التعليم

مدير مدرسة في قنا يتحول إلى عامل دهان لتجميل الفصول: قدوة عملية في الميدان التربوي

في لفتة إنسانية تنبض بالحب والانتماء، تخلى مدير مدرسة ناصر الابتدائية المشتركة بمدينة قنا عن مكتبه مؤقتًا، لينزل إلى الميدان ويشارك بيديه في أعمال دهان فصول المدرسة، بمشاركة عدد من المعلمين والعاملين. هذه الخطوة التي نالت إعجاب الجميع جاءت من إيمان عميق بأن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، وأن القدوة تُصنع بالفعل قبل القول.

تحفيز من الوزارة وإشراف محلي مباشر

تأتي هذه المبادرة استجابة لتوجيهات الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الذي شدد على ضرورة تحسين بيئة التعلم في المدارس عبر دهان الفصول وتشجير الساحات، كجزء من خطة تطوير شاملة تسعى لتهيئة مناخ تعليمي صحي وآمن ينعكس إيجابًا على تحصيل الطلاب وسلوكهم.

تشجير المدرسة وتحسين البنية الخضراء

وبتوجيه من هاني عنتر الصابر، وكيل وزارة التربية والتعليم بقنا، ومتابعة دقيقة من وفاء رشاد خلف الله، مديرة الإدارة التعليمية بقنا، جرى تنفيذ حملة تشجير واسعة بفناء مدرسة ناصر، شملت زراعة أشجار مثمرة وظلية وتنظيم المساحات الخضراء، ما أضفى طابعًا جماليًا ومناخيًا مريحًا داخل المدرسة.

أولياء الأمور: “مديرنا يستحق التحية”

لاقى هذا التحرك ترحيبًا كبيرًا من أولياء الأمور الذين عبروا عن فخرهم بمشاركة مدير المدرسة في العمل التطوعي. تقول السيدة مروة علي: “شاهدنا بأعيننا مدير المدرسة يدهن الفصول، وهذا يشعرنا بالثقة في أن أبناءنا في أيدٍ أمينة.”

فيما أضاف عبد الرحمن القرشي: “هذه المبادرة أعادت لنا الثقة في التعليم الحكومي، وأكدت أن هناك قيادات لا تزال تعمل بإخلاص حقيقي.”

المعلمون: “الرضا والمسؤولية شعارنا”

المعلمون الذين شاركوا في هذه المبادرة أكدوا أنها منحتهم شعورًا عميقًا بالرضا والانتماء، معتبرين أن العمل الجماعي قادر على إحداث تغيير فعلي دون انتظار دعم خارجي، وأن روح الفريق تصنع الفارق في أي بيئة عمل.

مدرسة ناصر.. مدرسة من الطراز الأول

مدرسة ناصر الابتدائية المشتركة تُعد من المدارس العريقة في قنا، وتتمتع بسجل تربوي مميز. وقد شهدت مؤخرًا سلسلة من المبادرات التطويرية التي تهدف إلى الارتقاء بجودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية محفزة تواكب تطلعات الجيل الجديد.

هذا النموذج من المبادرات الطوعية يؤكد أن تطوير التعليم لا يحتاج بالضرورة إلى ميزانيات ضخمة، بقدر ما يحتاج إلى إرادة حقيقية وقيادات واعية ترى التعليم رسالة، لا وظيفة.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى