السعر مختلف هذا العام .. بسبب الظروف الاقتصادية
البطيخ من «الغيط» للبيت .. رحلة «طراوة» لفاكهة «حَمَار وحلاوة»
البحيرة – ثناء القطيفي:
هناك بعض الفاكهة عليها إجماع من الناس، في مقدمتها «البطيخ» فاكهة الصيف التي يقبل عليها الناس مستعينين بطعمها وحلاوتها على حر الصيف .. فاكهة شكلها جميل ووسط الحر، تبدو كأنها «طراوة» تنعش النفس وترطب المعدة، كلها «حار وحلاوة» كما ينادي عليها الباعة الجائلون.
يرى كثير من الناس أن موسم البطيخ هذا العام، ليس كالمواسم السابقة وأن الكميات المطروحة في الأسواق قليلة والأسعر غالية إلى حد ما، وهو ما ينفيه أصحاب حقول البطيخ الذين يردون الغلاء إلى الظروف الاقتصادية التي لحقت بكل السلع بما فيها البطيخ.
رحلة البطيخ من «الغيط» للبيت رحلة جميلة، تمر فيها بمراحل كثيرة، لكنها بالألوان في كل مراحلها، فيها طقوس كثيرة، بدءاً من الحصاد وجني البطيخ وتحميله من أرجاء الحقل إلى مكان التجميع ثم الرحلة بسيارات النقل إلى الوكالات ثم محلات الخضار والفاكهة، بالطبع يختلف السعر من مرحلة لأخرى لكن في النهاية وأنت جالس في البلكونة في ساعة عصاري تستمتع بطعمه الرائع ستكتشف إن «البطيخ يستاهل».
في البداية، أكد المهندس عبد المجيد قاسم، مدير الاحصاء والتجارب بحوش عيسى والنطاق الصحراوي سابقاً، أن موسم إنتاج البطيخ هذا العام جيد بسبب تطور الأصناف القديمة من بذور البطيخ والتى تم تطويرها.
أضاف إن نسبة البياض فى البطيخ من الداخل ترجع إلى عدم النضج الكامل، موضحا لـ “” أن بعض المزارعين يقطعون البطيخ قبل استكمال عملية النضج لبيعه بأسعار مرتفعة لتحقيق أرباح مالية ولكن الأسعار حاليا انخفضت.
وأشار عبد المجيد قاسم إلى أن البطيخ من المحاصيل طويلة الأجل، فبعد زراعته فى الحقول والمزارع الكبيرة يحتاج في المتوسط من 100 إلى 120 يوما من بداية البذر إلى الحصاد، ويمكن حصاد معظم أنواع البطيخ للبيع بعد مرور 78-90 يومًا من عملية الزراعة، ولا يمكن الحصاد إلا من خلال مقص اليد أو السكاكين.
وأشار إلى أن هناك بعض الشروط التي يجب توافرها فى البطيخ قبل شرائه، منها لون البطيخ نفسه من الخارج وأن يكون زاهياً، وأن يكون عنق البطيخة جافا ولا يكون أخضر وأن تكون مستديرة مثل كرة القدم، ووزن البطيخة ثقيل.
أضاف الحاج رأفت الفقى «مزارع»: زراعة البطيخ قد تكون مربحة جدا ومصدراً جيداً للدخل إذا تمت زراعته بطريقة حكيمة وعلى أساس، بداية من إعداد الحقل بطريقة الصفوف والأخاديد ووضع شريط بلاستيكي أسود اللون عبر تلك الصفوف يساعد على حفظ التربة ويجعلها دافئة كما يساعد على التحكم فى نمو الأعشاب الضارة وإزالة البطيخ المشوه أو المتأخر فى النمو.
وقال: تتطلب بذور البطيخ درجة حرارة للتربة على الأقل 18 درجة مئوية لكي تنبت، وتنبت بذور البطيخ بسهولة من 6-10 أيام حسب الظروف الجوية والتربة.
وأشار الحاج رافت إلى أنه أثناء التخزين يتم وضع الرمال تحت البطيخ لعدة أسباب، منها تنظيم التهوية حول البطيخ، مما يقلل من تراكم الرطوبة ويحافظ على جفاف البطيخ ويمنع تعرضه للعفن، كما يحمي الرمل البطيخ من التلامس المباشر مع الأرض الرطبة والباردة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تلف الجلد الخارجي للبطيخ وتسبب في نمو البكتيريا، ويمكن أن يساعد الرمل على إزالة الشوائب والأوساخ من البطيخ، مما يعزز نظافته ويطيل عمره التخزيني.
أضاف: يعمل الرمل كعازل طبيعي ضد الصدمات والاهتزازات، مما يحمي البطيخ من الصدمات الخارجية ويمنع تشققاته وتلفه ويجب الحرص على تغيير الرمل بانتظام، وذلك لتجنب تراكم الرطوبة والبكتيريا والروائح الكريهة.
وقال كريم عبدالله «تاجر خضروات وفاكهة»: أسعار البطيخ هذا العام تبدو غالية إلى حد ما، ولكن هذا ما حدث في معظم الخضروات والفاكهة، بسبب الظروف الاقتصادية التي حدثت وأثرت على كل شيء، لكن رغم ذلك يبقى البطيخ في متناول الناس، والأنواع الجيدة كان سعر الواحدة منها ذات حجم كبير لا يقل عن 6 أو 7 كيلو جرامات حوالي 30 جنيهاً وهو سعر جيد جداً.
أشار إلى إقبال الناس على شراء البطيخ في موسمه، وأنه من الفاكهة التي يحرص على شرائها منذ بداية الموسم و«التباشير» وأن الموسم لم يعد مثل أيام زمان، عدة أيام وينتهي، فهناك «عروات» كثيرة في الصعيد وفي الجيزة وفي الصحراء، مما يجعل البطيخ موجوداً على مدار شهور طويلة.