مقالات

«التفويض» عهد موثق ….

سألني صديقي وهو يحاورني …
لماذا نجحت انتفاضة الشعب في الثلاثين من يونيو … وكيف نجحت ؟؟
قلت له :
في البداية كانت حملة تمرد التي نظمها وقام بها مجموعة من شباب مصر ..
بعدها قرر الشعب أن ينزل إلى الشوارع معلنا عن موقفه الرافض لاستمرار حكم الجماعة …
صحيح أن الشعب قرر النزول ( إيد واحدة ) لكنه كان ينتظر الإشارة أو بالأحرى والأصح منتظر الحماية .
وبالفعل وصلته الإشارة المبطنة بالحماية والتى كانت وقتها تحت مسمى “دعوة للتفويض ” ..
واستجاب الشعب ونزل ليعطى التفويض لكنه لم يكن يعلم ماذا يخبىء له القدر ولم يكن ضامنا نتيجة نزوله …

الذى قرأ المشهد وكان معدا لسيناريو مجابهة ردود الأفعال الخارجية هو صاحب التفويض
ومن يوم ما نجحت انتفاضة الثلاثين من يونيو وعادت بلادنا بفضل حماية جيشنا العظيم بعد نصر الله …
وبدأت الحملة ضد الإرهاب التي راح بسببها الآلاف من زهور مصر ورجالها لأجل أن تظل آمنة مستقرة …
ولقد اختار معظم الشعب مصلحة مصر العليا وجعلوها من أولى أولوياتهم … لا يرون غيرها مهما كانت المحن ومهما كانت التضحيات …
هل هؤلاء كانوا يعرفون هى إيه وعبارة عن إيه المصلحة وكيف تحدث !!؟؟
الإجابة بالطبع والقطع لا …
فمنذ قرارنا بالتفويض ونحن نتابع من اخترناه وهو من إئتمناه على مصر ونجح ووفى ..
إئتمناه وتابعناه سنين طويلة .. ..وكل سنة تمر ومصر آمنة يتأكد لنا اننا أحسنا ووفقنا في الاختيار …

حينما قرر الشعب النزول ليفوض كان يسلم راية مصر التى كانت مهددة لمن يقدر ومن يستطيع أن يحميها وأن يصونها ..
وقد كان …

بعد فترة صمت قليلة …
سألني صديقي :
وما الذي حدث بعد ذلك .. ؟؟
قلت :
طالما أصبح لمصر كبير أمين وأهل للثقة في حماية مصلحتها ورفع رايتها وتم إختباره في أكثر من موقف ونجح ..
وطالما أننا كنا نقر من البداية أننا لا نعرف ما تستدعيه مصلحة مصر العليا تبعاً لمتغيرات العصر …
قرر الشعب ساعتها ألا يحمل أى هم طالما أن الكتف التى تحملت و( شالت ) المسئولية قادرة على حملها وأولى بها …
هو من يرى ومن يقرر أين تكون مصلحة مصر وهو أيضا أول من يتحمل نتيجة قراره …

القرار الذي يخرج من رئاسة الجمهورية خارج ممن تم تفويضه بعد أن تمت تجربته …
وما علينا سوى أن نؤدي واجبنا ونكون واعين يقظين كجنود مخلصين ونترك الأمر لمن قرر أن يتحمل المسؤولية وهو أهل لها …
ومن يومها ونحن مطمنئنون ولم تهتز ثقتنا ولم نقلق على بلادنا ولم نشكّ أو نشكك في أمانة وحكمة من فوضناه …
لم نمشي وراء شائعة مغرضة ولم نفقد الثقة طالما مصلحة بلادنا محفوظة ومصانة ..
تقوم الدنيا وتقعد من حولنا ونحن هادئون ثابتون بل ومتأكدين أن كل المحن الصعبة سوف تمر وتذهب ..
لماذا ؟؟
لأنه وببساطة وثقة أن من قَبَل وتحمل في وقت الخراب وحارب الإرهاب والفقر والعوز والفساد وتحمل الأذى والتهديد من أجلها
لن يقصر ولن يضعف ولن يتنازل ولن يفرط في مصلحتها حتى لو على حساب مصلحته …
فمن اكتوى بنار الإرهاب ووضع رقبته تحت مقصلة بترُه ودفع ثمنه هو الأدرى والأعلم بمكره ..

هو أيضا الذي يعلم متى يكون العفو ولمن وما هي أسبابه وما هي نتيجته وما هو تأثيره على المصلحة العليا لمصر ..

الخلاصة ياسادة ..
حكم مصر ليس ترفا ..
هو مهمة ومسؤولية جسيمة وثقيلة ..وتفويضا لم يكن مجرد كلمة
بل هو ( عهد ) …
التفويض يعنى الوكالة ..
والوكالة عقد والعقد عهد ..
والعهد مقدس وموثق أمام المحكمة الإلهية ..
علينا أن نثق في الوكيل وأن نجعل بلدنا أولوية وعلى الوكيل أن يوفى وأن يسعى من أجل حماية ورعاية مصالحها …
والموكِّل والوكيل حسابهم وجزاءهم عند الله أما الضمائر فلا يعلمها إلا الله سبحانه والخاين منه لله .. إنتهى …
حفظ الله مصر .

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى