقة
ما بين عامي 1226 و1670 أصبحت إمبراطورية مالي القوة المهيمنة في حوض النيجر العلوي بعد معركة كرينا عام 1234
خلال الفترة الواقعة ما بين 1464 و1591 فقدت إمبراطورية مالي بعض قوتها وتراجعت هيمنتها على تجارة الذهب وتمكنت إمبراطورية سونغاي من السيطرة تدريجيًا على النصف الشرقي من إمبراطورية مالي
في عام 1591 وقعت معركة تونديبي وتعرضت قوات امبراطورية سونغاي لهزيمة ساحقة امام جيش الاسرة السعدية التي كانت تحكم المغرب وجعل السعديون من تمبكتو عاصمة لهم
يمثل سقوط إمبراطورية سونغاي نهاية دور المنطقة كممر تجاري مهم. في اعقاب ذلك انقسمت المنطقة إلى ممالك أصغر مثل إمبراطورية كانم- برنو حول بحيرة تشاد ، وسلطنة أغاديس في الشمال ، وممالك الهوسا وغيرها
في عام 1890 بدأت فرنسا في استعمار المنطقة
عام 1960 حصلت النيجر على الاستقلال وباتت تخضع لنظام الحزب الواحد
حكم العكسر البلاد ما بين عامي 1974 و1991 في أعقاب أول انقلاب عسكري. في الثمانينيات خفف الجيش تدريجياً سيطرته على الحياة السياسية وجرت أول انتخابات تعددية وعادت البلاد للحكم المدني عام 1991
ما بين عام 1990 و1995 قاد الطوارق تمرداً مسلحا في شمال البلاد من أجل الحصول على الاستقلال في اعقاب مجاعة عانت منها المنطقة
عاد الجيش الى الحكم ما بين عامي 1996 و1999. ما بين عامي 1999 و 2009 عاشت البلاد تحت الحكم المدني
تجدد تمرد الطوارق ما بين عامي 2007 و2009 وشارك فيها هذه المرة طوارق شمال مالي ايضاً
عاد الجيش الى الحكم ما بين عامي 2010 و2011 بعد القيام بانقلاب عسكري ضد الرئيس حينذاك تانجي مامادو في اعقاب محاولة الأخير البقاء في الحكم عبر تعديل الدستور
في عام 2010 جرى استفتاء على دستور جديد وعادت البلاد للحكم المدني وتولى الرئيس محمدو يوسوفو حكم البلاد عام 2011
عام 2015 فشلت محاولة انقلاب للاطاحة بالرئيس محمدو يوسوفو. ووقعت محاولة انقلاب جديدة عام 2021 قبل أداء الرئيس المنتخب حديثاً محمد بازوم اليمين الدستوري.