كنت من أوائل من طالبوا بأن يتولى مهمة تدريب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم مصري، مستلهما الثقة من تجارب مدربين عظماء حققوا نتائج مبهرة …
كابتن محمود الجوهري رحمه الله … كابتن حسن شحاته أطال الله عمره …. كابتن شوقي غريب . .
وقياسا واستشهادا بما يتحقق من نجاحات على أيدي مدربين شباب عرب وأفارقة مع منتخبات بلادهم …
مثل وليد الركراكي مع المغرب .. وجمال بلماضي مع الجزائر وعموته مع منتخب الأردن وكذا مدربي السنغال وغانا وكوت ديفوار وغيرهم وغيرهم … فضلا عن قناعاتي وثقتي بأن هناك مدربين مصريين أكفاء يستطيعون القيام بالمهمة على أكمل وجه، فقط ينتظرون الفرصة والدعم.
وبالرغم من تحفظي على اختيار كابتن حسام وتوأمه لقيادة المنتخب خلفا للفاشل الذي سبقهم حيث لم يعجبني إصرار كابتن حسام أن يكون معه توأمه … أيضا لمعرفتي أن التوأم من أصحاب المزاج الحاد ورد الفعل العنيف … إلا أنني في النهاية تمنيت لهما التوفيق ..
البداية جاءت سريعة و ساخنة …
ففي المؤتمر الخاص بإعلان تكليفهما بقيادة المنتخب لاحظت أنهما ركزا وكررا في حديثهما أنهما سعداء لأنها كلفا بالمهمة من قبل القيادة السياسية والجماهير !!؟؟
أيضا لم يخف على أي متابع أن هناك حالة من الفتور ما بين التوأم والسادة أعضاء مجلس إدارة الاتحاد المغلوبين على أمرهم …
ثم حدث ما كنت أخشاه …
التوأم لم يترددا في الإعلان عن الأسماء المرشحة من اللاعبين المحترفين بالخارج … اختاروا سبعة .. على رأسهم نجم المنتخب وقائده وأيقونته كابتن محمد صلاح … وهذا أمر طبيعي ….
لكن غير الطبيعي ألا يكون هناك تواصل بين الجهاز الفني وقائد المنتخب … لأنه لو حدث لكنَّا علمنا … أيضا كلمات كابتن إبراهيم حسن عن (( صلاح )) جاءت وسط سياق جمعي تحدث عن جميع اللاعبين المحترفين …
هنا قد يتساءل البعض: … وهل من المفترض أن يتم تمييز محمد صلاح عن زملائه …
الرد سيكون ببساطة ودون فلسفة …
بالطبع .. نعم
فهذا من حقه لأنه بالفعل مميز ويستحق أن تكون له مكانة مختلفة في التعامل فهو لم يصل إلى ما وصل إليه من فراغ .. وتلك قصة يطول شرحها ولا مجال للإسهاب فيها.
المهم …
حدد التوأم موعدا للمعسكر يتجمع فيه اللاعبون تمهيدا للمشاركة في بطولة دولية ((ودية)) بالإمارات، وقام اتحادنا العاجز بإرسال خطابات للمحترفين السبعة بالخارج ….
محمد صلاح … مازال مصابا ((عاودته الإصابة)) …. فأرسل ناديه الانجليزي ردا يفيد بأن اللاعب يعتذر عن عدم الحضور بسبب استكمال برنامجه العلاجي …
هنا قامت الدنيا ولم تقعد …
وسارع الاتحاد الهزيل بالرد على خطاب النادي الانجليزي بأن حضور محمد صلاح ضروري وهام كونه قائد المنتخب … وذكروا أيضا أنه في حالة عدم حضور اللاعب ثم مشاركته في مباريات فريقه قبل المعسكر الذي سيقام لمنتخبنا في دبي سيكون أمرا غير مقبول…
هكذا …
فهل هذا معقول أو مقبول ….!!؟؟
لماذا لم يتم التواصل مع محمد صلاح بعيدا عن الرسميات والخطابات وقبل اتخاذ أي إجراء …!!؟؟
لماذا نشعر بأن هناك حالة من التربص و النحفز ما بين جهاز المنتخب واللاعب …!!؟؟
ثم ….
لماذا تنكرون و تستكثرون على ((محمد صلاح )) أن يعامل معاملة النجوم العالمية وهو أحد ثلاثة منهم … !!؟؟
وهل حضور اللاعب هام جدا .. أهم من استكمال علاجه … !!؟؟
هل الدورة الودية تحظى بأهمية وهي التي أعلنتم وأكدتم أن جهاز المنتخب لن يحاسب على نتائجها مهما كانت فهي مجرد تعارف وتجارب قبل تثبيت التشكيل والاستقرار على أفضل العناصر ….
لماذا لم يتم إعفاء المحترفين … كل المحترفين من حضور هذ التجمع والتركيز مع العناصر المحلية لتكوين أساس وعصب متميز في جميع المراكز ..!!؟؟
لماذا لا نترك المحترفين يمارسون عملهم المنضبط مع فرقهم … !!؟؟
بالنسبة لـ ( صلاح ) …. لماذا تنكرون حقه في أن يكمل علاجه على الوجه الأمثل ….
ليواصل سلسلة نجاحاته وأرقامه القياسية المذهلة وفريقه متألق ينافس على أكثر من بطولة وصلاح نفسه يصارع مع عمالقة على ألقاب عدة …
ألا تفهمون أن الكرة المصرية لم يعد لها وجه مضيء أو إنجاز يذكر سوى ما يقدمه محمد صلاح في مسيرته الاحترافية المؤزرة المشرفة لكل مصري وعربي وأنه من الصعب تكرارها …
لولا محمد صلاح ما كان يلتفت إلينا أحد في مجال كرة القدم العالمية …
تلك حقيقة يجب أن تدركوها ..
كلمة أخيرة أهمس بها في أذن (( التؤام )): محمد صلاح أيقونة مصرية وتجربة رائعة و واجهة مشرفة …
عليكما إدراك ذلك والعمل على تدعيمه ولا تقلقوا فمحمد صلاح بلغ مرحلة من النضج تجعله يعرف تماما كيف يتعامل …
هناك كلام يدور في الأروقة لا نريد أن ننزلق للتحدث عنه حتى لا نكون شركاء في عملية الهدم التي بدأت …
أرجو أن تكون الرسالة واضحة …
و لكل حدث حديث …